إعلان

شهادات أطباء بلا حدود: الهدنة المفروضة في سوريا لم تمنع القتل والدمار

02:57 م الأحد 25 فبراير 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

يستمر قصف قوات الرئيس السوري بشار الأسد للغوطة الشرقية والتي مازالت تحت سيطرة المعارضة، بالرغم من صدور قرار من مجلس الأمن، أمس السبت، يدعو إلى وقف إطلاق النار وإقامة هدنة لمدة 30 يومًا، ما يقوض جهود الأطباء والممرضين الذين يعملون مع المنظمات الطبية والإغاثية في سوريا، ويمنعهم من تلبية احتياجات المصابين في المنطقة.

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود، في بيان صدر عنها اليوم الأحد، أن أعداد القتلى والمصابين في الغوطة الشرقية المحاصرة ترتفع بشكل لا يُصدق، وأبلغت المسشتفيات والعيادات التي تدعمها المنظمة عن استقبال أكثر من 2500 مُصاب، وسقوط أكثر من 520 قتيل خلال خمسة أيام فقط من الغارات الجوية المكثفة، منذ مساء الأحد الماضي وحتى مساء أول أمس الجمعة.

وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار فورا من أجل "إفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة"، وأيدت روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، القرار بعد اعتراضاها على صيغته السابقة، ما أدى إلى تأجيل التصويت أكثر من مرة.

ومنذ بدء القصف، تعرض 13 مرفق طبي تدعمه أطباء بلا حدود - كليًا وجزئيًا، للقصف بالقنابل والقذائف، وتقول ميناي نيكولاي، المديرة العامة في أطباء بلا حدود، إن هناك مئات المصابين الذين لا يجدون مستشفيات، لأنها باتت ركاما بفعل القصف.

وقال مُساعد طبي، يعمل في إحدى العيادات في الغوطة الشرقية، الجمعة الماضي، إن المركز الذي كان يعمل فيه تعرض إلى القصف، ما دفعهم إلى الانتقال إلى مكان آخر، والذي تعرض للقصف بدوره.

ويتابع، بحسب البيان، "أسرع المسعفون وأهالي المنطقة لانتشال المواطنين من تحت الأنقاض، وفي ذلك الوقت قُصف المكان للمرة الثانية، ما أدى إلى سقوط نحو 100 مُصاب بدون أي مرفق طبي يعمل".

وأوضحت المنظمة أن نسبة النساء والأطفال بين الجرحى وصلت إلى 58 بالمئة، وبلغت 48 بالمئة من نسبة القتلى.

وفي ظل ارتفاع أعداد القتلى والمصابين بالغوطة الشرقية، تقول طبيبة، مديرة مستشفى ميداني، إنه "لايوجد ما يُمكن القيام به، فحتى إذا توفرت المواد الطبية، لا يمكن التجاوب مع هذا العدد الضخم"، موضحة أن الأمر لا يتعلق بالحصول على المزيد من الأدوات الطبية، ولكنه يرتبط بشكل وثيق بضرورة إيقاف القصف.

وبحسب الطبيبة، فإنه لا يمكن نقل المصابين خارج المشافي، لأن أي شخص يظهر في الشوارع، سواء كان يسير أو يركب سيارة، سيموت جراء القصف، موضحة أن الكوادر الطبية لا تستطيع نقل المصابين إلى وحدات الرعاية المركزة والتي لا تبعد عن المستشفى الميداني سوى 5 كيلومتر.

تضطر الكوادر الطبية في ترك المصابين في أمكانهم، والتي لا يوجد بها أقنعة تنفس، لذلك بحسب الطبيبة، يستخدمون أجهزة التهوية اليدوية، وبالتالي يحتاج كل مُصاب إلى من يشغل له جهاز التهوية بشكل دائم، ومع عدد المصابين الهائل الذي يأتينا يستحيل القيام بذلك، ما يتسبب في فقد الكثير من المصابين بسبب النقص.

واتهمت المنظمات الحقوقية والانسانية قوات الأسد وموسكو باستهداف المنشآت الطبية، ما دفع عدة منظمات طبية محلية إلى نقل المستشفيات إلى الأقبية الموجودة تحت الأرض، ويقول طبيب يعمل في إحدى المستشفيات المدنية، إن "الوضع يزداد صعوبة فيما يتعلق بإحالة المصابين. فكلما غادرت سيارة إسعاف المرفق يتم قصفها. والطريقة الوحيدة التي لدينا لإحالة المرضى هي عبر الأنفاق".

فيديو قد يعجبك: