إعلان

دبلوماسي أمريكي في مقال لنيويورك تايمز: بوتين نشر السم في العالم

03:38 م الأحد 18 مارس 2018

فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

في الوقت الذي يتردد فيه الناخبون الروسيون على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، المتوقع أن يفوزه فيها فلاديمير بوتين بمدة رئاسية رابعة، يرى الكاتب والدبلوماسي الأمريكي البولندي ستيفن لي مايرز، أن الرئيس الروسي كان مثال للحاكم الديكتاتوري، الذي قوّض أي جهود مبذولة للقضاء على الفساد، ونشر الديمقراطية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ولكنه أصبح نموذجا يُحتذى به، فسار العديد من القادة والزعماء الأجانب على خطاه.

وقال مايرز، في مقال نُشر بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن بوتين قمع مُعارضيه، وجعل اصدقائه والمقربين منه أثرياء، وضم شبه جزيرة القرم، ودعم الديكتاتور السوري بشار الأسد عسكريًا في الحرب الأهلية الدموية التي بدأت في بلاده منذ سبعة أعوام، وحاول قلب موازين انتخابات الرئاسة الأمريكية. وهو مُتهم الآن، للمرة الثانية خلال عقد من الزمان، بتسميم عميل مخابرات سابق في بريطانيا.

ويتساءل الكاتب عما يجعل فلاديمير بوتين بطلاً شعبيًا، ورجلاً قويًا، بالنسبة للشعبويين في العالم، والزعماء الديكتاتوريين سواء في اليسار أو اليمين؟ ويرى أن الإجابة على ذلك تتمثل فيما سبق ذكره.

ولأكثر من 18 عامًا في السلطة، يقول مايرز، إن بوتين استطاع تحدي منتقديه في الداخل والخارج، بتجاهل معايير ومؤسسات النظام العالمي التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. فأصبح لا يليق بالمجتمع الغربي الليبرالي، ويبدو الآن وكأنه في طليعة جيل جديد من الزعماء- في تركيا، وصربيا، وإيطاليا، وحتى أمريكا- الذين يسيرون على خطاه.

ويشير الكاتب إلى أن بوتين لا يقدم أيدولوجية متماسكة أو شاملة كما فعل من سبقه من القادة الشيوعيين، ولكنه كان نموذجًا للقائد القوي الذي يرغب في حماية سيادة بلاده من المنظمات الأوروبية، مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي أُنشئت لإخماد مظاهر العرقية والعنصرية.

 

ويرى جاري كاسباروف، بطل الشطرنج وأحد أشد مُعارضي بوتين، إن القادة الآخرين عندما ينظرون إلى الرئيس الروسي لا يرون أي شيء يُثير اعجابهم، ولكنهم يتعاملون مع أفعاله على أنها تصريح للقيام بأفعال مماثلة لما يقوم به.

ولا يبدو أنه سيترك منصبه قريبًا، فمن المتوقع أن يفوز بوتين فترة رئاسية رابعة في الانتخابات التي تُقام اليوم الأحد، وينافسه فيها سبعة مرشحين آخرين.

وما لبث بوتين أن شدد قبضته على السلطة، حتى أدان المؤسسات الأوروبية، من ضمنها حلف شمال الأطلسي، وأكد أنهم يقفون ضد المصالح الروسية. وقال الرئيس الروسي إن انتقادات زعماء الغرب للحرب الروسية ضد الانفصاليين الإسلاميين في الشيشان، والحملات التي شنها على وسائل إعلام المعارضة، واستخدام روسيا للغاز الطبيعي كورقة ضغط من أجل زيادة نفوذها، غير عادلة وظالمة.

إلا أن أكثر ما كرهه بوتين وحاول القضاء عليه، عقب انتهاء الحرب الباردة، كان سيطرة الولايات المتحدة، خصم روسيا الأول، على مُجريات الأمور في العالم، وعمل على تغيير الوضع، وبدأ ذلك بإعلانه رفضه الشديد لقرار الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بالانسحاب من العراق.

ووصل غضب بوتين من أمريكا إلى ذروته بعد الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت الجمهوريات السوفيتية السابقة، بما فيها جورجيا وأوكرانيا، وتعامل معها على أنها مؤامرات تحيكها واشنطن ضده. وعلق عليها في تصريحات لشبكة "إن بي سي نيوز" بأنها "محاولة لعرقلة تقدم روسيا".

وبدأ الساسة المتحفظون الغربيون في الإعلان عن مدى اعجابهم ببوتين. ويقول مايرز إنه في عام 2013، وخلال تصاعد التوترات بسبب الحرب الأهلية في سوريا، اعتبر مُدون متحظف الرئيس الروسي "قائد العالم الحر"، كما أعرب الكتّاب المتحفظون عن رفضهم لسياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بشأن الصراع في سوريا.

وجذبت سياسة بوتين التي تقوم في الأساس على تحديه المجتمع الدولي، والدول الغربية العديد من القادة المتحفظين في الولايات المتحدة، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أعرب في أكثر من مناسبه عن اعجابه الشديد بـ"رجل روسيا القوي".

وقالت أليانا بوليكوفا، الخبيرة في الشعبوية اليمنية المتطرفة في أوروبا في معهد بروكينجز في واشنطن، إن بوتين تعهد بحماية الهوية القومية الروسية مما يُنظر إليه على أنه تهديد "تأسيس عالم ليبرالي متحرر"، والذي يسمح بعدة أمور يرفضها تمامًا، مثل زواج المثليين، والهجرة، وتسليم الوكالات السياسية لمؤسسات دولية بعيدة.

وبحسب بولياكوفا، فإن بوتين منح المواطنين شيئًا صامدًا للتشبث به في العالم، وأصبح يُمثل الهوية القومية.

ويرى كاسباروف، أن الغرب يتحمل جانبا من اللوم فيما أصبح عليه بوتين، والذي أصبح نموذجًا للقائد الاستبدادي، ويقول:" قرر المجتمع الدولي عقد صفقة مع الشيطان (بوتين)، فتغاضوا عن تصرفاته القمعية التي ارتكبها منذ 25 عامًا، وسمحوا له بالمشاركة في الأسواق الدولية، وتقبلوه في عالمهم، بدلا من أن يحرروا البلاد، ويدينوا تصرفاته".

 

فيديو قد يعجبك: