إعلان

"أشباح جائعون يتأرجون بين الحياة الموت ".. كيف يعيش يمنيون في ظل الحرب؟

11:09 م الخميس 29 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبدالخالق:
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا مطولًا، اليوم الخميس، حول معاناة الشعب اليمني من المجاعة بعد 3 سنوات من الحرب.

ويقول مُعد التقرير من مدينة صنعاء، ديكلان والش: بعد تناولي الغذاء في أحد المطاعم بصنعاء، عدت لممارسة عملي وتغطية ما يحدث، وكنت في إحدى المستشفيات بالمدينة التي تم إخلائها ولكنها كانت مليئة بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وكانوا يتأرجحون بين الحياة والموت.

ويضيف الكاتب، أن مناطق الأزمات غالبًا ما تكون متناقضة بشكل صارخ، وفي اليمن، لا تكمن المشكلة في نقص الغذاء، بل إن قلة من الناس يمكنهم تحمل نفقات الطعام المتاح، حيث أدت سنوات من الحصار والقتل والحرب والتضخم المرتفع لتدمير الاقتصاد.

ونتيجة لذلك، بحسب الكاتب، يتجمع المتسولون خارج محلات السوبر ماركت المليئة بالبضائع، وتمتلئ الأسواق بالمنتجات في المدن حيث يأكل الجوعى ورق الشجر، وتقع المطاعم التي تبيع الأطعمة باهظة الثمن على بعد بضع مئات الأمتار من المناطق التي يسودها الجوع المليئة باليأس والألم والموت.

ويكمل الكاتب: بالنسبة للصحفيين أمثالي، فإن التنقل في مثل هذه الظروف يمثل معضلة، حيث نتنقل دائمًا بحزم من الأموال، -التي تكون في الأغلب دولارات أمريكية- وذلك لدفع إيجارات الفنادق ووسائل السفر والمترجمين وغيرهم، وعندما أمر بالعائلات الجوعى يتبادر إلى ذهني سؤال: هل ينبغي أن أتوقف وأعطيهم بعض المال؟

ويقول الكاتب، بعد انتشار صورة الطفلة أمل حسين، البالغة من العمر 7 سنوات -التي أعلنت والدتها وفاتها منذ فترة ليست ببعيدة- تساءل بعض القراء لماذا لم نقدم لها المساعدة؟ هل قمنا بتصويرها وكتابة التقرير والمغادرة؟

وأجاب الكاتب عن هذه التساؤل وقال: "من الممكن أن يكون التبرع بالمال أو أي وسيلة مساعدة أخرى محفوفًا بالمعضلات الأخلاقية تتمثل في: هل من العدل أن ينفرد شخص واحد أو أسرة واحدة بالحصول على المساعدة؟ وماذا لو قاموا بتزييف قصصهم للأجنبي القادم، ظنًا منهم أنهم باستطاعتهم الحصول على المزيد من المال؟ بالإضافة إلى أن الصحفيين لديهم وظيفة محددة".

ويضيف الكاتب، أنه عندما يرينا الأطباء العمل الذي يقومون به في المستشفيات، ينتهي بنا الأمر في التصرف مثلهم ونفحص المرضى الذين يشبهون الهياكل العظمية من نحافتهم دون أن نتأثر، ونأخذ بعض الملاحظات ومن ثم ننتقل إلى المريض التالي.

وأكد الكاتب، أن عادة بعض التفاصيل الدنيوية، مثل عدم وجود بضعة دولارات لنقل طفل إلى المستشفى، تجعلك تدرك أن اليمن بلد يموت فيه الناس بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكلفة سيارة أجرة.

وأشار الكاتب، أنه في الوقت الذي يموت فيه بعض اليمنيين، يحتفل آخرون بالزواج والمناسبات الاجتماعية، فمنذ بداية الحرب، ارتفع معدل الزواج في اليمن، وفي محافظة حجة بينما كان بعض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون في مستشفى المدينة، كان آخرون يرقصون ويحتفلون خلال الليل بحفل زفاف.

ولكن، بحسب الكاتب، يمكن أن تصبح مثل هذه الزيجات بمثابة دخل جديد للعائلة، فحتى يتم الزواج لا بد أن يأتي العريس بالمهر، الذي يتم تحديده بين الطرفين، وبما أن اليمنيين الآن يعانون من فقر مدقع أصبحوا في حاجة إلى أي مصدر دخل جديد، ولكن المثير للقلق أن العديد من الزوجات مجرد أطفال، وطبقًا لتقرير اليونيسيف فإن ثلثي اليمنيات يتزوجن قبل بلوغهن 18 عامًا، بعد أن كانت النسبة 50% قبل الحرب.

في إحدى العيادات، كان إبراهيم جنيد البالغ من العمر 60 عامًا يقف بجوار نجله المريض ذو الخمسة أشهر، ويأكل من نبات القات (وهو أحد النباتات المخدرة المسببة لانعدام الشهية)، ويقول: "أنا نادم للغاية أنني لم أطعم ولدي، ولكن لديّ الكثير من الأفواه لأطعمها، فلقد تزوجت مرتين وأعيل 13 ابنًا وابنة".

تيري دوراند، أحد عمال الإغاثة الذين عملوا في اليمن خلال الثمانينيات من القرن الماضي قال: "يظن الناس أن اليمن دولة فوضى، ولكن الحقيقة أنها لا يزال بها أساس قوي، ولا يمكنك وصف ما بها في ثلاث سطور على الورق أو ثلاث دقائق على شاشات التلفزيون، فهذه البلد أساسها العائلة والقبائل والتقاليد، وعلى الرغم من كل ما حدث فهذه الأسس لا تزال موجودة وقوية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان