إعلان

اليابانيون لا يعرفون أين يختبئون عند الإنذار بإطلاق صاروخ كوري شمالي

12:51 م السبت 16 سبتمبر 2017

مشاة امام شاشة كبيرة في طوكيو لدى بث تقرير اخباري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

عند كل تجربة كورية شمالية لإطلاق صاروخ، تدعو السلطات اليابانية السكان إلى "الاحتماء داخل مبنى آمن او في طابق تحت الأرض"، لكن دون أن يلقى ذلك صدى لعدم توفر مثل هذه الأماكن في البلاد.

فالقسم الأكبر من المنازل التي يقطنها أفراد  في اليابان مبنية من الخشب وغير قائم على أسس عميقة وبلا أقبية، وغالبا ما لا تضم المناطق الريفية اي مبنى اسمنتي، ولذلك يشعر كثيرون بالعجز التام.

ويعرب ايسامو اويا (67 عاما) الذي يمتلك مطعما للسوشي في ايريمو (جزيرة هوكايدو) عن إحباطه بالقول "الحكومة تدعونا إلى الاختباء في مبنى آمن أو في طابق تحت الأرض لكنها غير متوفرة هنا. فلا خيار امامنا سوى ألا نفعل شيئا. مخيف، نعم، لكننا عزل".

وعندم تدوي صفارات الانذار التي توجه مشاكل أحيانًا ويتلقى السكان ارشادات من الحكومة، إلا أن اليابانيين يبقون عاجزين لأن  ليس لديهم في الدقائق القليلة المتوفرة لهم سوى خيار ملازمة منازلهم وانتظار مرور الصاروخ.

مع ان اليابانيين مدربون على الاحتماء من هزة ارضية والهرب لدى صدور تحذير بوقوع تسونامي.، الا نهم يتسمرون في اماكنهم عند الانذار باطلاق صاروخ.

"أموت وانا نائمة"

تجري السلطات بانتظام تدريبان في المدارس وعبر دورات للجميع لكن احدا لا يتساءل هل للأمر معنى فعلا.

كما ان وسائل الاعلام تزيد من المخاوف والقلق لدى السكان.

تقول ماشيكو واتانابي (66 عاما)، الموظفة في مكتب، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس في أحد شوارع طوكيو، بعد ساعات على إطلاق الصاروخ صباح الجمعة، "كنت خائفة من التفكير من انني يمكن ان أموت وانا نائمة". فهي عملت بإطلاق الصاروخ بعد استيقاظها، على غرار عدد كبير من مواطنيها.

وأكّدت واتانابي "أشعر بالخوف كل يوم"، معربة عن "الامل في التوصل الى حل سياسي".

وأظهر استطلاع للرأي اجرته شبكة "ان اتش كي" العامة بين 8 و10 سبتمبر، ان 52% من المواطنين اليابانيين يقولون إنهم "يشعرون بقلق شديد" من جراء التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية، فيما أعرب 35% عن "القلق نوعا ما".

ولم يعرب 2% فقط عن اي قلق، على غرار كين تاناكا، المهندس المستقل لمواقع ويب. وقال "اعتقد أن كوريا الشمالية لن تجرؤ على إطلاق صاروخ على طوكيو. لكن في اي حال، لست إلا في الحادية والعشرين من العمر، ولا ادرك الامور جيدا على الارجح".

وترد الحكومة بأنها تضع نصب عينيها هدف حماية المواطنين. وتؤكد انها تزيد من وسائلها الدفاعية من خلال رفع الميزانية.

لكن الجميع لا يثقون في قدرات البلاد على تدمير صاروخ في الجو يمكن ان يشكل تهديدا مباشرا للمناطق المأهولة.

والدليل على ذلك، هو التزايد الكبير في الفترة الأخيرة للطلبات التي تتلقاها شركة "اوريب سيكي سيساكوشو" في مدينة كوبي (غرب) لبناء الملاجئ.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت المسؤولة في الشركة نوبوكو اوريب "عندما تنطلق صفارات الإنذار، لا يعرف الناس الى اين يهربون".

الحياة عادية في كوريا الجنوبية

رغم السعر المرتفع (حوالى 190 الف يورو لملجأ يتسع لـ 13 شخصا)، تنهال الطلبات خصوصا من "عائلات تبني منازل جديدة ومن مالكي مؤسسات صغيرة يرغبون في تأمين ملاجئ لموظفيهم على مقربة من مكاتبهم".

أما في سيول، فالناس معتادون على هذه الامور فهم يعيشون في اجواء التهديد بشن هجوم من الشمال منذ عقود ويحتفظون بضبط النفس ازاء استفزازات بيونجيانج.

وعندما تجري السلطات تمارين للدفاع المدني،فان تعليماتها بالذهاب إلى الملاجئ لا تلق اذنا صاغية دائما

لذلك حافظت الحياة اليومية على وتيرتها المعتادة أمس الجمعة في العاصمة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال رجل الأعمال  السابق نو سوك-ون (60 عاما) "الأمر كالمعتاد في نظري. يظهر الشمال قوته لارغام الولايات المتحدة على التفاوض. لن يطلق صواريخ على رؤوسنا".

إلا أن الوتيرة المتزايدة لاطلاق الصواريخ واجراء التجارب النووية لكوريا الشمالية، تشوش قليلا على الهدوء الظاهر.

فبعد تجرية القنبلة النووية في الثالث من سبتمبر، ازدادت عشرة اضعاف مبيعات "غاليري تيكت مونستر" لحقائب لوازم الإغاثة على شبكة الانترنت.

 

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: