إعلان

صحيفة: لماذا انتهت احتجاجات إيران.. وهل تنطلق مرة أخرى؟

12:33 م السبت 27 يناير 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

هدأت الاحتجاجات المُنددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية في إيران بعد شهر من انطلاقها، وتعامل معها السلطات الإيرانية بقبضة حديدية، أسفرت عن اعتقال المئات ومقتل عدد من المحتجين.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الاحتجاجات "العفوية" التي شهدتها عدة مدن ومحافظات إيرانية، ثم انطلقت إلى العاصمة طهران، اعتراضًا على ارتفاع أسعار بعض المواد والسلع الرئيسية في البلاد، وارتفاع معدّل البطالة، وانتشار الفساد، تطورت سريعًا لتتحول إلى احتجاجات سياسية تدين نظام الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى دعم دول مثل كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل للاحتجاجات، وتعاطفها مع المتظاهرين.

وبعد أربعة أيام من انطلاق الاحتجاجات، أمرت طهران الحرس الثوري الإيراني بالتدخل والتصدي للمتظاهرين، فشنوا حملة قاسية انتهت باحتجاز أعداد كبيرة من المتظاهرين في عدد من المدن، وقتل عدة أشخاص.

ووفقا لسجلات منظمات حقوق الإنسان، فإن السلطات ألقت القبض على أكثر من 3700 شخص، وعذبت عددا كبيرا منهم. فيما أشار المتحدث باسم القضاء الإيراني أن أكثر من 25 شخصًا قتلوا.

وقال المراقبون في إيران، بحسب ما نقلته الصحيفة، إن الاحتجاجات تعد مؤشرا واضحًا على الكراهية التي يكنها المواطنون للنظام، الذي يحرمهم من أبسط حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.

ويرى أشخاص شاركوا في الاحتجاجات أن الخوف من التعذيب والاعتقال، وحتى القتل، كان من بين الأسباب التي منعت المزيد من الإيرانيين في الانضمام إلى الاحتجاجات، لاسيما وأن بعضهم استرجع الأحداث التي شهدتها البلاد في انتفاضة الطلاب التي حدثت عام 1999، وفي التحرك الأخضر عام 2009، والذي تسبب في احتجاز الآلاف، وتعذيبهم، وقتل المئات.

وقال ناشط سياسي شارك في الاحتجاجات، رفض ذكر اسمه، إنه لا يمكن انكار أن قمع الشرطة للاحتجاجات باستخدام المليشيات العسكرية، وزيادة معدّل العنف، والقاء القبض على الآلاف أمور كافية لإخماد المظاهرات.

وذكرت الصحيفة أن كثيرين ممن شاركوا في الاحتجاجات الإيرانية، يلقون باللوم على الحرس الثوري الإيراني، ذراع الحكومة الأقوى، في التصدي للاحتجاجات، وانهائها.

وقالت موظفة حكومية، رفضت الكشف عن هويتها، إن المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم، لأن الإيرانيين يشعرون الآن أن بلادهم غنية، ولكنهم يعيشون في فقر.

واعتبر طالب شارك في الاحتجاجات، طالب عدم ذكر اسمه، أن دعم الدول الغربية القوي للمتظاهرين لم يكن في صالح الإيرانيين، كما أنه منح الجمهورية الإسلامية دافعًا أقوى لقمع الاحتجاجات، وإلقاء القبض على المزيد ممن وصفتهم بـ"عملاء الغرب".

ونقلت الصحيفة عن محلل سياسي إيراني، أن أحد أسباب فشل الاحتجاجات كان عدم امتلاك المتظاهرين لخطة بديلة، وعدم وجود قائد.

وقال إن المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع مرددين هتافات معادية للنظام، ولكن لم يكن لديهم خطة، أو مطالب محددة. وأضاف: "عدم وجود شخص قوي، يرشد المتظاهرين ويوجههم إلى غاية واحدة ساعد الحكومة في التصدي للاحتجاجات".

واتفق ناشط إيراني ينتمي لأحد الأحزاب الكردية مع من رأوا أن الاستراتيجية المليئة بالعيوب التي اتبعها المتظاهرون كانت أحد الأسباب الرئيسية في انتهاء الاحتجاجات بهذه السرعة، وقال للصحيفة، إن عدم وجود قائد مثقف ولديه خبرة كافية بالاحتجاجات، كان في صالح الحكومة.

ووفقا للناشط الإيراني، فإن لجوء المتظاهرين إلى العنف، والذي تمثل في سرقة البنوك وإشعال النيران في بعض مؤسسات الدولة، دفع الحكومة لتشديد قبضتها على الاحتجاجات، وجعل المواطنون يتجنبون المشاركة فيها.

ورغم اخماد الاحتجاجات وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه بشكل نسبي، إلا أن صحفي إيراني، شارك في الاحتجاجات ورفض الكشف عن هويته، رجح أن تندلع المظاهرات من جديد، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية لم تشهد أي تحسن، ومن المتوقع أن تبقى كما هي دون تغيير.

وقال إن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران لم تحدث من قبل في تاريخ الجمهورية الإسلامية، إذ خرج المواطنون إلى الشوارع في أكثر من 100 مدينة وقرية ومن مختلف الاحزاب والخلفيات السياسية مجتمعين للأسباب ذاتها.

فيديو قد يعجبك: