إعلان

بعد "عودة داعش".. الجيش السوري يواجه مصيرًا مجهولاً في إدلب

02:54 م الخميس 18 يناير 2018

الجيش السورى

كتبت – إيمان محمود:

عاد تنظيم داعش الإرهابي للظهور في مشهد الحرب السورية، بعد أن تقدم خلال الأيام الماضية في عدة مناطق ليستعيد بعضًا من نفوذه، في وقت يسعى فيه الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة السيطرة على مثلث "حماة - إدلب - حلب" الخاضع للمعارضة على مدى خمس سنوات.

وبعد تحقيق المعارضة لبعض الانتصارات خلال الأسبوع الماضي لانتزاع بعض المناطق التي سيطرت عليها الحكومة السورية، كثّفت قوات الحكومة عملياتها العسكرية خلال اليومين الماضيين لتستعيد تلك المناطق مرة أخرى.

وتُعتبر إدلب المتنفس الوحيد للمعارضة المسلحة، حيث تقع الحدود بينها وبين تركيا، كما تُعتبر ملاذًا لعشرات الآلاف من مسلحي المعارضة والمدنيين الذين اضطروا لترك منازلهم في مناطق أخرى في غرب سوريا استعادتها الحكومة السورية وحلفاؤها.

وتتخوف المعارضة السورية من أن تكون العمليات العسكرية نتاج اتفاق تركي روسي، يسفر عنه خروج المعارضة كما حدث في عام 2016 في حلب الشرقية.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر عسكري سوري، إنه قد يكون هناك اتفاق بين الحكومة السورية وروسيا وتركيا، مقابل مقاتلة الأخيرة للأكراد في عفرين الواقعة قرب حدودها، في إشارة إلى أن الأكراد في عفرين كانوا يحظون بحماية روسية في وقت سابق، أثمر تواصلاً بينهم وبين النظام السوري واتفاقات ميدانية في أحياء حلب الشرقية. 

ويطال القصف الجوي المكثف -للقوات السورية والروسية على حد سواء- أهدافًا في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتبعد عن الجبهة المشتعلة أكثر من 10 كيلومترات، مثل خان شيخون الواقعة بمحاذاة أوتوستراد حمص - حلب الدولي، بموازاة القصف العنيف الذي يطال مناطق سيطرة المعارضة في القرى القريبة من الجبهة.

ورغم تحذيرات الأمم المتحدة من الوضع الإنساني للمدنيين داخل إدلب، فالجيش السوري يواصل شن هجماته على المنطقة الواقعة ضمن مناطق اتفاق "خفض التصعيد"، تحت غطاء جوي من الطيران الروسي. 

وفي منتصف سبتمبر الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب) ودمشق (جنوب)، وحمص (وسط).

وأكدت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، نزوح أكثر من 210 آلاف شخص من مناطق إقامتهم في محافظة إدلب بشمال سوريا منذ منتصف ديسمبر الماضي بسبب المعارك والقصف. 

ودعا ستيفن دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة كافة أطراف الصراع في سوريا وخارجها إلى منع مزيد من العنف وتمكين المنظمات الإنسانية من إدخال المساعدات.

تمدد داعش

وبالرغم من إعلان الجيش الروسي في نهاية العام الماضي هزيمة تنظيم داعش في كافة الأراضي السورية، إلا أن التنظيم استطاع إعادة ترتيب أوراقه من جديد، إذ أكدت مواقع إخبارية سورية عن عودته في المناطق التي تسيطر عليها تحرير الشام "جبهة النُصرة سابقًا" في شمال غربي حماة، وفي ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات الحكومة السورية وتنظيم داعش، على محاور بلدة سنجار، التي تعد أهم منطقة سيطرت عليها قوات الحكومة، منذ بدء عمليتها العسكرية في إدلب في الـ25 من ديسمبر الماضي.

ولفت المرصد إلى تقدم التنظيم خلال الـ24 ساعة الماضية، إذ استطاع السيطرة على 15 قرية في ريفي إدلب وحماة، متقدمة بشكل أكبر نحو الشمال، حتى وصلت إلى داخل بلدة سنجار جنوب شرقي إدلب.

وفي حال تمكن التنظيم من السيطرة على البلدة وعلى قريتين شرقها، فإن قوات الحكومة ستقع في حصار ضمن دائرة بين سنجار ومطار أبو الضهور العسكري.

هذا التقدم لتنظيم داعش وسع سيطرته في المنطقة، بحيث بات التنظيم يسيطر على 63 قرية في ريف حماة الشمالي الشرقي والقطاع الشرقي من ريف إدلب، كما بات التنظيم على بعد نحو 15 كم من مطار أبو الضهور العسكري، الذي يعد الهدف الرئيسي لعملية النظام العسكرية في إدلب.

ولم يعلن التنظيم رسميًا عن سيطرته على البلدة، وكان آخر ما ذكرته وكالة "أعماق" التابعة له، وصول المقاتلين إلى مواقع شرقي البلدة، وقتل ثلاثة عناصر من قوات الحكومة السورية.

فيما أعلن "الإعلام الحربي المركزي" التابع للقوات الحكومية، السيطرة على مساحة ألف كيلومتر مربع من مساحة القرى في نواحي سنجار والتمانعة وأبو الظهور وغيرها، دون الحديث عن الوضع الميداني في البلدة الاستراتيجية.

فيديو قد يعجبك: