إعلان

"خلف الكواليس".. من الذين ضغطوا على ترامب لاتخاذ قرار القدس؟

04:08 م الخميس 07 ديسمبر 2017

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

كان لاعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، الذي وُصِف بـ"التاريخي"، وقع الصاعقة في الأوساط العربية والغربية على السواء؛ لاسيما وأنه أول رئيس منذ عام 1995 يتجرّأ ليتخذ هذا القرار رسميًا.

لم يأتِ هذا القرار بالصُدفة؛ ففي الأيام الأولى من حملته الانتخابية، تعهّد الجمهوري ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، كما أنه أعلنها صراحة- وقبل ساعات من خطابه مساء الأربعاء- أن القرار "اتُخِذ بعد تفكير طويل".

"حملة ضغط"

بيد أن حملة ضغط شديدة متواصلة تعرّض لها ترامب مؤخرًا من جانب المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة، أشد مؤيديه، عجّلت من اتخاذ القرار، بحسب ناشطين مُنتمين للتيار الأمريكي المحافظ.

ونقلت وكالة رويترز عن الناشطين، قولهم "إنه بالرغم من تعهّد ترامب منذ فترة طويلة بنقل السفارة، فقد كان مستشاروه المسيحيون المحافظون يضغطون عليه مرارًا في الاجتماعات العادية بالبيت الأبيض".

وقال القس جوني مور من كاليفورنيا، وهو المتحدث باسم مجلس لكبار الشخصيات من المسيحيين الإنجيليين يقدم المشورة للبيت الأبيض: "ليس لدي شك أن الإنجيليين لعبوا دورا كبيرا في هذا القرار. لا أعتقد أنه كان من الممكن أن يحدث بدونهم".

فيما لم يرد البيت الأبيض على طلبات للتعليق على الأمر.

ويبدى كثيرون من الإنجيليين الأمريكيين تضامنهم القوي مع المحافظين في إسرائيل ويشعرون بوجود رابطة راسخة في الإنجيل تربطهم بالدولة اليهودية، وفق رويترز.

ويُصِر المسيحيون المحافظون منذ فترة طويلة على أن الاعتراف الرسمي بالقدس التي تضم أماكن مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود كان يجب أن يحدث منذ مدة في أعقاب القرار الذي اتخذه الكونجرس عام 1995 بنقل السفارة من تل أبيب.

"جهود إنجيلية"

تضمنت جهود النشطاء حملة بالبريد الإلكتروني قادتها جماعة "ماي فيث فوتس" (أصوات إيماني). ويرأسها مايك هاكابي المرشح الرئاسي الجمهوري السابق، والد سارة هاكابي ساندرز السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض.

ونشرت هذه الجماعة استمارة على موقعها الإلكتروني وحثت الناس على الاتصال بالبيت الأبيض للمطالبة بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وأرسلت جماعة إنجيلية أخرى هي "أمريكان كريسيتيان ليدرز فور إسرائيل" (القادة المسيحيون الأمريكيون من أجل إسرائيل) رسالة إلى ترامب تحذر فيها من أن الوقت عنصر أساسي في نقل السفارة. وتضم هذه الجماعة في عضويتها الناشطين المحافظين جاري باور وبيني نانس.

ومع اقتراب موعد البت في أمر نقل السفارة رأى الناشطون الإنجيليون فرصة لزيادة الضغط.

وقالت جماعة (أمريكان كريسيتيان ليدرز فور اسرائيل) في رسالتها إلى ترامب والتي نشرت على موقعها الرقمي إنها تشعر "بقلق جسيم أن تزداد بمرور كل يوم صعوبة نقل السفارة وإذا لم تفعل ذلك الآن فقد لا يحدث أبدًا".

وكان ترامب قد جمع دائرة من المستشارين الإنجيليين للمرة الأولى خلال حملته الانتخابية، وكان هو المرشح المُفضّل لدى الناخبين الإنجيليين في انتخابات العام الماضي.

وقال القس مور، عضو الجماعة الإنجيلية التي تقدم المشورة للإدارة الأمريكية، إن "شخصية بارزة من المحافظين المسيحيين موجودة في البيت الأبيض كل يوم تقريبًا".

وأضاف "شاركت في اجتماعات كثيرة مع إنجيليين في البيت الأبيض منذ بدأت الإدارة الجديدة وأؤكد لك أن هذه المسألة طرحت مرات ومرات".

وقال إن الإنجيليين أوضحوا للبيت الابيض أن هذا الأمر من أولوياتهم وأنهم يريدون التحرك فيه بسرعة.

وأوضح جيري فالويل رئيس جامعة ليبرتي وأحد المستشارين المقربين من ترامب، أنه لم يتحدث مع الرئيس في الموضوع لكنه تلقى رسائل بالبريد الإلكتروني من شخصيات إنجيلية بارزة في الأيام الماضية "تطالبني بدعم ذلك أو كتابة تغريدات عنه ومحاولة توصيل الكلمة".

وقال القس روبرت جيفريس بالكنيسة المعمدانية الأولى في دالاس والمستشار الإنجيلي لترامب: "المجتمع الديني يتحدث مع الإدارة منذ شهور وشهور عن ضرورة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف في مكالمة هاتفية مع رويترز، الأربعاء، "لكننا في الواقع لم نكن بحاجة لإقناع هذه الإدارة. فقد كان هذا وعدا إنتخابيا أسعد الرئيس ترامب أن يحافظ عليه لأنه يحس بهذا الأمر".

وزعم ترامب أن اعترافه، مساء الأربعاء، "يصُب في مصلحة عملية سلام، ويدفع قدما إلى اتفاق سلام مستدام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإعلان ترامب، وقال إن "أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن القدس عاصمة للدولة العبرية"، وفق زعمه.

ويتوقع أن تؤجج تلك الخطوة التوتر والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.

ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيين يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليًا على أساس حدود 1967.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان