إعلان

لماذا يلجأ ترامب إلى مصر والسعودية لحل القضية الفلسطينية؟

10:55 ص الأحد 12 فبراير 2017

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هدى الشيمي:

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس الماضي تقريرا يُفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يلجأ إلى بعض الدول العربية من أجل تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وحل القضية، وخصت الصحيفة بالذكر مصر والسعودية.

من البداية لم يعلن ترامب رؤية مفصلة تجاه القضية الفلسطينية القائمة منذ إنشاء دولة إسرائيل في 1948، غير أنه كان صريحا في إعلان دعمه لدولة الاحتلال خاصة في مسألة الاستيطان الذي صوت مجلس الأمن مؤخرا على عدم شرعيته ومخالفته للقانون الدولي.

هذا بالإضافة إلى إعلانه نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة وهو إجراء اعتاد أسلافه إرجاءه منذ منتصف تسعينات القرن المنصرم.

ورغم أن ترامب وإدارته أعلنوا صراحة مساندتهم للاستيطان، إلا أنه خرج مؤخرا بعد إقرار قانون مثيرا للجدل وإعلان حكومة بنيامين نتنياهو عن خطط لبناء وحدات استيطانية جديدة في إسرائيل ليقول إن استمرار بناء المستوطنات "لن يخدم عملية السلام".

"لا يمكن تجاوزهما"

قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ترامب يلجأ إلى مصر والسعودية لعلمه أنهما لا يمكن تجاوزهما.

وأوضح حسين في اتصال مع مصراوي أن "مصر لها نفوذ على الجانب الفلسطيني، ومنظمة فتح، أما المملكة العربية فهي قادرة على دفع التكلفة المادية، ولا مانع أن تساهم بقول كلمات بناءّة."

نقطة أخرى أشار إليها حسين هي أن السعودية "مهتمة بأن تلعب دورا مُهدأً في المنطقة خاصة بعد حربها على الحوثيين في اليمن."

كانت مصر أول دولة في المنطقة العربية تنخرط في عملية سلام مع الدولة العبرية القائمة على أراضي فلسطينية بعد النكبة العربية في 1948. وأبرمت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979 برعاية الولايات المتحدة.

يقول المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، إن مصر سبق وتدخلت لحل الأزمة الفلسطينية و"لديها الرؤية الاستراتيجية" للحل بحكم كونها أول دولة عربية لديها علاقات معلنة مع إسرائيل.

وأشار شعث في حديث عبر الهاتف مع مصراوي إلى أن مصر أول من دعم القيادة الفلسطينية وعززت فكرة السلام لدى الشعب الفلسطيني.

وحملت مصر على عاتقها منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مسؤولية الدفاع عن الأراضي الفلسطينية، ورد الحق إلى أصحابه. وبذلت الحكومات المصرية المتعاقبة جهودا واضحة على مدى سنوات لتحريك المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بغية التوصل إلى حل يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية معترف بها عالميا على حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967.

حماس

وتعمل مصر في الوقت الراهن على محاولة "صياغة المشروع الوطني الفلسطيني"، بحسب تعبير شعث الذي يقول إن الجهود المصرية مؤخرا تركز على توحيد الصفوف بين الحركات الإسلامية في غزة، من خلال تعزيز الثقة بين الأطراف القطاع المحاصر وخارجه (السلطة الفلسطينية وحركة حماس على وجه الخصوص).

وزار إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القاهرة مؤخرا، حيث التقى مسؤولين يتولون الملف الفلسطيني وقال في تصريح نقلته وسائل إعلام فلسطينية إن حركته فتحت صفحة جديدة في علاقاتها مع مصر.

ويرى شعث أن النظر لعلاقة الحكومة المصرية وحركة حماس، ينقسم إلى رؤيتين الأولى الخاصة بالحركة الإسلامية والتي تقوم على أن مصر منفذها إلى العالم، وتساعد على تخفيف الضغط والحصار عليها، لاستمرار حكمها في قطاع غزة باعتبارها القوة الأولى في القطاع، لذلك تتمنى أن يبقى الوضع كما هو عليه.

أما الرؤية الثانية، بحسب شعث، فهي أن مصر تحاول صياغة المشروع الوطني الفلسطيني، وتسعى إلى توحيد الصفوف بين الحركات الإسلامية هناك، من خلال تعزيز الثقة بين الأطراف.

ولفت المحلل الفلسطيني إلى أن الحكومة المصرية قد تستفيد من الحركة في عدة ملفات حساسة تتمثل في "ملف التهدئة، ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى تأمين حدودها الشرقية".

تساؤلات

يرى الخبير السياسي الفلسطيني أن ترامب سيواجه الكثير من المعوقات داخل المجتمع الأمريكي. تلك المعوقات لن تسمح بتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس المحتلة، بغض النظر عن استعانته بدول عربية من عدمه.

ورغم أن شعث أكد الأهمية الشديدة لتدخل مصر والسعودية في بلورة حلف للقضية الفلسطينية، إلا أنه تساءل: "على أي أساس ترغب الولايات المتحدة في دعم السلام في فلسطين؟"

بحسب شعث، "لا يستطيع الرئيس الأمريكي وضع رؤية لحل الصراع في المنطقة، لأنه ليس لديه الخبرة السياسية الكافية التي تؤهله لفعل ذلك."

وعن إرجاء ترامب لقراره بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، عزا المحلل الفلسطيني ذلك إلى "شعور حكومتي إسرائيل وأمريكا بالقلق على مصالحهما. واشنطن تعلم أنها ستجازف بمصالحها بشكل واضح حالة نقل السفارة."

"خطوة ذكية"

الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، يرى في إشراك مصر والسعودية في حل الأزمة الفلسطينية "خطوة ذكية" من جانب الرئيس الأمريكي.

وقال في حديث عبر الهاتف مع مصراوي إن مشاركة البلدين سوف تضمن موضوعية الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية. وقال "لن تستطيع الإدارة الأمريكية في تلك الحالة تأييد الاستيطان، أو نقل السفارة الأمريكية للقدس".

ومن المعروف أن واشنطن دائما ما تصطف إلى جانب تل أبيب في أي شيء يخص الدول العبرية خاصة القضية الفلسطينية، ودائما ما تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل. وكان عدم تصويت إدارة أوباما على قرار يعتبر الاستيطان غير شرعي ومخالف للقوانين الدولية.

ورغم تأكيد شعث الأهمية الشديدة لتدخل مصر والسعودية في بلورة حلف للقضية الفلسطينية، إلا أنه تساءل: "على أي أساس ترغب الولايات المتحدة في دعم السلام في فلسطين؟"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان