إعلان

حوار- قيادي كردي: مصر تساندنا منذ الستينيات .. وإسرائيل دعمتنا لتستفز العرب

03:49 م الخميس 10 مايو 2018

الملا ياسين رؤوف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود
قال الملا ياسين رؤوف، مسؤول مكتب القاهرة بالاتحاد الوطني الكردستاني، إن مصر هي الدولة الوحيدة التي تدخلت وقت استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، في سبتمبر الماضي، وحاولت التفاوض مع القيادات الكردية، لكنها لم تستمع.

ونفى ياسين رؤوف –في حوار مع مصراي- ما يتردد عن أن إسرائيل تدعم الأكراد، مشيرًا إلى أنها أعلنت دعمها للأكراد وقت الاستفتاء لتستفز مشاعر العرب وتُحدث وقيعة بينهما.
وفيما يتعلق بالانتخابات العراقية، انتقد ترشّح الشخصيات والأحزاب الكلاسيكية، قائلاً إن جميعهم فشلوا في إدارة العراق منذ عام 2003، ويجب أن تتغير هذه الوجوه.

الملا ياسين رؤوف هو سياسي عراقي كردي دخل معترك السياسة منذ 40 عامًا، عندما كان في السابعة عشر من العمر، وهو قياديًا بارزًا في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ويشغل منصب رئيس مكتب الحزب في مصر.
وإلى نص الحوار ..

لماذا تهاجم استفتاء الانفصال رغم تأييدك للقومية الكردية؟

لأن توقيت الاستفتاء كان خاطئ؛ لا الشعب الكردي وسلطته ولا دول الجوار ولا البنية التحتية لكردستان ولا السياسات الإقليمية والدولية في ظروف تسمح لإجراء استفتاء الانفصال.
أي كردي عندما يُسأل إذا كان يريد الاستفتاء بالطبع سيجيب بنعم، لكن يجب ألا يُسأل السؤال في وقت خاطئ.

هل الشعب الكردي كان يدرك أن الوقت خاطئ؟

أكثر من 60% من الشارع الكردي كانوا يدركون أن توقيت الاستفتاء غير مناسب، لكن السؤال وجه لهم من القيادة السياسية الكردية، لذلك كانت الإجابة البديهية "نعم".

لماذا لم ينضم أكراد الدول الثلاث الأخرى إلى موجة استفتاء الانفصال؟

وقتها كانت ستقوم القيامة، والاعتراضات ستكون أعنف وأشد على الأكراد.
أرى أن أكراد الدول الثلاث كانوا أكثر حكمة، وأدركوا أن المسألة ليست بهذه البساطة.

متى تكون الظروف مواتية للمطالبة بالانفصال؟

تأسيس دولة كردستان يعني تفكيك إحدى الدول الأربع –إيران، تركيا، سوريا، العراق- التي قسمت وضمّت أراضي كردستان ضمن أراضيها، وهذه الدول بالطبع لن تقبل بإعادة ترسيم حدودها لتعيد للأكراد دولتهم.
إذًا يجب أن يكون هناك شيء من الضعف في هذه الدول، ونوع من الضغط عليهم، فالدولة العراقية ودول الجوار وحتى الدول الغربية لن تقبل بتفكيك العراق.

ماذا خسر إقليم كردستان بعد الاستفتاء؟

كنا شبه دولة قبل الاستفتاء، كل اختياراتنا وإدارتنا مستقلة، لكن خسرنا عديد من الامتيازات بعده.
51% من أراضي كردستان أصبحت تحت إدارة السلطة الاتحادية في بغداد، ومشاكل مع الحكومة في مسألة الموارد والامرتبات والميزانية واستخراج النفط وهكذا.
هذا بالإضافة إلى تشرذم الأحزاب الكردية ذاتها، فأصبح الأكراد الآن دون قيادة تجمعهم.

هذه المشكلات لم تُحل بعد تخفيف الحصار على الإقليم؟

لا اعتبره حصار، الحكومة الاتحادية قطعت المرتبات والميزانية المفروضة للإقليم، وأغلقت الأجواء أمام الطيران الدولي.
الحصار الحقيقي كان من تركيا وإيران، وهو ما هددونا به قبل الاستفتاء، لكن الآن عادت الأمور إلى طبيعتها.

إذا كيف أصبح الوضع الاقتصادي الآن؟

نعتبر أن الوضع الاقتصادي يسير نحو التحسن؛ الحكومة العراقية بدأت ترسل جزء من الميزانية المخصصة للإقليم، وهناك مفاوضات يومية بخصوص رواتب الميزانية وعائدات النفط، وهما أزمتان لم يتم حلهما حتى الآن.

وماذا عن أزمة الرواتب؟

أزمة الرواتب أيضًا لم تُحل حتى الآن، فالحكومة مديونة للموظفين الأكراد بحوالي 7 أشهر رواتب، بالإضافة إلى أنها على مدار أكثر من عام لم تصرف لهم سوى نصف المرتبات فقط.

وهل عانى الشعب الكردي من اضطهاد بعد الاستفتاء؟

نعم؛ حدثت بعض المشاكل للشعب الكردي في محافظة كركوك المُتنازع عليها، وبعض العائلات الكردية تم تهجيرها وتدمير وهدم بيوتهم، والبعض الآخر اضطروا للنزوح من مناطقهم.

حتى الآن يتهمكم البعض بتوطيد علاقتكم مع إسرائيل ودعمها لكم .. فما رأيك؟

دعم إسرائيل للانفصال كان ملعنة، هي أعلنت دعمها للأكراد فقط كي تستفز العرب ومن ثم تُحدث بيننا وقيعة وتُفشل مطالبنا.
والدليل على ذلك أنهم تراجعوا فيما بعد عن تصريحاتهم، ولم يساندوا الأكراد في أي شيء.
كما أن دولة كردستان تدغدغ مشاعر العرب لدولتهم القومية في فلسطين، فعندما يتم الاعتراف دوليا وقانونيا بالحق القومي للأكراد في دولتهم كردستان، وقتها يحق للعرب أن يطالبوا بدولة فلسطين.

هل هناك دولة عربية تدعم القضية الكردية؟

مصر الدولة العربية الوحيدة التي تساند الشعب الكردي منذ بداية الستينات، وجمال عبد الناصر كان من أشد مؤيدي إحقاق حقوق جميع القوميات مثلما تحمس للقومية العربية.
مصر تدخلت لعدم إجراء الاستفتاء وحاولت التفاوض مع القيادة الكردية قبل الاستفتاء، لكنها لم تستمع، كما أن الجامعة العربية أرسلت رسالة لهم لكنها أيضًا لم تُسمع.

كيف ترى زيارة العبادي إلى كردستان ضمن دعايته الانتخابية؟

شيء طبيعي أن يقوم بعمل دعاية انتخابية لنفسه، وهو افتتح مقر لحملته الانتخابية في منطقة السليمانية الكردية، هذه مسألة عادية، لكن البعض حاول أن يستغلها في إحداث زوبعة اعلامية لكنها انتهت بمجرد أن تفهم الناس انها مجرد دعاية انتخابية عادية.

هل تأثر التمثيل السياسي للأكراد في العراق؟

الأكراد جزء من العراق وهم قومية أساسية بداخله، وبالتالي التمثيل السياسي الكردي على الساحة لن يتأثر، لكن اتوقع ان يتأثر عدد مقاعد الأكراد في البرلمان العراقي بالسلب، وذلك بسبب سيطرة الحكومة العراقية على المناطق المتنازع عليها.

لماذا لم تُحل أزمة المناطق المُتنازع عليها حتى الآن؟

منذ عام 2003 هناك مادة في الدستور تخص هذه المناطق –لكنها لم تُنفذ حتى الآن- تنص على أن تكون إدارة هذه المناطق مُشتركة بين الأكراد والحكومة العراقية، وأيضا تواجد قوات عراقية وكردية فيها.
في 2014 استطاعت القوات الكردية هزيمة تنظيم داعش والسيطرة على هذه المناطق، لكن بعد الاستفتاء استولت عليها الحكومة العراقية بشكل منفرد، وظلت الأزمة مستمرة وعالقة بيننا حتى الآن.

ما رأيك في القوائم والتحالفات الانتخابية الموجودة على الساحة الآن؟

لست مع الوجوه القديمة التي طرحت نفسها في الانتخابات البرلمانية، فالأحزاب الكلاسيكية التي تكونت بعد عام 2003، فشلت في إدارة العراق، سواءً كانوا شيعة أو سنة أو أكراد؛ وسواءً كانوا في الحكومة الاتحادية أو حتى في إدارة كردستان.

لكن هناك كُتل جديدة ظهرت على الساحة؟

هناك كتل جديدة ظهرت، وأتمنى أن يحدث تغيير في الوجوه السياسية الموجودة على الساحة بعد الانتخابات.

ما الأزمات التي تواجه هذه الانتخابات؟

كان هناك عزوف عن المشاركة في الانتخابات من عدد كبير من السياسيين.
الأمر الثاني هو الانقسامات؛ فالكتل الشيعية منقسمة على نفسها، والسُنية أيضًا بسبب النزوح من مدنهم بعد داعش، كذلك الكتل الكردية متشرزمة بسبب ما جرى بعد الاستفتاء.

بعد أزمة الاستفتاء؛ هل تأملون في الفوز بمقعد رئاسة العراق مرة أخرى؟

نعم؛ فنحن المكون الثاني في العراق، بعد العرب وقبل التركمان، وبالتالي لنا الحق في إحدى الرئاسات الثلاث، حصلنا على رئاسة الجمهورية ونطالب ونتمسك به.
وعلى أي حال إذا لم نحصل على مقعد رئاسة الجمهورية فمن الممكن أن ننظر إلى رئاسة البرلمان.

كيف ترى دوافع القصف التركي على كردستان؟

تركيا دولة طاغية وغازية ومحتلة، وتبريراتها في قصف الإقليم كلها واهية.
لا شك أن القصف مسألة عدوانية ونحن لا نقبل بها، لكن ليس في أيدينا ما نفعله لوقف هذا العدوان على راضينا.

لماذا لم تتدخل الحكومة العراقية لوقف القصف؟

هذا السؤال يُسأل للدولة العراقية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان