اليمن على "شفا مجاعة".. ومساعدات روسية تبدأ في الوصول

كتبت – إيمان محمود:
مازالت اليمن تعيش وضعًا إنسانيًا مأساويًا، فمنذ اندلاع حربه قبل نحو عامين بين ميليشيا الحوثيين وأنصار والنظام، عانى الشعب اليمني تدهورًا في معيشته – التي لم تكن مرفهة- حتى أصبح الآن "على شفا مجاعة".
وأفاد برنامج الأغذية العالمي، بأن عدد اليمنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي زاد بنسبة 20% خلال الأشهر التسعة الماضية.
وقالت ماريتكسيل رينالو ممثلة اليونيسف في اليمن، الأربعاء، إن نسبة سوء التغذية الشديد وصلت إلى أعلى معدلاتها في التاريخ الحديث لليمن.
وأكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم، أن الحالة الإنسانية في اليمن تشهد تدهورًا واضحًا خاصةً عقب استيلاء جماعة الحوثي والمخلوع صالح على العاصمة اليمنية في 21 سبتمبر 2014.
وقال عضو التحالف اليمني، لرصد انتهاكات حقوق الإنسان مطهر البذيجي -في كلمة للتحالف أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف- إن "الحرب التي أشعلتها الميليشيا الانقلابية تسببت في سقوط 2737 قتيلاً من المدنيين بينهم نساء وأطفال خلال العام 2016" بحسب ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
ريم ندا، المسؤولة الإعلامية ببرنامج الأغذية العالمي، قالت إن 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وأضافت في حوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة أن "ما تعكسه البيانات الجديدة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، هو حالة التدهور السريع التي يمر بها اليمن مقارنة بالتصنيف الأخير الذي تم إجراؤه في شهر يونيو العام الماضي، هناك زيادة بمقدار 20% في عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بما يعني أنهم بحاجة إلى المساعدات الغذائية."
ووصلت شحنة مساعدات إنسانية روسية، صباح اليوم، للنازحين في مخيم ضروان بمحافظة عمران في اليمن. وقالت مصادر لـ"روسيا اليوم"، إن هذه المساعدات تتضمن الخدمات الأساسية للنازحين اليمنيين المتضريين من ويلات الصراع الدائر في البلاد.
وقال نشوان الشلال، القيادي في منظمة معا للعدالة والتنمية، في تصريحات صحفية، إن قافلة المساعدات الإنسانية للشعب اليمني -التي تعد الأولى من نوعها- تم تسلمها حاليًا، تمهيدًا لتوزيعها على النازحين والمحتاجين.
وأضاف "الشلال" أن هناك بعض المعوقات البسيطة، والتي تتمثل في استخراج السلطات لتصاريح المرور، ولكن هناك وعود بإنجاز هذه الأمور خلال ساعة واحدة.
وأعلن الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة العاجلة للأمم المتحدة ستيفن أوبراين الأسبوع الماضي، أن العالم يواجه "أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية" بسبب مواجهة نحو 20 مليون شخص في كل من الصومال وجنوب السودان ونيجيريا واليمن لخطر المجاعة.
وفي بيان صحفي مشترك صادر عن "برنامج الأغذية العالمي" و"اليونيسف" و"منظمة الفاو"، تعاني 20 محافظة من أصل 22 في اليمن من مرحلة الطوارئ أو "الأزمة" من مراحل انعدام الأمن الغذائي.
وقال البيان إن محافظتي تعز والحديدة - حيث يقطن ربع سكان اليمن تقريبًا- تواجهان خطر الانزلاق إلى المجاعة إذا لم يتم تقديم دعم إنساني إضافي ودعم سبل العيش.
وكانت تقارير سابقة للأمم المتحدة قد أشارت إلى أن الصراع اليمني أودى بحياة أكثر من 10 آلاف مدني، مع تضرر الكثير من المدنيين الأبرياء.
من جهة أخرى كشف تقرير أممي صدر الأربعاء، أن حوالي 60% من سكان اليمن يعانون حاليا من المجاعة.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف مؤخرا، أن ما يقدر بنحو 63 ألف طفل يمني لقوا حتفهم العام الماضي لأسباب كان من الممكن منعها وتتعلق في كثير من الأحيان بسوء التغذية، فضلا عن معاناة نحو 462 ألف طفل في اليمن من سوء التغذية الحاد.