إعلان

تقرير.. قصة الشركة الاسرائيلية المشاركة في بناء جدار ترامب العازل

11:17 ص الثلاثاء 19 سبتمبر 2017

الحدود الأمريكية المكسيكية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير – مها صلاح الدين:

في الوقت الذي سعت الحكومة المكسيكية إلى كسب ود إسرائيل بعبارات حميمية أطلقها وزير خارجيتها لويس فيدجاري في مؤتمر صحفي بذكرى المحرقة، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغريدة تحريضية في اليوم التالي، يحث فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أهمية مشروع الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، قائلا: "الرئيس ترامب على صواب، بنيت جدارا على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل، منع الهجرة غير الشرعية.. نجاح كبير وفكرة عظيمة".

مجرد تغريدة أثارة سخط عدد كبير من المكسيكيين من أصل يهودي، ودفعت الحكومة المكسيكية إلى إصدار بيان حاد اللهجة على غير عادتها، تعرب فيه عن خيبة أملها في موقف إسرائيل، التي كانت تنتظر منها أن تكون دولة حليفة تجاه الأزمة بينها والولايات المتحدة الأمريكية بشأن "جدار ترامب".

تطورات أزمة جدار ترامب بين أمريكا والمكسيك

لم يقتصر الأمر على مجرد إطلاق تصريحات سياسية، بل امتد إلى فوز إحدى الشركات الحكومية الإسرائيلية بمناقصة لتجهيز مشروع جدار ترامب بالرادارات والأجهزة الذكية.

وفازت شركة Elta North Americ، المملوكة لشركة إسرائيل لصناعات الفضاء Israel Aerospace Industries المملوكة بدورها للحكومة الإسرائيلية، بمناقصة طرحتها هيئة الجمارك الأمريكية لتجهيز المشروع بالرادارات والأجهزة الذكية القادرة على رصد الأشخاص والسيارات.

شركة Elta North America متخصصة في إنتاج أجهزة الرادارات والتشويش والمراقبة والاستشعار عن بعد، وفازت الشركة بين 4 شركات أخرى بمنحة مالية من الحكومة الأمريكية تتراوح بين 300 و 500 ألف دولار، لتأمين الجدار بأجهزة دفاعية حديثة، من أصل 3 مليارات دولار رصدتهم الحكومة الأمريكية من ميزانيتها لهذا العام لبناء هذا الجدار.

في هذا التقرير جمع "مصراوي" مجموعة من الخيوط عن تلك الشركة الإسرائيلية وذراعها الأمريكية، التي افتتحت في ولاية فولتون عام 2012، وتعزز فكرة المصلحة الإسرائيلية خلف جدار ترامب.

الشركة الأم

تأسست الشركة الإسرئيلية لصناعة الفضاء في العام 1953 كشركة طيران بعد 5 سنوات من إعلان تأسيس دولة إسرائيل وعملت بشكل وثيق مع القوات الجوية الإسرائيلية لتلبية احتياجات جيش الاحتلال ضد الدول العربية المجاورة، تحت قيادة رئيس يهودي أمريكي الجنسية يدعى "الشويمر"، الذي انتقل إلى إسرائيل لمساندة الدولة الجديدة، بدعم من أول رئيس وزراء إسرائيلي "ديفيد بن جوريون"، ووزير الدفاع شيمون بيريز.

وبدأت الشركة تطوير المروحيات الإسرائيلية وتعزيزها بمحركات ونظم إلكترونية على مدار السنين، وتلبية الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، كما بدأت في إنتاج وتصدير برامج تحويل وتحديث الطائرات والمركبات الجوية، وبرامج الاتصالات والإلكترونيات الدفاعية، والأقمار الصناعية إلى الخارج، وفتحت أسواقا لها في 90 دولة، يستوردون 80% من مبيعاتها.

خريطة أسواق الشركة الإسرائيلية في الخارج - صورة 1

تمتلك الشركة المملوكة للحكومة الإسرائيلية، 8 مواقع تشغيلية محلية أبرزها "نظام القبة الحديدية الذي يحمي الحدود الإسرائيلية من الصواريخ، والجدار العازل، كما أنها تجمع المعلومات للأجهزة الاستخياراتية والبعثات المستهدفة لدعم العمليات العسكرية الرئيسية في جميع أنحاء العالم، وفقا للموقع الرسمي للشركة.

مجلس إدارة بخلفية عسكرية

جوزيف فايس

بعد 27 سنة من الخدمة في البحرية الإسرائيلية، انضم جوزيف فايس إلى الشركة الإسرائيلية لصناعة الفضاء "إياي" في العام 1998، ليتقلد منصب الرئيس والمدير التنفيذي للشركة عام 2012، بعد أن أدار أحد برامج الأسلحة البحرية المتقدمة الإسرائيلية بالتعاون مع أمريكا، وأشرف على مشروعات الصواريخ المتقدمة بوزارة الدفاع الإسرائيلية، آخرها برنامج تطوير وتصنيع الغواصة دولفين بقيمة مليار دولار، وتدرج في المناصب داخل الشركة حتى أصبح رئيسا لها.

نسيم هاداس

من المعهد الدولي للرقابة على الحرائق عام 1983، استطاع نسيم هاداس إدارة برنامج رادار مكافحة حرائق الطائرات المقاتلة، استطاع على إثره الحصول على الجائزة الوطنية للتميز، وفي عام 1994 تقلد هاداس منصب نائب مدير مديرية الرادار كلها، وأصبح مديرا لها بعد عامين، فأصبح مسؤولا عن جميع الأنشطة الرادارية البحرية، والجوية والأرضية والفضائية، ظل هاداس يتدرج في المناصب حتى حصل على منصب رئيس مجموعة "إلتا" المملوكة بأكملها للشركة الإسرائيلية للفضاء في عام 2006، وحققت الشركة تحت قيادته مبيعات تجاوزت مليار دورلار سنويا.

مجلس-إدارة-الشركة-في-إسرائيل---صورة-2

اقتصاد الشركة الإسرائيلية

في الربع الأول من 2017، سجلت الشركة الإسرائيلية زيادة كبيرة في صافي الأرباح بلغ 46 مليون دولار، إلى جانب مبيعات بقيمة 837 مليون دولار وبلغت أرصدتها البنكية 1.6 مليار دولار. يعود ذلك إلى توقيع عدد كبير من الصفقات الخارجية، أبرزها صفقة مع نظام الدفاع الجوي الهندي، وهي تعد أكبر الصفقات في تاريخ الصناعات الدفاعية الإسرائيلية بمبلغ 2.5 مليار دولار في أبريل 2017، وهو ما جعل الشركة تتجه إلى الصفقات الخارجية لما تدره من ربح أكبر، فأصبح 80% من مبيعاتها موجه للدول الأخرى.

موجز التقرير المالي للشركة في الربع الأول من 2017

موجز التقرير المالي للشركة الإسرائيلية في الربع الأول من 2017 - صورة 3

الذراع الأمريكية

أنشأت الشركة الإسرائيلية Israel Aerospace Industries، شركة أخرى مملوكة لها بالكامل في الولايات المتحدة الأمريكية في عان 2012 تحت اسم Elta North America، برئاسة "روبرت فوجلسونج"، وهو جنرال متقاعد في السلاح الجوي الأمريكي، وقائد للقوات الجوية في أوروبا، ومساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة، قبل أن يتولى رئاسة الشركة.

أما الرئيس التنفيذي لـ Elta North America"إيريك ويمبل" فكان المساعد التشريعي العسكري للسيناتور ترينت لوت، ومستشارا للأمن القومي لزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ في الفترة بين 1995 وحتى افتتاح الشركة عام 2012، قبل أن يتجه للتخطيط الاستراتيجي، والنظم الدفاعية.

وأوضح دان بدر، رئيس المعاملات التجارية بالشركة، صاحب الخلفية العسكرية أيضا، في حوار صحفي مصور، أن مهمتهم هي توزيع منتجات الشركة الإسرائيلية الأم في الولايات المتحدة الأمريكية، وكشف خلال ذلك الحوار أن الحكومة الأمريكية ترسل أموالا إلى إسرائيل لتطوير قدرات الشركة، وخاصة خط إنتاج رادارات المراقبة الأرضية.

حفاوة أمريكية

في 8 مايو 2017، افتتح الفرع الثاني لشركة "Elta" بالولايات المتحدة الأمريكية، تحت رئاسة "إيريك ويمبل" الذي كان المساعد التشريعي العسكري للسيناتور ترينت لوت، ومستشارا للأمن القومي لزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ في الفترة بين 1995 وحتى افتتاح الشركة عام 2012، قبل أن يتجه للتخطيط الاستراتيجي، والنظم الدفاعية.

يقول حاكم إحدى الولايات الأمريكية "لاري هوجان"، إن تلك الشركة تعد الشريك المثالي للولايات المتحدة الأمريكية، وأن افتتاحها سيساهم في الحفاظ على الدولة وسيجعلها أكثر أمانا في وجه تهديدات ليس لها مثيل، جاء ذلك في حضور نائب الكنيست الإسرائيلي "بن كاردين" ومسؤولين حكوميين إسرائيليين من أجل الإعلان عن التوسع في مجال الدفاع نتيجة للبعثة التجارية الاقتصادية للحاكم "هوجان" في إسرائي عام 2016.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان