إعلان

التحالف يتقدم في الحُديدة اليمنية.. والحوثي: الحرب لا تنتهي بخسارة معركة

11:01 م الخميس 08 نوفمبر 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

وصل الجيش الوطني اليمني، التابع للرئيس المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي، إلى أولى مرتفعات سلسلة جبال مران بمحافظة صعدة، وهو ما تعتبره قناة سكاي نيوز الإماراتية المخبأ المحتمل لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

يأتي ذلك بعد إعلان قنوات يمنية محلية وأخرى تابعة للسعودية والإمارات أن القوات اليمنية الموالية لهادي توغلت في شارع صنعاء بمدينة الحديدة لأول مرة.

كما أشارت إلى السيطرة على مواقع جديدة في المدينة الساحلية غربي البلاد، مع اشتداد وتيرة المعارك والتحذيرات الأممية من مجاعة بسبب الحرب المشتعلة منذ مارس 2015.

وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن قواته سيطرت على مبنى الجوازات، وتخوض معارك عنيفة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في منطقة سيتي ماكس وبالقرب من سوق الحلقة، وحول معسكر الدفاع الساحلي ومدرسة القتال، بمدينة الحُديدة.

تمثل الحُديدة المنفذ البحري الوحيد الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي، ويحاول التحالف العربي بقيادة السعودية السيطرة عليها وتحديدًا على الميناء الذي يتم محاصرته منذ 3 سنوات من قبل التحالف، لكن الأخير يشير إلى أن الإمدادات تأتي للحوثيين عبر عمليات تهريب من هذا المنفذ البحري.

ويسيطر على وسط مدينة الحُديدة الحوثيين، بينما الطريق الرئيسي الذي يربطها بالعاصمة صنعاء تم تدميره بواسطة طيران التحالف في وقت سابق، ما أسفر عن وقف الإمدادات في الاتجاهين، بينما الضواحي الجنوبية والمطار يقعون تحت سيطرة القوات المدعومة من التحالف.

استولى الحوثيون على كامل المدينة قبل ثلاث سنوات، وبحسب تقارير دولية فإن أكثر من 80% من الغذاء والمساعدات والوقود والبضائع تدخل اليمن عبر ميناء المدينة.

ولكن في الأيام الأخيرة زاد التحالف العربي من حدة المعارك ووصل إلى قلب الحُديدة، وأزيلت لافتات ضخمة تحمل صورة الرئيس الذي عيّنه الحوثيون للبلاد وهو صالح الصمّاد.

"خسارة منطقة لا يعني نهاية المعركة"

بعد التقدم الواضح لقوات التحالف نحو المدينة، خرج زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أمس الأربعاء، ليعلن أن المرحلة الحالية من التصعيد التي بدأها التحالف ليست الأولى وتم الإعداد لها بشكل كبير في الساحل اليمين، ويهدف التحالف بذلك إلى الإلقاء "بكل ثقله بالضغط على مدينة الحديدة".

وأشار إلى أن معظم المدينة لا زالت تحت سيطرة الحوثيين، لكن أيضًا كلماته لم تخلُ من الاعتراف بأن التحالف يستفيد "من زخمه البشري الهائل الذي ركز خلال الفترة الأخيرة على تكثيفه وتقديمه للضغط على الحديدة. وكذلك هو يضغط في الحدود في محاور متعددة من الحدود واتجه في عملية التصعيد في المناطق الوسطى خلال هذه الأيام".

ولفت الحوثي إلى أن معركة الساحل معركة مهمة و"تحتاج إلى زخم بشري" لأن امتدادها هو بأكثر من 200 كيلو. كما أضاف أن الحوثيين سوف "يصمدون" وإذا تمكن "العدو من اختراق هنا أو اختراق هناك، سيطر على منطقة هنا أو منطقة هناك، لا يعني هذا نهاية المعركة أبداً".

وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، أشارت إلى أن المقاتلين الحوثيين يتحركون في وسط مدينة الحُديدة على دراجاتهم النارية حاملين رشاشاتهم وقاذفات الصواريخ، وذلك وسط شوارع خاوية.

غادر عديد السكان منازلهم، وباتت تستخدم كمواقع لرشاشات الحوثيين، الذين بدأوا الاستعداد للمعركة في شوارع المدينة منذ أشهر، وحفروا الخنادق في الشوارع، وزرعوا أيضًا الألغام الأرضية.

ونقلت الصحيفة عن عدد السكان المحليين قولهم إنهم يسمعون أصوات التفجيرات المتتالية الناتجة من قصف المدفعية أو طائرات التحالف من طراز أباتشي.

"عنف لا يحتمل"

وسط الحرب الدائرة، طالبت وكالات إغاثية متمركزة في الحديدة، المجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف العنف والحصار المفروض على المدينة، وذلك في الوقت الذي تُصعد فيه قوات التحالف من هجماتها ومعاناة الحوثيين من أجل أن يكون لهم اليد العليا قبل اتفاق وقف إطلاق النار المنتظر بنهاية الشهر الجاري.

وقالت وفاء عبدالله صالح، الممرضة بمستشفى بالمدينة والواقعة بمنطقة سيطرة الحوثيين، لصحيفة نيويورك تايمز: "العنف لا يحتمل، لا يمكنني التعبير. نحن محاصرين بالقصف من الجو والبر والبحر".

وأضافت: "المستشفى يعالج الجوعى والمصابين في الضربات الجوية ليلًا ونهارًا، لكن هناك نقص حاد بالأدوية. حتى لو قمنا بأقصى ما باستطاعتنا لن نتمكن من معالجة المرضى لنقص المعدات الأساسية اللازمة للعمليات".

قالت صحيفة الجارديان البريطانية أنه خلال الأسبوع الماضي، كانت هناك 200 ضربة جوية على الأقل، والكثير منها استهدف ضواحي مدنية، ولقي 150 شخصًا مصرعهم على الأقل في الحديدة.

كان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيتث، حذر من أن أي تصعيد عسكري لن يساعد في جهود إحياء العملية السياسية في اليمن. وقال في تصريحات صحفية: "لا يريد أحد رؤية كارثة في الحُديدة".

خلال العام الماضي من العمليات، استهدف الحوثيون السعودية بصواريخ بالستية وتسبب في مقتل مدنيين سعوديين، وكان أبرز هجماتهم تلك التي استهدفت العاصمة الرياض. وقالوا إن تلك الهجمات ردًا على هجمات التحالف بقيادة المملكة ضد اليمن.

بدأت الحرب في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والإطاحة بالرئيس المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي، في عام 2015، ليبدأ التحالف بقيادة السعودية عملياته العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، والمستمرة حتى الآن والمتسببة في اقتراب اليمن من أسوأ مجاعة منذ عقود بحسب الأمم المتحدة.

فيديو قد يعجبك: