إعلان

"سجائر وشمبانيا".. رشاوى يعتقد أن نتنياهو حصل عليها في صفقة مصنع سيارات

11:08 م الأربعاء 14 فبراير 2018

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير جديد لها، إن الخطة الجديدة لتصنيع سيارات هندية رخيصة في منطقة تجارة حرة على الحدود التي تربط بين إسرائيل، الأردن، وفلسطين، هي أساس مزاعم الرشوة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتعتقد الشرطة الإسرائيلية - حسب الصحيفة - أن نتنياهو وافق على الترويج لخطة لإنتاج سيارات من العلامة التجارية "تاتا" ذات التكلفة المنخفضة لصالح أحد أثرياء هوليوود، وهو أرنون ميلشان، مقابل هدايا فخمة.

وطبقًا للشرطة، فإن ميلشان وشريكه الهندي رجل الأعمال راتان تاتا، أنشئا شركة مشتركة بغرض إنشاء مصنع إنتاج سيارات تاتا في الشرق الأوسط.

وكان صحفي القناة العاشرة الإسرائيلية، رفيف دروكر، هو أول من أبلغ بأن الشرطة تشك أن نتنياهو يحاول مساعدة ميلشان وتاتا في الترويج للمصنع، في سبتمبر الماضي.

وحسب عدد من المصادر - التي لم تذكرها الصحيفة - فإنه في أواخر عام 2009، تقابل ميلشان مع نتنياهو واتفقا على الخطة طويلة الأجل، وأن منطقة التجارة الحرة سوف يعمل بها فلسطينيون وإسرائيليون وأردنيون، بغرض تصنيع سيارات رخيصة الثمن، يتم بيعها في الأساس إلى المستهلك العربي.

وقال ميلشان، كان تاتا مستعد لاستمثار مئات الملايين من الدولارات في المشروع، وأحب نتنياهو تلك الفكرة.

وادّعت الشرطة، إن نتنياهو أعد فريقًا رأسه مدير مكتبه في ذلك الوقت إيال جاباي، لتعجيل المشروع، وفي المقابل تلقى هدايا من تاتا كانت - في الغالب - عبارة عن سجائر لنفسه وشمبانيا لزوجته سارة نتنياهو.

وحاول جاباي، كبح جماح حماس نتنياهو عدة مرات، وأشار أحد المستشارين في مكتب رئيس الوزراء إلى أن أي مسعى من هذا القبيل سيتطلب عملية مزايدة، حيث لم يكن هناك سببًا كافيًا يدفع ميلشان وتاتا لإقامة منطقة تجارة حرة، وعبّر مستشار آخر عن مخاوفه من أن المنطقة سوف يتم تصويرها على أن الفلسطينيين يعملون بها في ظروف عمل أشبه بالرقيق، وعلى الرغم من أن نتنياهو أصر على أن يبحث جاباي في جدوى الخطة، لم يأتِ شيء من ذلك.

ويقول تقرير الشرطة، إن نتنياهو عجّل بالمشروع، على الرغم من معارضة مسؤولين في وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء، وفشلت الصفقة في المرور بسبب معارضة مسؤولي الدفاع ومكتب نتنياهو، وبسبب ثورات الربيع العربي.

وعلمت صحيفة "هآرتس" أنه على الرغم من جهود نتنياهو، إلا أنه لم يتم تشكيل فريق لفحص المصنع، كما أن المبادرة لم تأخذ أي مستويات جديّة.

وأشار أحد مسؤولي الدفاع في ذلك الوقت، عندما كان المشروع مجرد فكرة، أنه لم يتم بحث التداعيات الأمنية المحتملة، لأن الخطة لم تتقدم في أي اتجاه من الأساس، كما أنه لم يتم استدعاء أي مسؤول بوزارة الخارجية على الرغم من أن الأردن كان شريكًا محتملًا في هذه الخطة.

وتقول الصحيفة، في أوائل عام 2010، طلب مسؤولو شركة تاتا مقابلة مسؤولي مكتب رئيس الوزراء وجاباي نفسه، وحصلت الشرطة على ما حدث في تلك اللقاءات، والتي اشتكى فيها مسؤولو تاتا من فشل الإسرائيليين في تعيين فريق لدراسة جدوى المشروع.

وتم في ذلك الاجتماع، الاتفاق على إنشاء فريق جدوى مشترك، لكن هذا لم يحدث مطلقًا، وقال ميلشان للشرطة، إن فكرة المشروع كانت جزءًا من رؤيته لـ "السلام الاقتصادي"، وأضاف، لعدة سنوات، كنت أقترح مبادرات بهدف نشر السلام في المنطقة، ولم تكن تلك الخطة مقابل أي هدية".

ويقول تاتا نفسه إنه لا تربطه أي صلات عمل بميلشان، ولكن تقول الشرطة إن الاثنين بينهما مشروع مشترك.

وعندما كان تاتا في إسرائيل لحضور أحد المؤتمرات نوفمبر الماضي، زار محققو الشرطة فندقه لاستجوابه، وأخبرهم تاتا أنه نافش بالفعل بناء مصنع لتصنيع السيارات كجزء من "مبادرة سلام".

وفي بيان في وقت لاحق قال تاتا إن نتنياهو لم يكن من المفترض أن يتلقى أي فوائد شخصية من المشروع، وصرّح للشرطة بأن صلاته مع ميلشان تقتصر على الخدمات الاستشارية الأمنية المقدمة إلى سلسلة فنادق تاتا "تاج"، بعد الهجوم الإرهابي في مومباي، وأقام نتنياهو في فنادق "تاج" عندما زار الهند الشهر الماضي.

وتختتم الصحيفة تقريرها باقتباس من تقرير الشرطة تقول فيه: "إن المشروع الذي كان يقتضي بناء مصنع "تاتا" كان واحدًا من خمس طرق، تزعم التحقيقات أن نتنياهو قام بمصالح لميلشان مقابل هدايا شخصية له".

فيديو قد يعجبك: