إعلان

نيويورك تايمز: اختفاء خاشقجي يخفف الضغط الأمريكي على إيران

10:03 م الثلاثاء 16 أكتوبر 2018

جمال خاشقجي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هشام عبد الخالق:

قال مسؤولون أمريكيون إن "اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، وتغيير السعودية للروايات حول مصيره، من الممكن أن يؤدي إلى تأجيل المواجهة الكبرى بين الولايات المتحدة وإيران، وتعريض خطط طلب المساعدة من السعودية لتجنب تعطيل سوق النفط للخطر".

وأضاف المسؤولون، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذه المعضلة تأتي في لحظة مروعة لإدارة ترامب، التي ستعيد فرض عقوبات قاسية على طهران في 4 نوفمبر، بهدف قطع جميع صادرات النفط الإيرانية.

لكن لكي تنجح الاستراتيجية، بحسب الصحيفة، تعتمد الإدارة الأمريكية على علاقتها مع السعوديين للحفاظ على تدفق النفط، وأن يعملا جنبًا إلى جنب على وضع سياسة جديدة لاحتواء إيران في الخليج. فإذا عملت الخطة، فمن المحتمل أن يشهد السعوديون زيادة كبيرة في عائدات النفط في الوقت الذي يتحدث فيه الكونجرس عن فرض عقوبات على المملكة.

وهذا هو أحد الأسباب، بحسب الصحيفة، التي دفعت وزير الخارجية مايك بومبيو لرؤية الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، في خلال بضع ساعات، وقال المسؤولون: إن السعوديين حليف صعب، تمامًا مثلما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبومبيو يريان إيران على أنها مثير الفوضى في المنطقة.

في مقابلات مع الصحيفة، قال مسؤولو الإدارة إن الإجراءات المحتملة لوضع خطة مفصلة للضغط على الإيرانيين، سيطرت على المناقشات الداخلية حول تداعيات ما حدث للصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين لمناقشة المناقشات الداخلية علنًا.

وقال المسؤولون، بالمقارنة، فإن فرص الحد من مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، والتي قال ترامب أنها قد تهدد الوظائف الأمريكية، تبدو ضئيلة.

من المتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية في 4 نوفمبر المقبل، أن أي شركة تقوم بأعمال مع إيران - شراء النفط أو تمويل المشاريع أو الاستثمار في البلاد - سوف تُمنع من ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، بما في ذلك تصفية التعاملات بالدولار، وستشكل هذه الاستراتيجية جبهة مشتركة مع السعوديين، وستجعل إيران مصدر كل عدم الاستقرار تقريبًا في الشرق الأوسط.

ولكن، كما اعترف المسؤولون، تعرضهت هذه الخطة الآن للخطر.

وكانت رسالة بومبيو أنه يجب إجراء تحقيق ذي مصداقية وتفسير سعودي لما حدث، وأن هذا يجب أن يتم بسرعة قبل أن يعرض بقية الأجندة التي وضعها ترامب ومستشاريه مع المملكة للخطر.

ويبدو أن المتحدثة باسم الخارجية، هيذر نويرت، أشارت إلى هذه المسألة، على الأقل بشكل غير مباشر، عندما أصدرت بيانًا لوصف الاجتماعات في الرياض يوم الثلاثاء.

وقالت نويرت: "في حين أن الولايات المتحدة لديها عدد من القضايا الإقليمية والثنائية لمناقشتها مع قيادة السعودية، فإن معرفة ما حدث لجمال خاشقجي هو الهدف الرئيسي من هذه الرحلة".

واختفى الصحفي السعودي جمال خاشقجي منذ الثاني من أكتوبر الجاري، بعد دخوله مقر القنصلية السعودية في اسطنبول، بصُحبة خطيبته التركية خديجة جانكيز، التي كانت تنتظره خارج المبنى، لتوثيق طلاقه حتى يتسنّى له الزواج منها؛ إذ لا يسمح القانون التركي بتعدّد الزوجات.

وتعمل لجنة تحقيق سعودية تركية مشتركة للكشف عن ملابسات اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وكشف مسؤول سعودي على صلة بالتحقيقات الجارية حول اختفاء خاشقجي أن "نتائج التحقيق الداخلي بشأن القضية سيُعلن عنها قريبًا، وفي أي وقت"، حسبما صرّح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، الاثنين.

وأفاد المسؤول -الذي لم تُسمه الشبكة الأمريكية- بأن مرسومًا ملكيًا صدر يوم الجمعة الماضي، وجّه المُدعي العام بإجراء تحقيق داخلي في قضية خاشقجي بناء على معلومات استخباراتية مشتركة مع السعودية من قبل تركيا.

وبينما يواصل فريق التحقيق المشترك التعاون على الأرض، قال السؤال السعودي إن "القيادة شعرت أن هناك حاجة لإجراء تحقيق داخلي للتأكد من عدم ترك أي جهد لإيجاد الحقيقة وراء اختفاء خاشقجي".

وكانت السعودية هدّدت بإجراءات أقوى حال اتخاذ أي إجراء ضد المملكة، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، رافضة أي تهديدات أو محاولات للتلويح بعقوبات اقتصادية أو استخدام ضغوط سياسية ضد السعودية.

ورد البيان على لسان مصدر سعودي مسؤول لم تُسمه (واس)، وقال فيه: "تؤكد المملكة رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة".

وكذلك أجرى العاهل السعودي أول اتصال هاتفي منذ بداية الأزمة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أكد خلاله على حرص المملكة على علاقاتها بشقيقتها تركيا، بقدر حرص أنقرة على ذلك، مشيرًا إلى أنه لن ينال أحد من "صلابة هذه العلاقة".

جاء ذلك بعد تهديد الرئيس الأمريكي بـ"عقاب صارم" حال ثبوت ضلوع السعودية في اختفاء خاشقجي. وقال ترامب في تصريحات مُتلفزة، السبت: "حتى اللحظة، ينفون ذلك.. سنكتشف حقيقة الوضع، وسيكون هناك عقاب صارم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان