إعلان

وول ستريت جورنال: داعش يتلاشى وتنظيم آخر يعزز قوته في إدلب السورية

07:11 م الأربعاء 18 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

في الوقت الذي يختفي فيه تنظيم داعش الإرهابي بعد الهزائم المتتالية على مختلف الجبهات في سوريا والعراق، بدأت مجموعة متطرقة جديدة وخطيرة منبثقة عن تنظيم القاعدة في تعزيز قوتها في شمال غرب سوريا، في وقت ركزت فيه الولايات المتحدة الأمريكية على بقايا داعش وضرب مواقع تابعة للحكومة السورية.

ومنذ صعودها كالمجموعة المسلحة الأبرز في سوريا، قاتلت "هيئة تحرير الشام" القوات المدعومة من الغرب من أجل بسط نفوذها في محافظة إدلب، وفرضت فهمها للشريعة الإسلامية وجمعت الأموال عبر الضرائب التي تفرضها على المواطنين والبضائع.

وفي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نشر اليوم الأربعاء، جاء أن قائدها أبو محمد الجولاني، المقاتل السابق في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي، تعهد بغزو دمشق وفرض "الحكم الإسلامي في أنحاء سوريا".

وقال أحد المحللين للصحيفة إن الجماعة المسلحة لديها آلاف من المقاتلين –وهم فرع منبثق من جبهة النصرة الموالية للقاعدة. وخلال انشغال القوات الأمريكية بالتركيز على معارك أخرى في سوريا عززت من وجودها في إدلب، وذلك في وقت أيضًا تعهد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخروج من سوريا في أقرب وقت.

ونقلت وول ستريت جورنال عن المحلل السياسي الموجود في واشنطن، حسن حسن، أن المنطقة تبدو بعيدة عن تركيز القوى الغربية. وتابع المحلل في معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط: "الجهاديون يعيشون شهر عسل هناك".

efv

وخاضت المجموعة معارك قوية ضد أعدائها، فخلال شهر فبراير وبعد أربعة أشهر من القتال، أعلنت هزيمة تنظيم داعش في إدلب. وفي مارس زعمت أنها سيطرت على 25 بلدة في إدلب وحلب، واستولت على دبابات ومركبات عسكرية.

وتواجه المجموعة في هذا الشهر هجمات من الجيش السوري عبر المدفعية والقناصة في حمس وحماة وحلب.

وفي المناطق التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام"، تُفرض قوانينها وتنشر شرطتها الدينية الشبيهة لداعش، بحسب ما ذكره مواطنون للصحيفة الأمريكية. كما ألقت المجموعة القبض على الرجال والنساء الذين تحدثوا مع بعضهم فقط لأنهم ليسوا أقارب، وأغلقت جامعة مدينة الدانا بريف إدلب منذ العام الماضي لأن الدراسة فيه مشتركة.

ويتواجد في إدلب حاليًا حوالي 50 ألف شخص بينهم الوافدون من غوطة دمشق الشرقية، التي سيطر عليها الجيش السوري بعد هزيمة المعارضة المسلحة.

ركزت دمشق على الجيوب الصغيرة التي يتمركز فيها مقاتلون معارضون، مثلما حدث في الغوطة الشرقية في بداية الشهر الجاري. لكن حاليًا من المتوقع أن حكومة بشار الأسد سوف تصب تركيزها الأكبر على المسلحين في إدلب، ومن المرجح أنها ستكون معركة دموية مثل معركة حلب التي جرت في عام 2016.

وشاركت أمريكا وفرنسا وبريطانيا في ضربة عسكرية ضد سوريا بعد الضربات الكيماوية المزعومة في مدينة دوما، وقالت الدول الثلاث إنهم استهدفوا برنامج الأسلحة الكيماوية للحكومة السورية ونجحت بالفعل ضربتهم.

وجاء ذلك على الرغم من تصريح ترامب بأنه يريد سحب جنوده من سوريا، وترك المهمة لحلفاء آخرين. وصرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الثلاثاء، بأن المملكة بالفعل ناقشت فكرة إرسال قوات من التحالف الإسلامي إلى سوريا.

وأسست "هيئة تحرير الشام" ما أسمته "حكومة إنقاذ" في إدلب وتسعى للسيطرة على القطاعات الإدارية المهمة في المدينة عبر تلك الحكومة. وتجمع الأموال من المواطنين حيث تتلقى مقابل الخدمات مثل الماء والكهرباء. كما تسيطر الجماعة المنبثقة من القاعدة الإرهابية على منفذ "باب الهوى" الحدودي مع تركيا.

ومع تمركز هذه المجموعة وآلاف من مقاتليها في إدلب والذين نزح كثيرون منهم إليها بعد الهزيمة في معارك ضد الجيش السوري، تبدو المعركة ستكون كبيرة حال قرر الأسد السيطرة على المدينة وذلك أيضًا وسط تحذيرات غربية من استخدام أسلحة كيماوية قالوا إنها تساعد دمشق في حسم معارك ضد المعارضين.

فيديو قد يعجبك: