إعلان

هجوم برشلونة.. ما نعرفه حتى الآن (صور)

03:44 م الجمعة 18 أغسطس 2017

كتبت- رنا أسامة:

شهدت إسبانيا، مساء الخميس، هجوميّ دهس في مدينة برشلونة، أسفرا عن سقوط ما لا يقل عن 14 شخصًا وإصابة أكثر من مائة آخرين، في تصاعُد لوتيرة حوادث الدهس التي باتت بمثابة أسلوب إجرامي مُتبّع في أوروبا في الآونة الأخيرة.

وبحسب وسائل إعلام إسبانية، ارتفع عدد العمليات التي قامت بها السلطات الإسبانية ضد الإرهابيين منذ أن أعلنت عن رفع مستوى التحذير من هجوم إرهابي من أربعة إلى خمسة، في يونيو عام 2015 ، موضحة أن المستوى الخامس من التحذير يعنى أن خطر وقوع هجوم إرهابي يعد مرتفعًا.

ماذا جرى؟

في تمام الساعة 16:50 دقيقة بالتوقيت المحلي (14:50 بتوقيت جرينتش)، مساء الخميس، دهست شاحنة نقل بضائع بيضاء، حشدًا من المارة في شارع لا رامبلاس السياحي، في مدينة برشلونة الإسبانية، والذي يمتد طوله إلى 1.2 كليومترًا.

وأفادت تقارير بأن قائد الشاحنة سار بشكل متعرّج في محاولة لدهس أكبر عدد ممكن من الناس على طول المنطقة المليئة بالمارة، ما أدى إلى إصابة وسقوط العديد على الأرض، ودفع آخرين للفرار بحثًا عن مخبأ في المتاجر والمقاهى. فيما فرّ سائق الشاحنة من موقع الحادث ولم يُلقَ القبض عليه حتى الآن.

وقالت الشرطة الإسبانية إنها تتعامل مع الحادث بوصفه "حادثًا إرهابيًا".

وشارك ملك إسبانيا فيليب السادس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي، الجمعة، في تجمع حضره الآلاف ببرشلونة، حدادًا على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي.

الهجوم الثاني

وبعد حوالى ثمانى ساعات من الهجوم، اندفعت شاحنة أخرى من نوع "أودي ايه 3" نحو عدد من المارة في بلدة كامبريلس الساحلية الشهيرة التي تبعد نحو 120 كيلومترًا جنوب غربي برشلونة، وفق ما أعلنته الحكومة المحلية.

وأصيب في الهجوم ستة أشخاص، أحدهم في حالة خطرة، بينهم ضابط شرطة.

وأطلقت الشرطة النار على خمسة مهاجمين، بعضهم كان يرتدي أحزمة ناسفة على ما يبدو، ما أسفر عن مقتل أربعة في موقع الحادث بينما توفي الخامس لاحقًا متأثرًا بجراحه.

ونُفّذت تفجيرات أخرى باستخدام أجهزة تحكم عن بعد، لكن السلطات ذكرت لاحقا أن الأحزمة الناسفة كانت مزيفة، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ويُعتقد أن هناك صلة بين الهجومين على لاس رامبلاس وكامبريلس.

وكتبت شرطة كاتالونيا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن هناك "عمليّة للشرطة في كامبريلس (لإحباط) اعتداء ارهابي. إذا كنتم في كامبريلس لا تخرجوا".

وقال المدعي العام في المحكمة العليا الإسبانية، خافير ثاراغوثا، إنه "ليس لدى المهاجمين في برشلونة أو كامبريلس أي سوابق في اعتداءات إرهابية".

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني حِدادًا وطنيًا لمدة ثلاثة أيام.

الضحايا

أسفر هجوم برشلونة عن مقتل 14 شخصًا ونحو 130 آخرين، ينتمون إلى 34 دولة على الأقل، بناء على تقييم أولّي، من بينهم مغاربة وجزائريون وكويتيون ومصريون.، بحسب ما أعلنت خدمات الطوارئ في إقليم كاتالونيا.

وأعلنت بلجيكا مقتل أحد موطنيها، وقالت فرنسا إن 26 من مواطنيها أصيبوا، من بينهم 11 شخصا إصابتهم خطيرة، في حين أعلنت الحكومة الأسترالية إصابة أربعة من مواطنيها على الأقل. كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية إصابة 13 ألمانيا في الهجوم.

ونشرت وسائل الإعلام الإسبانية أسماء ضحايا الهجوم. وقالت صحيفة إلبايس إن "فرانشيسكو لوبيز رودريجز" كان أول الضحايا.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن رودريجز يبلغ من العمر 60 عامًا، وهو كندي الجنسية ، مُشيرة إلى أن زوجته أصيبت بجروح خطيرة كما قُتل نجلهما في الحادث أيضًا.

المُهاجمون

نقلت وكالة رويترز الإخبارية عن مصدر قضائي في برشلونة قوله إن "مهاجمي برشلونة خططوا لاستخدام أسطوانات غاز في هجوم الأمس".

وأوضح المصدر أن أولوية السلطات الآن هي التعرّف على هوية المهاجمين والكشف عن العلاقات بين مختلف المتورطين.

وأفادت صيحفة "إلبايس" الإسبانية بأن مُهاجمي برشلونة وكامبريلس جزء من خلية مكونة من 12 شخصًا.

هذا وقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم الدهس في برشلونة، مساء الخميس.

ونقلت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، عمن وصفته بـ"مصدر أمني"، قوله إن: "منفذي هجوم برشلونة هم من جنود الدولة الإسلامية ونفذوا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف"، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي يحارب التنظيم في سوريا والعراق. دون تقديم أية أدلة أو تفاصيل تدعم مزاعمه.

المُشتبه بهم

ألقت السلطات القبض على 4 أشخاص، على خلفية الهجمات الإرهابية في برشلونة وكامبريلس، بينهم شخص في بلدة ألكانار، وهو ينحدر من مدينة مليلة الإسبانية الواقعة إلى الشمال الشرقي للمغرب، وآخر مغربي في منطقة ريبول، وكلا البلدتان تقعان في إقليم كاتالونيا مثل برشلونة.

ونشرت الشرطة الإسبانية صورة للمواطن المغربي المُعتقل ويُدعى "إدريس أوبكير"، والذي استخدمت وثائق هويته لاستئجار الشاحنة المستخدمة في الهجوم على راس رامبلاس، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أن أوراقه سُرقت واستخدمت دون علمه.

وكان أوبكير وصل إلى إسبانيا من المغرب في الثالث عشر من أغسطس الجاري، وسبق له أن قضى عقوبة حبسية في سجن "فيغيريس" الإسباني في عام 2012، حسبما ذكرت صحيفة "إل باييس"، نقلًا عن مصادر في الشرطة.

وألقت الشرطة القبض على شخص آخر في ريبول، ولم يُعرف حتى الآن كم عدد الأشخاص الذين خططوا للهجمات.

فيما أفادت وسائل الإعلام الإسبانية بأن السلطات تركز بحثها حاليا على "موسى أوبكير"، الذي يعتقد أنه سائق السيارة التي قتلت 14 شخصًا في برشلونة.

وقالت صحيفة إلمندو إن أوبكير يبلغ من العمر 17 عامًا، وهو شقيق إدريس اوبكير الذي اعتُقِل في منطقة ريبول.

إدانات

أدانت دول عربية وعالمية هجوم برشلونة، فتم تنكيش الأعلم في أوروبا حدادًا على ضحايا الهجوم، بما في ذلك السفارة الإسبانية في لندن، والمفوضية الأوروبية في بروكسل، وقصر الرئاسة الإيطالي.

وفي ألمانيا، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتخلي عن الموسيقى في فعاليات حملتها الانتخابية.

ونشر فريق برشلونة تغريدة على حسابه الرسمي، على تويتر، صورة للاعبي الفريق مع هاشتاج "كلنا برشلونة".

ودان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهجوم، في تغريدة على حسابه على تويتر، قال فيها إن "الولايات المتحدة تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في برشلونة بإسبانيا، وسنقوم باتخاذ ما هو ضروري للمساعدة". وتابع مخاطبا إسبانيا، "كوني صلبة وقوية، نحبك".

ووصف حزب الله اللبناني، في بيان صدر عنه اليوم الجمعة، حادث الدهس في برشلونة، بـ"الجريمة المروعة". كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، بهرام قاسمي، الهجوم، داعيًا دول كل العالم التي تريد السلام الى تشكيل تحالف ضد التطرف والإرهاب وعدم الاستقرار.

كما وصفه العراق بأنه محاولة يائسة لما يعرف بتنظيم داعش لإثبات وجوده بعد الهزيمة التي مني بها في العراق. فيما شدّدت الكويت على دعمها لأي إجراءات تتخذها إسبانيا للحفاظ على الأمن.

وقال الأدرن إنه يدعم إسبانيا في هذه الظروف الصعبة وإنه ملتزم في محاربة الإرهاب. وأعربت مصر عن تضامنها مع الحكومة والشعب الإسباني ضد الجماعات الإرهابية، مؤكّدة على أن "الإرهاب لن يُكتب له الانتصار". كما أدانت دول الخليج بدورها الهجوم.

ويرصد مصراوي تفاصيل هجوم برشلونة والأحداث وردود الفعل في تغطية خاصة .. (اضغط هنا)

* مصدر الصور: أ ف ب

فيديو قد يعجبك: