إعلان

استمرار عمليات البحث عن ناجين في زلزال المكسيك وسط تضاؤل الآمال

07:56 ص الخميس 21 سبتمبر 2017

عمليات بحث عن ناجين في الزلزال في مكسيكو، الاربعاء

(أ ف ب):

تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين من الزلزال العنيف بقوة 7,1 درجات في المكسيك والذي أودى بحياة 233 شخصًا على الأقل، فيما يترقب العالم معرفة مصير أطفال انهارت مدرستهم في العاصمة إثر الكارثة.

ويبذل رجال الإطفاء والشرطة والجنود والمتطوعون جهودًا  مضنية لرفع ركام المباني المدمرة، في مشاهد متكررة في أنحاء الولايات الوسطى للمكسيك، بعد الزلزال الدامي الثاني هذا الشهر في البلاد.

واكثر عمليات البحث المؤلمة تلك التي تجري في مدرسة بجنوب العاصمة مكسيكو، حيث قتل 21 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عاما، وخمسة بالغين سحقا، ولا يزال العديد من الأطفال مفقودون.

وحتى بعد ظهر الأربعاء، أي بعد 24 ساعة على وقوع الزلزال، كان عناصر الإنقاذ يعملون تحت أنظار الأهالي القلقين بعد أن رصدوا مؤشرات على وجود أحياء تحت ركام المدرسة باستخدام أجهزة مسح حرارية. وصرخ المتطوع في الدفاع المدني انريكه غارسيا (37 عاما) أنهم أحياء! أحياء!" وأضاف "أحدهم ضرب على جدار عدة مرات في مكان ما، وفي مكان آخر كانت هناك استجابة لعلامة ضوئية من مصباح".

وقال "نواصل العمل هنا منذ أمس، لكن لا يمكننا الوصول اليهم لانهم محاصرين بين لوحين".

تم حتى الان انقاذ 11 طفلا ومعلمة على الاقل من بين أنقاض مدرسة انريكه ريبسامن الإبتدائية والمتوسطة.

وقالت الوالدة ادريانا فارغو "لا أحد يمكنه تصور الألم الذي يعتصرني الان" وكانت تقف أمام أنقاض المدرسة تنتظر الأخبار عن مصير طفلتها البالغة سبع سنوات.

وفي حي كونديسا، جلست كارين غوزمان على كرسي في الشارع وظهرها إلى أحد المباني المنهارة. وقالت انها لا تستطيع تحمل أجواء التوتر المحيطة بعمليات البحث عن 30 شخصا يعتقد انهم تحت الركام، بينهم شقيقها.

وإلى جانبها علقت على عمودين لائحات عليها أسماء الأشخاص = الذين تم انقاذهم، لكنها لا تشمل اسم شقيقها خوان انتونيو المحاسب البالغ من العمر 43 عاما والذي كان يعمل في الطابق الاخير من المبنى الذي يضم اربعة طوابق.

وقالت "والدتي تبحث عنه في المستشفيات لأننا لا نثق بتلك اللوائح. احيانا اعتقد ان لا أحد يعرف شيئا".

إنقاذ 50

وقال رجال الإنقاذ إن الأهالي يتلقون رسائل على تطبيق واتساب تناشد المساعدة من أقارب يائسين عالقين تحت الأنقاض.

وزار الرئيس انريكه بينا نييتو مدينة خوخوتلا التي أُلحِقت بها أضرار بالغة في ولاية موريلوس، وناشد المواطنين تقديم المساعدة في جهود إعادة البناء.

وقال الرئيس الذي أعلن الحداد الرسمي لثلاثة أيام "الأولوية تبقى لإنقاذ الأرواح" مشددًا  انه لا يزال هناك امل في انقاذ احياء من الانقاض.

وأضاف أن أكثر من 50 شخصا تم انقاذهم من تحت المباني المنهارة في العاصمة.

وقال رئيس بلدية مكسيكو ميغيل انخيل مانسيرا لتلفزيون تيليفيسا ان 39 مبنى في العاصمة انهارت. وتجري عمليات بحث عن ناجين في جميع تلك المباني باستثناء خمسة منها، قرر المسعفون انه لم يتبق اي شخص عالق بين انقاضها، بحسب رئيس البلدية.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية ان خمسة تايوانيين حوصروا في مبنى من ثلاثة طوابق انهار في مكسيكو، هم اثنان من اقارب رجل اعمال تايواني يتواجد مكتبه في المبنى، اضافة الى 3 موظفين.

لا مكان للذهاب إليه

واستعد العديد من الأهالي لتمضية ليلة ثانية في الحدائق والساحات، في خيم او ملاجئ مؤقتة، لعدم رغبتهم او قدرتهم في العودة الى منازلهم فيما تقوم السلطات بتفحص نحو 600 مبنى تمايلت جدرانها وتشققت عندما ضرب الزلزال.

وشكر وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاري المجتمع الدولي لعرضهم تقديم المساعدة خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واتصل الرئيس دونالد ترامب بنظيره المكسيكي وعرض تقديم المساعدة وطواقم للبحث والإنقاذ يتم نشرها حاليا، بحسب البيت الابيض.

وتعهدت كل من تشيلي والسلفادور تقديم المساعدة فيما قالت إسرائيل إنها بصدد ارسال فريق من 70 جنديًا بينهم مهندسون ومختصون في عمليات البحث والإنقاذ يتوقع وصولهم الجمعة.

وضرب الزلزال في ذكرى زلزال هائل عام 1985 أوقع أكثر من 10 آلاف قتيل، هو الأعنف في الدولة المعرضة للزلزال.

والزلزال الأخير الذي وقع الثلاثاء ضرب بعد ساعتين فقط على تمارين وطنية لمواجهة الزلازل، تجريها السلطات سنويا في 19 سبتمبر في ذكرى كارثة 1985.

ونشر نظام لاستشعار الهزات في 1993 على طول الساحل المطل على المحيط الهادئ حيث تكثر الزلزال. ولم يصدر تحذير لأهالي مكسيكو الثلاثاء لأن مركز الزلزال كان على بعد 120 كلم فقط عن العاصمة وبالتالي خارج المنطقة الرئيسية لتغطية النظام، بحسب كارلوس فالديس من المركز الوطني لمنع الكوارث.

وضرب الزلزال بعد 12 يومًا فقط على زلزال آخر أودى بحياة نحو 100 شخصا في جنوب المكسيك.

ويقول الخبراء إن الزلزالين غير مرتبطين لان مركزيهما يبعدان عن بعضهما البعض.

وتقع المكسيك فوق خمس صفائح تكتونية مما يجعلها معرضة بشكل خاص للزلازل.

وقال مدير وكالة الحماية الوطنية لويس فيليبي بوينتي إن بين القتلى: 100 في مكسيكو و69 في موريلوس و43 في بويبلا و13 في ولاية مكسيكو وأربعة في غويريرو وقتيل في اواكساكا.

وفي بويبلا، المدينة الجميلة من حقبة الاستعمار والقريبة من مركز الزلزال، تضررت العديد من الكنائس وانهارت إحداها، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا بحسب المسؤولين.

وأُعيد التيار الكهربائي إلى 85 بالمئة من العاصمة رغم أن شركة الكهرباء في الولاية لا تزال تقطع التيار عن مناطق تستمر فيها أعمال الإنقاذ خشية حوادث صعق او حرائق.

وفي ولايتي بويبلا وموريلوس تتواصل عمليات الإنقاذ في منازل ومبان مدمرة.

وعلقت فرق دوري كرة القدم والنوادي المحترفة كافة المباريات المقررة لعطلة الأسبوع.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: