إعلان

بعد السماح للمرأة بقيادة السيارات.. هل يأتي الدور على السينما في السعودية؟

02:39 م الأربعاء 27 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
وسط الاحتفاء العالمي بالمرسوم الملكي الذي يسمح للسعوديات بالقيادة، تُثار تساؤلات حول ما إذا كان فتح دور عرض سينمائية، وتسهيل عملية صنع وانتاج أفلام داخل أراضي المملكة سيُمثل الخطوة المقبلة، خاصة وأن متابعين يرون أن السماح للمرأة بالقيادة جزء من خطة 2030 التي وعد بها ولي العهد محمد بن سلمان، وسيعقبه قرارات أخرى ستكون بداية لمزيد من الانفتاح في المملكة شديدة التحفظ.

وتداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر صورا ومقاطع فيديو طريفة، يتنبأون فيها بأن السماح بتأسيس دور عرض سينمائية ستكون الخطوة المقبلة.

وأقدمت السعودية على خطوة تاريخية أشاد بها الجميع، واعتبروها خطوة جديدة تقوم بها المملكة باتجاه الطريق الصحيح، وذلك بعد إصدار العاهل السعودي مرسوما ملكيا يسمح لنساء بلاده بقيادة السيارات دون الحصول على إذن من ولي أمرهم، ليقضي بذلك على كون المملكة الدولة الوحيدة التي يُحظر فيها قيادة النساء للمركبات.

وانقسم السعوديون حول هذا الأمر، فاعتبره بعضهم خروجا عن التعاليم الدينية وتقاليد البلد، وأشاروا إلى أنه سيزيد من نسبة الإجرام والانحلال في بلدهم، فيما رحب آخرون به، واستقبلوه بفرحة عارمة، مؤكدين أنه وسيلة لمنح السعوديات حقوقهن وجزء من حرياتهن التي سلبت منهن لسنوات طويلة، دون أسباب منطقية.

فيلم وجدة

غضب الإسلاميين

لا تعد السينما أمرا جديدا أو شاذا على المملكة، إذ ظهرت دور العرض بها في بداية السبعينيات، بعد تأسيس موظفين أجانب في شركة أرامكو دور عرض في مجتمعاتهم السكنية، ثم تطور الأمر وأصبحت متاحة للسعوديين، وأقيمت أكثر من سينما في الأندية الرياضية، وداخل منازل بعض المشاهير في عدد من المدن مثل جدة، والطائف، والرياض، وأبها، إلا أنها افتقرت للتنظيم والتسويق.

وبعد سنوات قررت الحكومة السعودية إغلاق دور العرض السينمائية، للسيطرة على موجة الغضب التي اجتاحت التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث احتلال الحرم المكي، بعد استيلاء أكثر من 200 مُسلّح على الحرم خلال فترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز 1979.

وبذلك اضطر السعوديون إلى الذهاب إلى الدول الخليجية القريبة منهم، خاصة الإمارات لحضور بعض الأعمال السينمائية الهامة أو المنتظرة، فيما انتظر البعض مشاهدتها على شرائط الفيديو بعد سحبها من دور السينما بفترة.

ثورة جيل الشباب

ولم يكن للسينما السعودية تأثيرا يُذكر حتى بداية الألفينات، إذ ظهر جيل من السينمائيين الشباب الموهوبين الذين صنعوا مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة الروائية والتسجيلية، حققت نجاحا كبيرا خارج المملكة وداخلها، وعلى رأسهم المخرجة هيفاء منصور، صاحبة فيلم "وجدة" وهو أول فيلم سعودي يترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2013.

المخرجة هيفاء المنصور

وفي عام 2016، رُشح فيلم "بركة يقابل بركة" للمخرج السعودي محمود الصباغ وبطولة الممثل السعودي هشام فقيه لجائزة الأوسكار فئة أفضل فيلم أجنبي.
وفي حوار سابق أجراه مصراوي مع مخرج العمل، قال إن وصول الفيلم للأوسكار وحصوله على صدى عالمي وعرضه في مهرجانات كبرى سيكون فرصة عظيمة لتسليط الضوء على الصعوبات التي تمر بها السينما السعودية.

وتطرق "بركة يقابل بركة" إلى المشاكل التي يمر بها المجتمع السعودي، واستعرض التغيير الكبير الذي حدث في المجتمع على مدار سنوات، بتناول قصة حب تنشأ بين شاب فقير يُدعى بركة وفتاة ارستقراطية تُدعى "بي بي الحارث"، واللذان لا يستطيعان عيش قصة حبهما بسبب قيود المجتمع.

فيلم بركة يقابل بركة

الضوء الأخضر

وعلى مدار أعوام صرّح أكثر من مسؤول سعودي بإمكانية بناء دور سينما، والسماح لهذه الصناعة بالانتشار في أرجاء المملكة، ففي عام 2015، كتب فهد التميمي، رئيس لجنة السينما بجمعية المنتجين والموزعين السعوديين، تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر أن هناك لقاءات واتفاقات تتم مع رجال أعمال من أجل الحصول على تصاريح بناء دور سينما في المملكة العربية السعودية.

وقبل عام واحد من تصريح التميمي، قالت مصادر مُطّلعة لصحيفة الاقتصادية السعودية، إن منح الضوء الأخضر لإنشاء دور للسينما في المملكة يتطلب موافقة أربع جهات حكومية على الأقل للتنسيق والتشاور فيما بينهم.

وبحسب المصادر، فإن الجهات المعنية في اتخاذ قرار السماح بإنشاء دور السينما هي الهيئة العليا للسياحة والآثار، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ووزارة الداخلية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية)''، مضيفة أنه لا بد من وجود تعاون وتنسيق بين الجهات الأربع للاتفاق حول الموضوع. موضحة أن هيئتي السياحة والآثار و''المرئي والمسموع'' هما المعنيتان بشكل مباشر، بينما ينحصر دور الجهتين الأخريين في الجوانب الاستشارية والتنسيقية فقط.

رؤية بن سلمان

وأثيرت مسألة تأسيس دور عرض سينمائية مُجددا، عقب إعلان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، رؤية المملكة العربية السعودية 2030، مشيرا إلى أنها ستتضمن إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، وستكون في منطقة القِدِيّة جنوب غرب العاصمة للرياض، لتصبح الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلومترا مربعا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى.

وأشار الناقد السينمائي طارق الشنّاوي، إلى إن الثورة الاجتماعية التي حدثت في عهد الملك سلمان، ستتضمن تأسيس دور عرض سينمائية، قائلا لمصراوي: "السينما لم تكن بعيدة عن السعودية".

ولفت الشنّاوي إلى محاولات سابقة لإقامة مهرجان سينمائي في المملكة العربية السعودية، إلا أنها لم تكتمل.

مسألة وقت

وأكدت الناشطة السعودية الليبرالية، سعاد الشمري، أن تأسيس دور عرض سينمائية سيحدث قريبا جدا، وأنها مسألة وقت ليس أكثر، فقالت في مكالمة هاتفية لمصراوي: "قبل عامين ظهر محمد بن سلمان وتحدث عن الرؤية، ما أشار إلى حتمية ظهور مسارح وسينمات ومهرجانات سينمائية، الرؤية تعني انفتاح".

وترى الشمري، أن تأسيس سينمات والسماح للسعوديين بحضور الأفلام في دور عرض داخل بلادهم ليس أمرا صعبا، بل أن الأصعب من ذلك كان السماح للمرأة السعودية بالقيادة، وهذا ما تحقق بالفعل.

وتابعت: "للمعلومية توجد في السعودية دور عرض سينمائية في مراكز التسوق الكبرى، خاصة في جدة".

وأشارت الناشطة السعودية إلى التطور الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية مؤخرا، والذي تمثل في التغيير الذي طرأ على الخطاب الديني، والإعلام، والسماح بإقامة مهرجانات غنائية داخل المملكة، ولافتة إلى ما حدث يوم الاحتفال بالعيد الوطني بالسعودية، إذ حضرت سعوديات في ملعب رياضي للمرة الأولى في تاريخ البلاد للاحتفال بهذه المناسبة.

فيديو قد يعجبك: