إعلان

هل ينجح المبعوث الأممي إلى ليبيا في "التوفيق" بين حفتر والسراج؟

01:39 م الخميس 10 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد مكاوي:

يسعى المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، غسان سلامة إلى التوفيق بين طرفين بارزين في الأزمة الليبية، قائد الجيش المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في البلد الذي يعاني صراعا سياسيا وعسكريا منذ مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011.

وتشهد ليبيا انقساما سياسيا وعسكريا منذ سقوط القذافي أسفر عن حكومتين وبرلمانيين وجماعات قبلية مسلحة متنافسة ومتناحرة في طرابلس غربًا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقًا، حتى بعد توقيع اتفاق الصخيرات الذي أفضى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني توحد السلطات المتنازعة باشرت مهامها من العاصمة طرابلس في مارس قبل الماضي.

ووصل المبعوث الأممي الجديد، وهو الرابع المعين من الأمم المتحدة في أقل من خمس سنوات بعد طارق متري وبرناردينو ليون، العاصمة الليبية طرابلس قبل أيام لتولي مهامه خلفًا للدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر.

وشغل غسان سلامة منصب وزير الثقافة اللبناني بين عامي 2000 و2003 في حكومة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ليشغل بعدها مستشارا سياسيا لبعثة الأمم المتحدة في العراق في عام 2003.

وسبق وأن نجا سلامة من تفجير انتحاري استهدف مقر بعثة الأمم المتحدة في العراق في عام 2003 وأدّى إلى مقتل المبعوث الأمم المتحدة إلى العراق البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميلو.

وبدأ المبعوث الأممي مهامه في طرابلس بلقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، بحضور وزير الخارجية بحكومة الوفاق، محمد سيالة.

وقال سلامة في مؤتمر صحفي بعد اللقاء إنه يحمل رسالة لليبيين من الأمين العام للأمم المتحدة بأنه يريد أن يرى ليبيا آمنة ومستقرة ومستقله ويعيش المواطن بها في "بحبوحة" وفق تعبيره.

فيما قال السراج إن عودة البعثة الأممية مهم في هذه اللحظة من تاريخ ليبيا باعتبارها ستساعد ليس على دعم الحل السياسي فقط بل أيضا على مراقبة الأوضاع الأمنية وتشجيع الاستقرار في البلاد.

كما التقى سلامة برئيس المجلس الأعلى للدّولة عبدالرحمن السويحلي، وذلك بحضور النائب الأول للرئيس ورئيس لجنة تعديل الاتفاق السياسي بالمجلس في العاصمة طرابلس.

ومن المقرر أن يقوم سلامة بزيارة مرتقبة اليوم الخميس إلى مدينة بنغازي، هي الأولى له منذ توليه منصبه بحسب ما ذكرت قناة ليبيا.

وقالت القناة إن سلامة سيصل مباشرة إلى بنغازي من تونس عبر مطار بنينا فى زيارة تعتبر الأولى لمسؤول دولي رفيع إلى المدينة عقب انتهاء المعارك وإعادة افتتاح المطار.

وأعلن المشير حفتر في منتصف الشهر الماضي، تحرير مدينة بنغازي من سيطرة الإرهابيين بعد معارك استمرت أكثر من ثلاث سنوات.

وقال حفتر إن "هذا النصر يأتي ليعيش المواطن كريما وسيدا"، مضيفا أن الجيش "قدّم قوافل شهداء منتصبي القامة مرفوعي الرأس في ساحات الشرف"، وأنه حان الوقت لـ"تدخل بنغازي عهدا جديدا من الأمن والسلام، والتصالح والوئام، والبناء والعمار، والعودة إلى الديار".

يرى المحلل السياسي الليبي، إسلام الحاجي، فرصا لنجاح المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا في التوفيق بين حفتر والسراج خاصة أنه لا يملك أوارق دعم أو ضغط مثل القوى الكبرى كمصر والإمارات والجزائر.

وقال الحاجي لمصراوي، الخميس، إن كثيرين توقعوا بعد اللقاء الذي جمع جفتر والسراج مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، قرب التوافق فيما بينهما خرج غسان سلامة مؤيدا لموقف السراج فيما يخص البحرية الإيطالية ضد موقف حفتر.

ودافع سلامة عن الاتفاق بين طرابلس وروما حول تدخل البحرية الإيطالية في المياه الإقليمية الليبية لمكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط إلى جنوب أوروبا.

ووأثنى سلامة في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو في روما، الثلاثاء، على اتفاق السراج ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني.

وقال إن إرسال الحكومة الإيطالية بعثة بحرية لدعم خفر السواحل الليبي استجابة لطلب حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، "يفيد بأننا على الطريق الصحيح لمعالجة الأزمة" الماثلة بتهريب البشر وتدفق المهاجرين من سواحل ليبيا نحو السواحل الجنوبية لإيطاليا.

بينما رفض قائد الجيش الليبي حفتر هذا الاتفاق وأمر قواته بضرب أي بارجة بحرية تدخل المياه الإقليمية الليبية دون إذن.

وأضاف الحاجي "بعد هذا الموقف نتوقع أن يتخذ حفتر موقفا أكثر رفضا تجاه سلامة وهو في بداية مهمته".

وفي نهاية الشهر الماضي، توصل السراج وحفتر في لقائهما قرب باريس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بليبيا وتوفير مناخ مناسب لإجراء الانتخابات.

وقال بيان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية عقب اللقاء: "نتعهد بوقف إطلاق النار والامتناع عن استخدام القوة إلا في حالات تتعلق بالجهود المشتركة في محاربة الإرهاب".

ووفقا للبيان، تعهد حفتر والسراج أيضا بالسعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن فصل السلطات والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان، كما اتفقا على توفير ظروف مناسبة لإجراء انتخابات في البلاد في أسرع وقت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان