إعلان

هل أصبح حلم الأكراد بدولة قريبا من لحظة الحقيقة؟

10:13 م الإثنين 14 أغسطس 2017

حلم الأكراد بدولة من لحظة الحقيقة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:
"ليس للأكراد أصدقاء حقيقيون سوى الجبال"، عبارة كردية شهيرة، أطلقها الملا مصطفى البارزاني قائد الحركة الثورية الكردية في العراق، ليشير من خلالها إلى حال الأكراد الذين طالما عانوا من العزلة والإقصاء في دولة اختلفت مكوناتها الطائفية.

مصطفى البارزاني أشعل شرارة الحلم الكردي في بناء دولة مستقلة، ليسير على دربه نجله مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان والذي وصل بالحُلم التاريخي إلى مشارف الواقع.

ويسكن الأكراد المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، ويترواح عددهم ما بين عشرين وثلاثين مليونا، ويعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، لكن لم تكن لهم أبدا دولة مستقلة.

واليوم يشكلون مجموعة متميزة، يجمعها العرق والثقافة واللغة، رغم عدم وجود لهجة موحدة، كما أنهم ينتمون لمجموعة مختلفة من العقائد والديانات، وإن كان أكثرهم يصنفون كمسلمين سنة.

القسم الأكبر من الأكراد في تركيا، ثاني كبرى الجاليات في إيران ثم العراق التي تمثل نسبة الأكراد فيه حوالي 20% من السكان، ويشكلون الأغلبية السكانية في محافظات دهوك واربيل والسليمانية وكركوك وديالى مع نسبة في نينوى.

وتاريخيا، كان للأكراد العراقيين امتيازات مدنية مقارنة بالأكراد المقيمين في الدول المجاورة، إلا أنهم تعرضوا لقمع شديد، خاصة في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، الذي أطلق حملة انتقامية ضد الأكراد، من بينها الهجوم بالغازات السامة على حلبجة، في عام 1988.

وفي مطلع القرن العشرين، بدأ الأكراد التفكير في تكوين دولة مستقلة، باسم "كردستان"، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920.

إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية، كما قمع الزعيم التركي الراحل كمال أتاتورك المعاهدة، الثورات الكردية ومنذ ذلك الوقت تحولت القضية الكردية إلى صراع مفتوح.

الملا مصطفى بارزاني، أسس الحزب الديمقراطي الكردستاني كوسيلة سياسية للنضال من أجل الاستقلال في اقليم كردستان العراق، في عام 1946.

وبعد ثورة عام 1958، اعترف الدستور الجديد بالقومية الكردية، لكن الحكومة المركزية رفضت خطة بارزاني للحكم الذاتي، فأعلن حزبه القتال المسلح عام 1961.

وفي عام 1970، عرضت الحكومة اتفاقا على الأكراد بإنهاء القتال ومنحهم منطقة حكم ذاتي، لكن الاتفاق انهار واستؤنف القتال عام 1974.

وبعد هزيمة العراق في حرب الخليج عام 1991، اشتعلت انتفاضة واسعة في مناطق العراق ومنها كردستان ولشدة قمع الدولة لهذه الانتفاضة، فرضت الولايات المتحدة وحلفائها منطقة حظر جوي على شمال العراق، مما سمح للأكراد بالتمتع بحكم ذاتي. واتفق الحزبان الكرديان على تقاسم السلطة، لكن الصراعات احتدمت، واشتعل صراع داخلي عام 1994، دام لأربع سنوات.

انقسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، أسس السياسي المعروف جلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني.

وتعاون الحزبان مع قوات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، التي أطاحت بصدام حسين، وشاركا في كل الحكومات التي شكلت منذ ذلك التاريخ. كما شاركا في التحالف الحاكم في الحكومة الإقليمية الكردستانية، التي شكلت عام 2005 لإدارة مناطق دهوك وإربيل والسليمانية.

لكن الحزبين انقسما في الرأي حول الانفصال، ففي مقابلة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه مع "بي بي سي" في عام 2006، صرح طالباني بأن فكرة انفصال أكراد العراق عن جمهورية العراق أمر غير وارد وغير عملي، لكون أكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد.

وفي العقود الأخيرة، زاد تأثير الأكراد في التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل الحكم الذاتي في تركيا، ولعبوا دورا هاما في الصراعات في العراق وسوريا، آخرها المشاركة في مقاومة تقدم تنظيم داعش.

وظل الأكراد يحاربون إلى جانب الجيش العراقي، حتى أعلن العراق القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في الـ29 من يونيو الماضي، بعدما حقق انتصارات واسعة في عاصمة التنظيم بالموصل.

وكانت نقطة التحول حينما أعلن مسعود بارزاني في فبراير عام 2016، أنه آن الأوان لتنظيم استفتاء بشأن إقامة دولة مستقلة في كردستان، ليخوض الأكراد معركة جديدة نحو "حلم الاستقلال" وسط مخاوف كبيرة من الحكومة العراقية بتفتيت الدولة وتقسيمها، بسبب هذا الاستفتاء.
ولينتظر التاريخ 25 سبتمبر، موعدًا لتحديد مسار الحلم الكردي المنتظر.

فيديو قد يعجبك: