إعلان

ما هي أسباب اختيار سنغافورة لعقد القمة الأمريكية الكورية الشمالية؟

11:58 م الخميس 10 مايو 2018

الرئيس الامريكي وزعيم كوريا الشمالية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، موعد ومكان القمة التي ستجمعه بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، حيث من المقرر أن تكون في الثاني عشر من يونيو، في دولة سنغافورة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، على لسان محللها السياسي آدم تايلور: "إن سنغافورة - الواقعة في جنوب شرق آسيا والتي يبلغ تعداد سكانها 5.6 مليون نسمة - ستستضيف أكبر قمة دبلوماسية في العام، وبهذا ستكون قد تغلبت على عدة دول تقليدية كانت تُجرى فيها اللقاءات الدبلوماسية مثل سويسرا ومنغوليا، وحتى كوريا الشمالية والولايات المتحدة أنفسهم، حيث كان عبر بعض المحللون عن توقعاتهم بأن تعقد القمة الأمريكية الكورية الشمالية ببرج ترامب في نيويورك.

وكان اختيار سنغافورة مثاليًا للغاية، بحسب تحليل الصحيفة، وذلك لعدة أسباب نذكرها فيما يلي:

1- العلاقات الثنائية الجيدة مع كلًا من بيونج يانج وواشنطن:

وافقت سنغافورة والولايات المتحدة على اتفاقية ثنائية للتجارة الحرة في ظل إدارة جورج بوش الابن، وفي عام 2012 وافقت إدارة أوباما على ترقية سنغافورة إلى وضع شريك استراتيجي، وبعد ثلاث سنوات، وقعت الدولتان اتفاقية أمنية معززة.

لدى سنغافورة أيضًا علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية، حيث بدأتا في التمثيل الدبلوماسي عام 1975، وكوريا الشمالية لديها سفارة في سنغافورة، وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب اغتيال كيم جونج نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، في العام الماضي في ماليزيا المجاورة، وكذلك التزام سنغافورة بالعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية، ولكن العلاقات بين البلدين ما زالت مستمرة.

وتابعت الصحيفة، قامت المنظمات غير الحكومية، مثل "Choson Exchange"، بإحضار مواطنين كوريين شماليين إلى سنغافورة، حتى يتعرضوا لاقتصاد حديث متطور، وعلى كل أثبتت سنغافورة نفسها كطرف محايد في الشؤون العالمية، ولدى الحكومة هناك تاريخ في جمع الأحداث الدبلوماسية رفيعة المستوى في غضون مهلة قصيرة، حيث استضافت اجتماع الرئيس الصيني التاريخي شي جين بينج التاريخي مع نظيرته التايوانية ما يينج جيو عام 2015.

2- الموقع:

شكك العديد من المحللين أن كوريا الشمالية ستضغط على ترامب ليأتي لبيونج يانج، وهذا ليس فقط لأنها تريد إظهار كيم بأنه المتحكم هنا، ولكن أيضًا بسبب أن مغادرته الدولة قد يعرضه لمحاولة انقلاب على الحكم، أو حتى محاولة اغتيال.

وشكك المحللون أيضًا - حسب الصحيفة - في أن تستطيع طائرات كوريا الشمالية القديمة القيام برحلة طويلة تحمل فيها كيم خارج البلاد، دون أن تضطر على الأقل للتوقف للتزود بالوقود، وكان هذا سبب استبعاد عدة دول أكثر دبلوماسية وحيادية بسبب بعدها عن كوريا الشمالية مثل السويد وسويسرا.

سنغافورة لديها ميزة القرب من كوريا الشمالية، في الوقت الذي تمثل فيه المدينة العصرية التي توفر مرافق من الدرجة الأولى، ومن الجدير ذكره - كما تقول الصحيفة - أن سنغافورة قامت بتطورات اقتصادية سريعة، منتقلة من دولة فقيرة إلى دولة من دول العالم الأول في عقود قليلة، تحت قيادة الزعيم الاستبدادي المُتوفي لي كوان يو، وهي التفصيلية التي يحبها ترامب خصوصًا أنه يحاول تطبيق بعض الإصلاحات الاقتصادية في دولته.

3- كونها أقرب موقع محايد في المنطقة:

كان هناك الكثير من الخيارات لعقد القمة بين ترامب وكيم، ولكن جميعها واجهت نوعًا من العقبات السياسية، وبحسب الصحيفة، قد تبدو استضافة الاجتماع في الولايات المتحدة أو كوريا الشمالية منطقية، لكن اختيار أي منهما قد يعني اختلال توازن القوى في المفاوضات.

وقالت الصحيفة: "توجد الكثير من المدن المناسبة في كوريا الجنوبية والصين، لكن هذا اجتماع بين كيم وترامب، وليس الأطراف المعنية الأخرى".

مدينة فلاديفوستوك الروسية، مكان قريب وكان من الممكن أن يتم عقد القمة فيه، ولكن فضّل كلًا من ترامب وكيم ألا يعطوا لروسيا أي أفضلية دبلوماسية أو نصرًا دبلوماسيًا في هذه اللحظة، ولذلك تم اقتراح أن تحتضن المنطقة منزوعة السلاح في شبه الجزيرة الكورية القمة، لدرجة أن ترامب نفسه اقترح هذا، ولكن كان هناك خوف أن يبدو هذا الاجتماع تكملة لاجتماع كيم مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن الشهر الماضي.

خيارات السفر المحدودة التي واجهت كيم جونج أون، فرضت أن يكون هذا المكان داخل قارة آسيا، مما قلل من احتمالات الأماكن بصورة ضمنية، وفي النهاية كُتبت قائمة قليلة للغاية بالأماكن المقترحة، ولم يكن هناك الكثير من الوقت وتم اختيار سنغافورة.

وتقول الصحيفة في ختام تحليلها: "قد يفتقر الموقع - المتمثل في سنغافورة - للرمزية أو ديكورات الأماكن المقترحة الأخرى، لكنه يعوض عنها من الناحية العملية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان