إعلان

معهد بروكنجز: الانسحاب من سوريا ليس حلًا لمنع ظهور دواعش جدد

11:07 م الأربعاء 25 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي)

لم تصل الاستراتيجية الدولية وخصوصًا الأمريكية في سوريا إلى طريق نهاية حتى اللحظة، بل وربما من المعقول جدًا أن نعتبرها وصلت إلى مفترق طرق.

وبالنظر إلى الولايات المتحدة فالهدف الجزئي أو الأهم قد تحقق بهزيمة داعش عسكريًا على ساحة المعركة، لكن الآن وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبة أساسية له حاليًا تكمن في عودة قواته إلى بلادها.

وفي تحليل لمركز بروكنجز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، جاء أن الفكرة الأخيرة ليست جيدة لأن سحب الدعم الأمني والمساعدات الاقتصادية والالتزام الدبلوماسي والقوّات الأمريكية يولّد مخاطر بأن تستمرّ هذه الحرب التي أسفرت عن مقتل نصف مليون شخص ونزوح 12 مليوناً آخرين.

وأضاف التحليل أن الأسوأ أيضًا يمكن يحدث وذلك بأن تتوسّع المعارك لتصبح حرباً إقليمية فعلية. وبالتالي "يعني ذلك أيضاً أنّ فلول الإرهابيين ستبقى على حالها في عدّة أجزاء من البلاد، وأنّ واشنطن ستكون في وضع لا يخوّلها التعامل مع المخاوف الإسرائيلية المتزايدة حيال خطط إيران البعيدة المدى في سوريا".

كما حذر المعهد من حالة دمار ستبقى فيها سوريا سوف تتسبب في تشرذم المجتمعات بطريقة لا عودة فيها، ما سيولد غضبًا لدى الأغلبية السُنيّة في البلاد. كل العوامل السابقة سوف تكون أرضًا خصبة لبزوغ تنظيم جديد شبيه بداعش.

ولفت التحليل إلى أن الانسحاب الأمريكي المبكر سوف يبقي الجزء الأكبر سوريا تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين.

وذكّرت المعهد بخطاب ألقاه وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون في جامعة ستانفورد في يناير الماضي، وعرض خلاله عناصر من استراتيجية واسعة تشمل التحذيرات السابقة.

وتابع التحليل أنه "صحيح أنّ تيلرسون لم يعد عضواً في الإدارة الأمريكية، لكنّ الشهادة التي أدلى بها الجنرال جوزيف فوتيل من القيادة المركزية مؤخراً أمام الكونجرس شدّدت على الكثير من هذه النقاط، شأنها شأن الكثير من البيانات التي صرّحت بها سفيرة الولايات المتحدة لدى الأم المتحدة نيكي هايلي".

وفي التفاصيل، وعد تيلرسون بمتابعة الحملات العسكرية ضدّ داعش والتنظيمات المنتمية إلى القاعدة وبمتابعة العملية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف والتي تهدف إلى تأليف حكومة جديدة للبلاد وبالحدّ من نفوذ إيران في سوريا وبمساعدة اللاجئين والنازحين الآخرين على العودة إلى بلادهم وبالحرص على أن تكون سوريا خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وكان المعهد كتب في تحليل سابق أنه "لتحقيق هذه الأهداف، وعد تيلرسون أيضاً بأن تستمرّ الولايات المتحدة بأداء دورٍ للمساعدة على إحلال الاستقرار في الأجزاء التي لا تخضع لسيطرة الأسد، مع التعهّد بعدم مساعدة الأسد على إعادة إعمار أي جزء من الأجزاء التي لا تزال خاضعة لسيطرة هذا الدكتاتور الظالم. وتعهّد أيضاً بأن تحترم الولايات المتحدة مخاوف تركيا حيال استقلالية الأتراك والمجموعات الإرهابية الكردية. ووعد كذلك بزيادة اللجوء إلى اتفاقيات محلية لوقف إطلاق النار في سوريا للحدّ من العذاب البشري".

وأضاف التحليل أنه ينبغي على "الأسد أن يرحل. ليس باستطاعة المجتمع الدولي العيش إلى أجل غير مسمّى أو العمل بشكل عادي مع مرتكِب مجازر في منصب الرئاسة في دمشق. لكن علينا أن نقبل فكرة أنّه سيصرّ على أن يكون له دورٌ كبير في اختيار خلفه من خلال عملية انتقال خاضعة مُدارة".

ولن تتمكن دمشق من التحلّي بما يلزم لإخراج ميليشيات إيران من أراضيها قبل تأسيس هذا جيش وطني في سوريا. وحتى الوصول إلى تلك الفترة، ينبغي أن يكون هدف الولايات المتحدة الأساسي –بحسب بروكنجز- "ردع الهجمات التي تشنّها هذه الميليشيات". ومن المهم أيضًا أن يتم العمل على أن يكون منع توسّع نفوذ إيران هدفاً واقعياً أكثر ومهماً أكثر من إضعاف هذا النفوذ

وأضاف المعهد أن بذلك يكون المسار الواقعي إلى الأمام "هو مساعدة حلفائنا في شمال البلاد وشرقها وجنوبها على إعادة بناء بنيتها التحتية وإعادة إطلاق اقتصاداتها، مع تأسيس في الوقت عينه قوى أمنية محلّية لا وحدات متحرّكة يمكنها تهديد الأسد. وعلينا أن نبقي على عديد قوّاتنا البالغ ألفَي جندي على الأرض للمساعدة على إنجاز هذه العملية، مع الإبقاء أيضاً على عناصر التحكّم الجوي الأماميّين والمدرّبين اللازمين للحؤول دون هزيمة هؤلاء الحلفاء المحلّيين. وينبغي الردّ على أيّ هجوم يُشنّ على القوات الأمريكية عبر ضربات على قوّات إيران في سوريا وحتّى في إيران بحدّ ذاتها ربما".

وتابع التحليل أنه "للشروع في استراتيجية مبنية بالإجمال على مساعدة المناطق المستقلّة على حكم ذاتها (أقلّه بشكل مؤقّت)، علينا الوصول إلى حلّ أفضل للمسألة الكردية يعالج المخاوف الأمنية التركية مع الحؤول دون تعرّض المواقع الكردية في شمال سوريا للاجتياح". وأضاف "علينا ربط معظم المساعدات المقدّمة للأكراد في سوريا بشرط إعادة الأسلحة الثقيلة التي تسلّموها لمحاربة داعش عندما تنتهي هذه المعركة فعلاً. وينبغي على واشنطن أن تعلن أنّنا لن ندعم أبداً قيام دولة كردية مستقلّة في سوريا (أو أي مكان آخر) وأنّنا نعارض قيام منطقة كردية مستقلّة رسمية واحدة في سوريا".

فيديو قد يعجبك: