إعلان

وزيرة بريطانية : 15 عامًا على احتجاجات حرب العراق .. والسلام أكثر بُعدًا

11:10 ص السبت 17 فبراير 2018

وزيرة الخارجية البريطانية في حكومة الظل إيميلي ثور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، مساء الخميس، تحدثت وزيرة الخارجية البريطانية في حكومة الظل إيميلي ثورنبيري، عن الوضع الحالي في مناطق الصراع بالشرق الأوسط والتدخلات الأجنبية، وكيف أصبح ما يحدث الآن في سوريا وليبيا على سبيل المثال أسوأ بكثير مما كان في حرب العراق.

وقالت ثورنبيري "منذ 15 عامًا، انضممت إلى مسيرة شارك بها حوالي مليون آخرين ضد الحرب العراقية الوشيكة في وسط لندن، لم نكن مجرد جزء من أكبر مظاهرة سياسية في التاريخ البريطاني، ولكن أكبر احتجاجات اندلعت في نفس التوقيت بالعالم بأكمله على نفس الحدث، اجتمعنا في هايد بارك وسمعنا العديد من الأصوات الشهيرة يتحدثون ضد الحرب".

وأضافت أنه عندما صعد جيرمي كوربن على المنصة، كان أيضًا يمثل وجهًا مألوفًا لجميع المحاربين القدامى في مسيرة السلام وسكان ايسلنجتون -الموطن الأصلي للكاتبة- والذي أثّرت كلماته بشكل كبير في نفوس الحاضرين.

وتساءل كوربن خلال كلمته في المظاهرات "لماذا ننفق مليارات على حرب؟ .. لا أحد يريد ذلك بينما يموت الأطفال في جميع أنحاء العالم بسبب الفقر والمجاعات، محذرًا من مخاطر غزو العراق قائلا إن ذلك سيؤدي إلى دوامة من الكراهية والبؤس الذي سيؤجج الحروب والصراع بين الأجيال القادمة".

وصفت الوزيرة البريطانية كلمات كوربن بـ"الحقيقة المرعبة"، التي أعادها مرة أخرى على مسامع الجميع خلال الحربين السورية والليبية؛ ليؤكد في العام 2011 "نحن لم نفكر في الآثار المترتبة على ما نقوم به".

وحذر كوربن من أنه مع عدم وجود قوى معارضة سورية موثوقة، لا توجد استراتيجية طويلة الأجل ولا خطة للتسوية السياسية، فإن أزمة اللاجئين والإصابات بين المدنيين لن تنمو، مضيفًا: "بالنسبة لنا هنا في وستمنستر وعندما نرى مشكلة، إسقاط القنابل، نمرر اقتراحات ونلقي القنابل ونتظاهر بأننا نفعل أشياءً لحل المشكلة، هذا ما فعلناه في أفغانستان والعراق وليبيا، للتدخل ومعارضة حرب أخرى وليس من أجل السلام".

وأكد"كل جهود بريطانيا يجب أن توجه إلى إيجاد تسوية سياسية سلمية وعادلة للحرب".

وقالت "ثورنبيري" في مقالها، إنه بعد أكثر من عامين، كان هذا الهدف أبعد من أي وقت مضى، على الرغم من أن مبررات تدخل التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا للقضاء على تنظيم داعش تحققت قبل شهور، مضيفة "لقد شهدنا في الأسابيع الأربعة الماضية مستويات غير مسبوقة من التصعيد والعدوان والاستيلاء على الأراضي من جانب القوى الأجنبية المتنافسة المتورطة في هذه الحرب المرعبة".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن خطط لـ"احتلال مفتوح" لشمال سوريا، وتركيا أطلقت هجومًا وحشيًا على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد؛ وألحقت القاذفات الروسية وقاذفات التحالف أضرار مدمرة بالجيوش؛ وإسرائيل نفذت أكبر ضرباتها الجوية في سوريا منذ 36 عامًا ردًا على إرسال إيران طائرة بدون طيار عبر حدودها، بينما لا تزال دول الخليج تغذي المعارضة السورية المسلحة بالمال والأسلحة.

واستطردت "اسألوا الحكومة البريطانية عن دورها تجاه الوضع الحالي والمجازر المروعة التي تُنفذ في العالم، لقد تخلى المحافظون منذ فترة طويلة عن أي ادعاء للقيادة العالمية".

ولفتت إلى تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فبراير الجاري، يتهم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باستخدام نفس اللعبة المستخدمة قبل حرب العراق لخلق أسباب للمعركة مع إيران، وتشير التقديرات بأن مثل هذا النزاع أسوأ من حرب العراق بحوالي أكثر من 10 إلى 15 مرة، من حيث الإصابات والتكاليف.

وأكدت أن الدرس الوحيد الذي تعلمه ترامب وحلفاؤه من حرب العراق وسوريا وليبيا، ليس كيف يمكن للتدخلات العسكرية أن تسبب كوارث، ولكن ما تعلموه هو أفضل طريقة لتسويق الحروب.

 

فيديو قد يعجبك: