"من الصحراء إلى الفضاء".. كيف تأسّست دولة الإمارات قبل 50 عامًا؟

كتبت- رنا أسامة:

"من الصحراء بدأنا وإلى الفضاء وصلنا"، هكذا لخّص حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قصة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة مرور 50 عامًا على أول محطة في مسيرة قيامها، كاشفًا الكواليس التي أحاطت بتلك الفكرة، والتي انطلقت من خيمتين من الصحراء، بحسب قوله.

واحتفى نائب رئيس دولة الإمارات بذكرى تأسيس دولته، اليوم الأحد، في سلسلة تغريدات عبر موقع "تويتر"، استهلّها قائلًا: "اليوم ١٨ فبراير.. يصادف ذكرى تاريخية لدولتنا. فقبل ٥٠ عامًا، في ١٨ فبراير ١٩٦٨، وفي خيمتين بالصحراء على مرتفع يُسمى عرقوب السديرة بين دبي وأبوظبي، اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد، واتفقا على إقامة دولة ودعوا بقية الإمارات للانضمام ..من هناك بدأنا، من هناك اتفقنا، من هناك مشينا في مسيرتنا".

وتابع: "١٨ فبراير يوم تاريخي في وطني الجميل. كنت هناك ورأيت اجتماع النيات الطيبة مع الطموحات العالية في خيمة بدون فراش. سمعت راشد يقول لزايد أنت الرئيس، فكان زايد الرئيس والأب والمؤسس والقائد الأبدي لهذه الدولة. لم يطلب زايد الرئاسة، بل استدعاه التاريخ ليبني أمة ودولة".

وأضاف: "٥٠ عاما ليست شيئًا في عمر الدول.. لكن مع زايد كل عام كان خمسين في العمل والإنجاز. رحم الله زايد وراشد. يستذكر الوطن اليوم هذه الذكرى كي لا ننسى البدايات ولا ننسى صفاء النيات وكي نبقى مدركين أننا من الصحراء بدأنا وإلى الفضاء وصلنا ولسعادة شعبنا ورخائه عملنا".

جدير بالذكر أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تولّى الحكم في إمارة دبي، بعد رحيل أخيه الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم في 4 يناير 2006.

وفي 5 يناير من العام نفسه، انتخبه أعضاء المجلس الأعلى لحكام الإمارات نائبًا لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتكليف الشيخ محمد بن راشد برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة.

ويعود اهتمام الإمارات بالفلك وعلوم الفضاء إلى سبعينات القرن الماضي، عندما التقى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بفريق وكالة ناسا الأمريكية المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر؛ إذ كان هذا اللقاء حافزًا لتوجيه اهتمام الإمارات بالفضاء منذ ثلاثة عقود، بحسب الموقع الإلكتروني لوكالة الإمارات للفضاء.

الأمر الذي دفع إلى تأسيس شركة الثريا للاتصالات في أبريل 1997، كأول شركة مزودة لخدمات الاتصالات المتنقلة عبر الأقمار الصناعية في الإمارات.

وتمتلك الشركة قمرين صناعيين وتديرهما، وهما "الثريا 2" و"الثريا 3"، ويغطيان مناطق أوروبا وإفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط ودول المحيط الهادئ وأستراليا.

كما تم إنشاء "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" في 2006، بهدف تعزيز علوم الفضاء والأبحاث العلمية في الإمارات، برعاية الشيخ محمد بن راشد، فضلًا عن تأسيس شركة الاتصالات الفضائية "ياه سات"، في عام 2007.

وفي 2014، بموجب مرسوم بقانون اتحادي، جرى تأسيس وكالة الإمارات للفضاء، والتي تتولى مسؤولية تطوير قطاع الفضاء في الإمارات، من خلال إقامة الشراكات والأبحاث وكل ما من شأنه التطوير في هذا المجال.

وفي أبريل 2015 تم دمجّ "مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة" مع مؤسسة "مركز محمد بن راشد للفضاء".

وأعلنت شركة إيه بي للأقمار الصناعية (AP Satellite Inc) الكورية الجنوبية، الأربعاء الماضي، أنها وقّعت عقدًا مع شركة الثريا للاتصالات الإماراتية لتوريد هواتف فضائية محمولة بقيمة 5 مليارات دولار، حسبما أفادت وكالة أنباء يونهاب.

ووفقًا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية، تُمثّل قيمة العقد 21.7 بالمائة من مبيعات الشركة الإماراتية. وتمتد مدته حتى الأول من شهر أكتوبر المُقبل.