إعلان

هل تكون الجزائر مقرًا جديدًا لقيادات حماس بعد قطر وتركيا؟

02:57 م الأحد 23 يوليه 2017

حركة حماس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد مكاوي:

بعد أن خرج معظم قادة حركة حماس من قطر وتركيا، تبحث الحركة الآن عن مكان جديد لإقامة قادتها بشكل دائم ويبدو أن الخيار يتجه إلى الجزائر بحسب ما ذكرته تقارير صحفية قبل أيام إلا أن تصريحات متضاربة خرجت على لسان متحدثين باسم الحركة قد تحول دون تنفيذ ذلك.

وقالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، قبل أيام، إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تسعى إلى نقل عدد من قادتها إلى الجزائر، في إطار سياسة جديدة لتوزيع تواجدها بين عدة دول عربية وإسلامية لتفادي وجود عبء على بلد بعينه.

ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية وصفتها بالمطلعة أن "حركة حماس تبحث عن موطئ قدم لها في الجزائر، من بين خيارات أخرى مطروحة، لاستيعاب قادة الحركة، بعدما خرج معظمهم من العاصمة القطرية الدوحة، وتوزعوا في بلدان مختلفة".

ويقيم أغلب قادة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، خارج فلسطين، مثل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي كان يقيم في العاصمة السورية دمشق قبل أن تتفاقم الأحداث في سوريا وينتقل إلى القطرية الدوحة، وكذلك نائب رئيس الحركة موسى أبو مرزوق الذي كان يقيم في القاهرة.

"تصريحات متضاربة"

وكان المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، موجودًا في العاصمة الجزائر قبل أيام وقدم طلبًا لفتح مكتب للحركة هناك، حسبما قال في حوار مع صحيفة الشروق الجزائرية.

وأضاف أبو زهري أنه "تقدّم قبل أشهر قليلة بطلب الإقامة في الجزائر للسلطات الرسمية في البلاد، آملا أن يحظى بالموافقة من طرفها، وأن قيادات المقاومة تتشرف بالنزول في أرض الشهداء".

وأوضح أبو زهري "أن قيادات حماس تلقى كلّ التسهيلات في دخول الجزائر، حيث لا يستغرق الحصول على التأشيرة سوى ساعات فقط، على خلاف دول عربية أخرى تتجاوز فيها المدة شهرين كاملين، وبالتالي فهو يعتبر نفسه وإخوانه في المقاومة مقيمين في الجزائر من الناحية العملية طالما أنهم يأتونها في كل وقت يشاؤون".

إلا أن أبو زهري عاد ونفى أن تكون الحركة طلبت من الجزائر استقبال بعض قادتها عقب مقاطعة دول عربية لقطر التي يقيم فيها بعضهم، وذلك في كلمة ألقاها أبو زهري، أثناء مشاركته في مؤتمر للوحدة بين "حركة مجتمع السلم" و"جبهة التغيير" الجزائريتين في العاصمة الجزائر، وفقا لصحيفة "الحدث" الجزائرية.

وقال أبو زهري "ما تناولته وسائل الإعلام لا وجود له (..) من يحاول أن يصطاد في المياه العكرة عليه أن يتنحى"، مضيفًا "بالنسبة للجزائر فنحن لسنا بحاجة إلى هذه الإقامة (..) فقضية فلسطين وحركة حماس موجودة في قلب كل مواطن جزائري".

وأكد المتحدث باسم الحركة "نحن نعتز بهذا البلد وبقيادته ولسنا بحاجة إلى قيادات تمثلنا فيه".

وحاول مصراوي الاتصال بسامي أبو زهري وكذلك أكثر من ناطق باسم الرحركة لاستيضاح هذه التصريحات إلا أنه لم يجد ردًا.

الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، يعتقد أنه من الوارد جدًا أن تحتضن دول المغرب العربي (الجزائر – تونس – المغرب) وخاصة الجزائر قادة حركة حماس على عكس دول المشرق العربي خاصة وأن دول المغرب لا تصنف حماس "حركة إرهابية".

وقال بان في اتصال هاتفي مع مصراوي، الأحد، إن دولا بالمشرق العربي تصنف حركة حماس "إرهابية" وهو تصنيف - بحسب بان – لا يجب أن يطلق على حركة حماس التي لم ترفع سلاحا على أي دولة عربية وإنما ترفعه فقط في وجه المحتل الإسرائيلي.

وأضاف بان أن حماس "حركة إرهابية" هو تصنيف "أمريكي صهيوني"، مضيفًا أن الواقع العربية الآن تجاه القضية المركزية وهي الفلسطينية في أسوأ حالاته على الإطلاق.

توزيع الأماكن

بحسب ما نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نقلا عن مصادرها، فإن حركة حماس التي يتوزع قادتها اليوم، بين غزة ولبنان وماليزيا وقطر، لا تريد أن تحصر تواجدها في بلد واحد، وتسعى إلى توزيع مسؤوليها وتخفيف الضغط عن أي دولة، بتواجد عدد أقل من قادتها فيها وبعد تجربة سوريا وقطر، وتجربة أخرى في تركيا، لا تريد الحركة تركيز ثقلها السياسي في أي بلد عربي.

وحسب نفس المصادر فإن الحركة اختارت أن يبقى رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في قطاع غزة، حتى يصبح القطاع مركز الثقل لحماس، على أن يتوزع بقية قادتها في دول مختلفة، بحيث لا يشكل وجودهم أي عبء أو يدل على وجود تنظيم.

وقبل نحو شهرين، أجرت حماس انتخابات داخلية أسفرت عن فوز قائد الجناح العسكري يحيى السنوار بمنصب زعيم الحركة في قطاع غزة، وكذلك فوز رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية بمنصب رئيس المكتب السياسي للحركة بعد تنافس شديد مع موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

كما كشفت حركة حماس عن وثيقة مبادئها الجديدة، التي تضمنت إنهاء ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، وقبلت لأول مرة بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وليس على كامل التراب الفلسطيني.

فيديو قد يعجبك: