إعلان

هل تلعب مصر دورًا أكبر في حل الأزمة السورية؟

01:22 م الثلاثاء 22 أغسطس 2017

فراس حاج يحيى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

ست سنوات عاشتها سوريا بين الحرب والدمار منذ أعقبت الحرب الأهلية ثورتها في عام 2011، لم تقتصر فيها الأزمة على أبناء الدولة السورية فقط، بل أصبحت ساحة تتصارع فيها دول لأهداف لا علاقة لها بمصلحة السوريين وحقن دماءهم، وسط توقعات متابعين ومحللين سياسيين أن تلعب مصر دورًا أكبر في حل تلك الأزمة التي وصفت بالأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن مصر فتحت ذراعها للسوريين منذ اليوم الأول من عُمر الأزمة إلا أنها لم تتدخل بشكل صريح في هذا الملف، وكان الدور المصري قاصر على إيصال المساعدات الإنسانية دون الانحياز إلى أي طرف من الاطراف المتصارعة، إلى أن بدأت القاهرة في رعاية هدنتين لوقف إطلاق النار بين "المعارضة المعتدلة" ووزارة الدفاع الروسية.

يرى المعارض السوري والحقوقي فراس حاج يحيى، إن مصر لعبت دورًا هامًا في الفترة الماضية من خلال رعايتها لهدنتي الغوطة الشرقية وحُمص "إلا أن دورها لم يرقَ بعد إلى دور الضامن" على حد تعبيره.

وأوضح يحيى، أنه على الرغم من التواصل الدائم بين المعارضة السورية والحكومة المصرية التي وصفها بأنها تتعامل "بحذر شديد" مع الملف السوري، مشيرًا إلى أن هذا الملف شائك بسبب التدخل الدولي المتشعب.

وقال يحيى لمصراوي أنه رغم عدم تدخل مصر بشكل فعال في الملف السوري خلال السنوات الماضية، إلا أنها تعتبر وسيطًا حياديًا ومقبولاً على المستوى الشعبي.

وأشار إلى أن هذه الأسباب هي ما دفعت روسيا إلى اللجوء إليها في اتفاقيات وقف إطلاق النار، خاصة في المناطق التي تشهد تغييرًا ديموجرافي مثل حُمص، لافتًا إلى أن "الهُدن التي تدخلت فيها مصر نجحت في تطبيقها أكثر من الهُدن التي توسطت بها روسيا منفردة".

مصر تدخلت كـ"راعية" لاتفاقين بوقف إطلاق النار في اثنتين من أشد المناطق سخونة داخل الأراضي السورية، الأولى غوطة دمشق الشرقية التي تم توقيع هدنتها في القاهرة بوجود وفد من وزارة الدفاع الروسية ووفد من المعارضة السورية المسلحة في تلك الغوطة، وذلك في 20 يوليو الماضي، ثم توقيع هدنة مماثلة بعد أقل من أسبوعين لمنطقة ريف حُمص الشمالي بضمانة روسية أيضًا.

المحام المهتم بالشأن السوري يوسف المطعني، يرى أن الدور المصري تأخر كثيرًا، مضيفًا "حتى وإن كانت مصر منشغلة بشؤونها الداخلية في بداية الأزمة، لكن ما كان لها أن تتأخر كل ذلك".

وقال المطعني لمصراوي إن مصر الآن تلعب دورًا بارزًا مع الجانب الروسي في محاولة توحيد المعارضة، لكنها لم تحتضن جميع أطياف المعارضة بعد، حيث أنها لم تحتضن سوى تيار الغد السوري ومنصة القاهرة "وهم لا يعبرون عن كافة الآراء السورية.

ورغم أن المطعني يرى أن مصر تأخرت في تدخلها من بداية الأزمة "الأمر الذي أدى لتقدم دول أخرى مثل تركيا وإيران"، إلا أنه أكد أن عدم تدخل مصر على المستوى العسكري هو "موقف مشرف وقرار صائب" من البداية.

كما أكد المحلل السياسي السوري أنور المشرف، أن مصر تلعب الآن دورًا مهمًا على المستوى السياسي لحل الأزمة السورية، ولكن من خلال الهدن فقط.

وقال المشرف، إن القاهرة تستطيع التدخل في حل الأزمة بشكل كبير، حيث أنها مقبولة لدى المعارضة السورية بكل أطيافها، ومقبولة أيضًا من النظام السوري وحليفه الروسي".

وتابع المحلل السياسي السوري، "السبب الأهم هو أن مصر على مدار ست سنوات من الصراع كانت طرفًا محايدًا لم يلعب لصالح أحد".

دور أكبر في المستقبل

التوافق التي تتمتع به مصر جعل البعض يترقب دورًا أكبر لها في الملف السوري الشائك خاصة على المستوى السياسي، حيث يؤكد المعارض فراس حاج يحيى، أن الزخم الشعبي التي تتمتع به مصر سيساهم في تدخلها بشكل أكبر في الفترة المقبلة.

ويعتقد يحيى، أنه في ظل انشغال السعودية بالحرب في اليمن والأزمة القطرية-الخليجية، فمن الممكن أن تشهد المرحلة المقبلة "تفويضًا عربيًا لمصر بالتدخل في الأزمة السورية".

وقال المعارض السوري إن مصر عليها القيام ببعض الخطوات لتفعيل تواجدها بشكل أكبر في الملف السوري، أولها عقد مؤتمرا موسعا للمعارضة.

وأشار يحيى إلى مؤتمر "الرياض2" التي تجهز له السعودية والذي يهدف إلى توحيد المعارضة السورية، قائلًا "كنت أتمنى أن تقوم القاهرة بتلك الخطوة".

وتُعقد حاليا اجتماعات بين المجموعات المعارضة الثلاث "منصة القاهرة" "منصة موسكو" "الهيئة العليا للمفاوضات"، في العاصمة السعودية الرياض، بهدف التوصل إلى وفد واحد ذو رؤية موحدة في القضايا الخلافية بينهم وعلى رأسها مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وفيما يتعلق بأن تكون مصر "ضامن" في الهدن السورية – وهو ما يعني نشر قوات مراقبة على خطوط التماس في مناطق الهدن- قال يحيى إن هذا الأمر يحتاج إجراءات تقنية وقانونية، وهو ما يستحيل حدوثه على المدى القريب إلا بعد يتم توافق عربي، وتتم أيضًا عملية الانتقال السياسي تحت إشراف الأمم المتحدة.

ويتفق معه في الرأي المحلل السوري أنور المشرف، أن تدخل مصر بشكل أكبر في حل الأزمة السورية مقبول، لكنه قال "لا أعتقد أن مصر ترغب في إرسال قوات عسكرية إلى الأراضي السورية مثل تركيا وروسيا".

وأشار المشرف إلى أهمية تفعيل دورها في الحل السياسي، قائلًا "مصر تستطيع أن تدعو لمؤتمر تجمع من خلاله أطياف المعارضة".

وأضاف "كنت أتمنى أن تكون مصر هي الداعية لمؤتمر يجمع أطياف المعارضة بدلا من السعودية، فمصر ليست طرفا في الأزمة السورية مثل الرياض وهو ما يجعل المؤتمر لديها أنجح".

كما يرى أيضًا المحام يوسف المطعني أن مصر لن يكون لها دور على المستوى العسكري، لكنه أرجع السبب في أنها لم تبنِ علاقات منذ البداية مع المعارضة المسلحة بالداخل.

وأوضح المطعني "مصر لم تحتضن كافة أطياف المعارضة، فمنصة القاهرة وتيار الغد السوري ليسوا كل المعارضة وهو ما يجب على مصر أن تعيه".

ولفت المطعني إلى أن روسيا وتركيا على سبيل المثال لهما أذرع في الداخل، وهو ما جعل كل فصيل يقاتل على أرض سوريا له خلفية ومرجعية دولية وهو ما يصعّب دور مصر في السيطرة على هذه الفصائل وتدخلها كـ"ضامن" لأي هدنة.

فيديو قد يعجبك: