إعلان

في الذكرى الـ100 للهدنة.. ما دور مصر في الحرب العالمية الأولى؟

10:29 م الأحد 11 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

بعد مرور قرن من انتهاء الحرب العالمية الأولى، اجتمع حوالي 70 من زعماء العالم، للمشاركة في إحياء الذكرى المئوية على الهدنة التي وضعت نهاية الحرب التي أودت بحياة قرابة 19 مليون شخص بين جندي ومدني، وفق "بي بي سي".

بالرغم من خوض دول بعينها الحرب بشكل مباشر، إلا أنه لم تستثن دولة واحدة تقريبًا من تلك المعارك التي كانت الأخطر والأكثر دموية عبر التاريخ.

انضم زعماء العالم، اليوم الأحد، إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه للمشاركة في مراسم الاحتفالية لذكرى إنهاء الحرب وتكريم ملايين الجنود الذي سقطوا في الحرب التي استمرت 4 سنوات.

في تلك الحرب التي بدأت عام 1914، كان لمصر دور هام ومحوري للحفاظ على بريطانيا ودول الوفاق الساعية للسيطرة في منطقة الشرق الأوسط.

أطراف الصراع

اندلعت الحرب العالمية الأولى لعدة أسباب مباشرة وغير مباشرة تتلخص فى حالة عدم الثقة والريبة التي اتصف بها المناخ السياسى الأوروبي فى أواخر القرن التاسع عشر، ما أدى إلى تقسيم أوروبا إلى معسكرين سارع كل منهما إلى زيادة قدرته العسكرية.

ضم المعسكر الأول كلا من انجلترا وفرنسا وروسيا فيما ما يعرف بدول الوفاق الودي، ثم انضمت إليه فيما بعد كل من بلجيكا وإيطاليا، وضم المعسكر الثاني كلا من ألمانيا والنمسا فيما يعرف بدول المركز، وسارعت ألمانيا بضم الدولة العثمانية إذ وجدت فيها خير حليف للوقوف أمام باقي الدول الأوروبية.

أخذت بريطانيا في الاستعداد للحرب فحولت مصر نظرًا لموقعها الاستراتيجي وأهمية قناة السويس إلى قاعدة عسكرية لتجميع قواتها وقوات حلفائها لحين إرسالها إلى مسارح العمليات في أوروبا فتحولت الإسكندرية إلى مركز لقيادة عمليات البحر المتوسط وأقيمت الاستحكامات على سواحلها كما أقيمت المعسكرات والمستشفيات في معظم أحيائها وشوارعها، أما القاهرة فقد خصصت منطقة المعادي للجنود الإنجليز ومنطقة هليوبوليس للجنود النيوزيلنديين ومنطقة الأهرام للقوات الأسترالية والهندية، وذلك بحسب ما ورد في كتاب "التاريخ العسكري للجيش المصري من الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية"، للواء يسري عبدالعليم، والعقيد فطين أحمد فريد.

الرفض المصري.. والحيل البريطانية

بالرغم من الرغبة المباشرة للسلطات البريطانية في إقحام مصر بالحرب العالمية الأولى، إلا أن الخديوي عباس حلمي الثاني كان مترددًا في اتخاذ مثل هذا القرار الذي أصبح أمرًا حرجًا.

في نوفمبر ١٩١٤ عندما أعلنت تركيا العثمانية تحالفًا مع ألمانيا، أصبحت أيام الخديوي عباس حلمي الثاني معدودة، لأنه كان يأمل بأن يحرر الألمان مصر من السيطرة البريطانية، حسب الرواية الألمانية.

حالة مصر المستترة كمحمية بريطانية في الظل أصبحت علنية في ديسمبر ١٩١٤، عندما أزيح الخديوي عباس حلمي ونصب بدلاً عنه عمه حسين كامل سلطانًا لمصر.

بدأ المسؤولون العسكريون البريطانيون بإعادة تشكيل الجيش المصري كقوة أمن داخلية لمصر والسودان، وكان هذا تعطيلاً للقوات المصرية أثناء الحرب العالمية الأولى.

ومن المنظور المصري هذا التركيب للقوات كان قد صممه البريطانيون عمدًا لإبقاء توازن القوة العسكرية المحلية، وأن لا تُهدد أبدًا القوات أو المصالح البريطانية في مصر.

المعارك المصرية في الحرب العالمية الأولى

في كتاب "مصر في الحرب العالمية الأولى"، ذكَرت دكتورة لطيفة محمد سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، كلية الآداب، مشاركة المصريين في الحرب العالمية الأولى، حيث قامت الحرب وكانت مصر تحت النفوذ الإنجليزي.

استغلت بريطانيا موقع مصر، وما لبث أن تعدت هذا الاستغلال بالسيطرة على المصريين أنفسهم لخدمتها وخدمة حلفائها. وقد أسهمت مصر بمجهود حربي وافر في هذه الحرب، لدرجة أن قوات إنجلترا أشادت بالمساعدة، واعترفوا بأنها هي التي رجحت كفة الإنجليز.

بحسب "التاريخ العسكري للجيش المصري من الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية"، للواء يسري عبدالعليم، والعقيد فطين أحمد فريد، اشتركت مصر في العديد من المعارك خلال الحرب العالمية الأولى، كان أبرزها صد الهجوم العثماني الأول على سيناء، في أواخر شهر يناير ١٩١٥.

لم تدافع الوحدات المصرية عن سيناء فقط، وإنما بقيت متمركزة وراء قناة السويس في وظائف الحراسة والإسناد.

القوات المصرية والسودانية التي يبلغ عددها 22 ألف جندي، تم تخصيصهم لصد الهجوم العثماني نشرت لدعم القوات الإنجليزية - الأسترالية - النيوزيلندية والهندية المشتركة في مصر والتي بلغ مجموعها 70 ألف جندي.

تمكنت وحدة عثمانية في ٢ فبراير ١٩١٥، من وضع جسر خفيف عبر قناة السويس في محطة توسون قرب الإسماعيلية، وجوبهت بشدة من قبل الملازم الأول أحمد حلمي، الذي عرقل بصورة تامة الجهود العثمانية للعبور إلى مصر.

وتوقف الهجوم العثماني الثاني الذي قام به 18 ألف جندي في الرمانة في أغسطس ١٩١٦ ضد القوات البريطانية في مصر.

وفى الجنوب قامت القوات التابعة لسلطان دارفور على بن دينار وبمساعدة قوات عثمانية وألمانية بهجوم مماثل فتصدت لها القوات المصرية ولاحقتها داخل السودان وألحقت بها الهزيمة فى برنجية وهي إحدى المناطق التابعة لمدينة الفاشر في مايو 1916.

وفي الغرب شنت القبائل السنوسية بقيادة ومشاركة عثمانية هجوما نجح فى احتلال مرسى مطروح وسيوة والداخلة والخارجة، بينما واجه الجيش المصرى هذا الهجوم وحسم الأمر فى معركة "عجاجيا" فى 1918، وفى الشمال فرض الأسطول العسكرى الألمانى حصارًا بحريًا لمنع وصول السفن البريطانية إلى الإسكندرية وبور سعيد.

التوغل في أوروبا

أعدت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية العالم الماضي، تقريرًا عن دور العرب والمسلمين في الحرب العالمية الأولى، تحت عنوان "الأبطال المنسيين".

قدَّرت مؤسسة "فيريي" عدد المسلمين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى على نحو 2.5 مليون مسلم، ساهموا إلى جانب الحلفاء، إما جنود أو عمال، حيث تؤكد الوثائق التى عثروا عليها أن المسلمين كانوا يدخلون الخنادق لأداء الصلوات مع الأئمة.

وفي نهاية التقرير، ذكرت "الأوبزرفر" أن الوثائق قدّرت عدد الجنود المسلمين في الحرب العالمية الأولى على نحو 200 ألف جزائري، 200 ألف تونسي، 40 ألف مغربي، 100 ألف من غرب إفريقيا، 5 آلاف صومالي وليبي.

أما مشاركة المصريين، فجاءت في الفئة الثانية، العمال الذين كانوا يصاحبون الجنود، وقدَّرت بـ 100 ألف عامل مصري، 35 ألف عامل صيني، 130 ألفًا من الصحراء الكبرى، 40 ألف هندي، أغلبهم من المسلمين الذين لم يتأخروا عن أداء صلاوتهم أو مناسكهم.​

فيديو قد يعجبك: