إعلان

ميركل في تقدم ملحوظ.. ما دقة استطلاعات الرأي؟

11:36 ص الأربعاء 20 سبتمبر 2017

ميركل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

بون (ألمانيا) – (دويتشه فيله):

لم تكن نتائج استطلاعات الرأي في أمريكا وبريطانيا صحيحة بالنسبة لفوز ترامب أو البريكست. فما مدى ثقة الخبراء في ألمانيا بأن تقدم ميركل في استطلاعات الرأي سيتحقق بالفعل في نتائج الانتخابات؟ DW سألت منظمي الاستطلاعات أنفسهم.

 

الانتخابات الألمانية لها وجهان. ويعتقد معظم المراقبين أن السباق إلى القمة محسوم، مع تقدم ملحوظ للمستشارة أنغيلا ميركل عن منافسها مارتن شولتز من الحزب الاشتراكي في استطلاعات الرأي. ومع ذلك تظل الشكوك قائمة حول دقة الاستطلاعات التي تسبق الانتخابات.

فالأغلبية الساحقة من تلك الاستطلاعات فشلت في التنبؤ بانتصار المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة وفوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

وتتراوح المنهجيات المستخدمة من قبل مؤسسات استطلاعات الرأي الألمانية بين المقابلات الهاتفية التي تستخدمها بعض المنظمات مثل إنفراتيست ديماب وفورسا، والتي لديها عقود دائمة مع وسائل الإعلام الرئيسية، والاستطلاعات على الانترنت والتي تقوم بها منصة يوغوف التي تتطور باستمرار.

وما زال أمل الحزب الاشتراكي معقوداً على الاستطلاعات التي تشير إلى أن نصف الناخبين تقريباً لم يحسموا أمرهم في التصويت بعد. لكن منظمي الاستطلاعات يقولون إن هذه الآمال ستتبدد.

يقول المدير الإداري لشركة "إنفراتيست ديماب" نيكو زيغل: "ربما ستكون الانتخابات الأولى في تاريخ البشرية التي يتوجه فيها جميع الناخبين المترددين إلى حزب واحد مع أعلامه التي ترفرف"، ويتابع: "الأرقام التي لدينا تشير إلى أنه ليست هناك إمكانية كبيرة لفوز الاشتراكيين على المسيحي الديمقراطي وحليفه الاجتماعي المسيحي".

وتشير فورسا المنظمة لاستطلاعات الرأي إلى أن الناخبين يرون أن الديمقراطي المسيحي أكثر كفاءة من منافسيه في معظم القضايا. حتى إن منصة يوغوف، والتي قامت بالمقارنة بين الحزب المسيحي الديمقراطي، وحليفه الاجتماعي المسيحي في بافاريا من جهة، والاشتراكي الديمقراطي من جهة أخرى، قالت بأن الكفة ترجح لميركل، باختلاف ضئيل عن الاستطلاع الذي نشرته في 6 سبتمبر.

40346940_401

 

ويقول رئيس قسم الأبحاث في شركة "يوغوف"،هولغر غايسلر لـDW: "لا أشك في تقدم الحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه البافاري"، ويتابع: "هذا هو رأي العديد من المؤسسات التي يعمل كل منها بشكل مستقل عن الآخر، لذلك فنحن جميعنا سنتفاجأ إن استطاع شولتز أن يحرز تقدماً".

لماذا الألمان واثقون جداً من تقدم ميركل، في حين أن نظراءهم الأمريكيين والبريطانيين حصلوا على نتائج غير صحيحة في الانتخابات؟ هذا يتعلق بشكل مباشر بطبيعة الانتخابات المعنية.

 

 

بريكست وترامب كانا "قريبين جداً"

يقول زيغل إن جزءاً من المشكلة هو عندما تختلط "اتجاهات الرأي قبل الانتخابات" بالتكهنات. ففي موضوع البريكست، كان الفرق بين حملتي "نعم" و "لا" في استطلاعات الرأي النهائية صغيراً جداً بحيث يقع ضمن هامش الخطأ، مما يعني أنه لم يكن لدى المستطلعين أي طريقة للتنبؤ بالطرف الذي سيفوز.

 

أما بالنسبة لانتصار ترامب في الولايات المتحدة، فقد كانت استطلاعات الرأي صحيحة حول التصويت الشعبي، الذي كان لصالح هيلاري كلينتون، لكنها أعطت انطباعاً خاطئاً عن المجمع الانتخابي، الذي يحسم موضوع من سيكون الرئيس.

يقول مدير أبحاث الرأي السياسي في "فورسا" بيتر ماتوشك لـDW: " كان ينبغي أن يكونا قريبين جداً من بعضهما"، ويتابع: "في ألمانيا لن نجرؤ على الحديث عما سيبدو عليه توزيع المقاعد في البرلمان على أساس استطلاع ما، فالاستطلاعات في الولايات المتحدة لم تكن سيئة، ولكن كيفية ترجمتها وتفسيرها لمندوبي الانتخابات كانت خاطئة".

 

هذه نقطة مهمة. فالاستطلاعات السياسية يمكن أن تكون مفيدة فقط في التنبؤ بالفائزين والخاسرين السياسيين إذا كانت تعكس العملية الفعلية التي يتم من خلالها انتخاب القادة والمشهد السياسي للبلد. وهذا يثير سؤالاً مزعجاً آخر.

كم تبلغ القوة الحقيقية لحزب البديل من أجل ألمانيا؟

هناك تكهنات كثيرة حول ما إذا كانت استطلاعات الرأي العام قد قللت من حجم الدعم الذى يتمتع به حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي والذى يكره الأجانب، والذى يحظى في الاستطلاعات بحوالي 11 فى المائة من الأصوات. فقد فشلت استطلاعات الرأي في التنبؤ بالنجاحات الانتخابية المحلية الكبيرة التي حققها الحزب العام الماضي، عندما حصل الحزب في بعض الاحيان على أكثر من 20 في المائة من الأصوات، لكن هناك دقة أكبر في انتخابات هذا العام.

 

يقول زيغل: "نفترض أن أرقامنا الأخيرة حول حزب البديل صحيحة"، ويضيف "الفرق بين استطلاعات الرأي الاخيرة والنتائج الانتخابية الفعلية لحزب البديل لم يكن كبيراً جداً".

40529975_401

أما غايسلر فيقول: "في استطلاعات الرأي عبر الإنترنت ليست لدينا مشكلة أن المواقف المتطرفة نادرا جداً ما يتم تمثيلها".

 

ويوافق ماتوشك على ذلك، لكنه يضيف أن حزب البديل يمتلك "إمكانية غير مؤكدة". وذلك بسبب تقلب الحزب والميل إلى جذب الكثير من التغطية الإعلامية وعدم وجود تاريخ طويل له، حيث تأسس عام 2013.

ويشير غايسلر إلى أنه في ألمانيا، التي نادراً ما تحقق فيها الأحزاب الغالبية المطلقة وتحتاج إلى تشكيل تحالفات حاكمة، المشهد السداسي (بوجود ستة أحزاب) هو في حد ذاته "أكثر تعقيداً" من الوضع مع عدد أقل من الأحزاب.

 

يمكن للأحزاب الصغيرة أن تستفيد من ردود الفعل

يذكر أن الانتخابات التي ستجري في 24 سبتمبر هي بين ستة أحزاب تتنافس من أجل الحصول على مقاعد في البرلمان، ومن أجل الائتلافات التي ستسمح بانتخاب مستشار.

ويحكم ألمانيا حالياً ائتلاف كبير من الحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه الاجتماعي المسيحي في بافاريا مع الاشتراكي الديمقراطي، وإذا عدنا للتاريخ، فقد تكون هناك ردود فعل انتخابية.

يقول زيغل إن الاحزاب الصغيرة "ستتاح لها فرصة للاستفادة"، ويرى غايسلر سيناريو تطوراً ممائلاً في استطلاعات الرأي القليلة الماضية، ويقول "لا أتصور أن أياً من الحزب المسيحي الديمقراطي وحليفه البافاري بالإضافة إلى الحزب الاشتراكي سيخسران دعماً كبيراً قبل الانتخابات"، ويتابع: "الأنظار تتجه للأحزاب الصغيرة، وهذا ليس فقط في استطلاعاتنا فحسب".

40505210_401

المفتاح بالنسبة لجميع االأحزاب، لاسيما الاحزاب الكبيرة، هو مدى تمكنهم من حشد الناخبين المعتادين. وهذا يجعل التنبؤ بمجموعات الأحزاب التي يمكن أن تتحالف لتشكيل الأغلبية في البرلمان أكثر تعقيداً. وحول ذلك يقول ماتوشك: "المشكلة هي دائماً في معرفة الأحزاب التي ستشق طريقها إلى صناديق الاقتراع".

فالعدد المرتفع نسبياً من الألمان الذين سيصوتون في وقت مبكر عن طريق البريد الإلكتروني، ويقدر بحوالي الثلث، يمكن أن يفضلوا الأحزاب ذوي المؤيدين المعتادين.

وعلى الرغم من أن الجميع تقريباً يقول أن ميركل ستفوز في نهاية المطاف وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة الموجهة للانتخابات على أنها مملة، هناك الكثير من التشوق حول التحالفات التي من الممكن أن تظهر.

يقول زيغل: "من المستحيل بالنسبة لي أن أعتبر أية انتخابات مملة"، ويتابع: "لو فعلت، سأكون في المكان الخاطئ".

40013090_303

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: