إعلان

ما مصير عملية السلام حال نقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس؟

04:23 م الأربعاء 06 ديسمبر 2017

ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - رشا البعل:

ما أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره المحتمل سواء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ستصبح عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية على المحك خاصة الوسيط الأمريكي الذي سيعتبره الفلسطينيون في هذه الحالة "غير نزيه" بحسب توقعات محليين سياسيين.

ويترقب العالم خطابا لترامب يتوقع أن يعلن فيه مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في خطوة نأى أسلافه من الرؤساء الأمريكيين بأنفسهم عنها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.

وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن ترامب سيعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل مساء الأربعاء، بيد أنه لن يعلن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة على الفور، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس.

ويتوقع أن تؤجج تلك الخطوة التوتر والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وتثير غضب العالمين العربي والإسلامي بالنظر إلى أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيين يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليا على أساس حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967

يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان وخبير التقديرات الاستراتيجية الدكتور جهاد عودة، أن هذا القرار سيُنهي عملية السلام لأن الأماكن المقدسة تعتبر تحت بند "وضع المدينة" أي الخطوة النهائية لأي تفاوض.

ووصف عودة في تصريحاته لمصراوي، الأربعاء، مستشاري ترامب بأنهم بحاجة إلى مزيد من الخبرة والوعي السياسي، مضيفًا "كان عليهم أن ينصحوا ترامب بعدم أخذ هذه الخطوة مطلقا".

وعن وضع مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز وأقرتها الدول العربية في قمة بيروت عام 2002، يعتقد عودة أنه يجب الإبقاء على المبادرة العربية لأنها أصبحت "واقعا"، وعلى القادة العرب أن يتجهوا إلى الاتفاق على مبادرة دبلوماسية جديدة ترضي جميع الأطراف من شأنها حل الأزمة.

ويتفق معه في الرأي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في جدة، اللواء المتقاعد أنور عشقي، ويرى أنه "لا يمكن سحب المبادرة العربية للسلام ردًا على قرار ترامب إذا أقدم على نقل السفارة".

واعتبر عشقي في اتصال هاتفي مع مصراوي من جدة، الأربعاء، أن المبادرة العربية هي "الحامي والحافظ لحقوق الفلسطينيين بإجماع الدول العربية والإسلامية والقوى العالمية الكبرى"، متوقعًا أن يستبعد الفلسطينيون واشنطن من أي محادثات سلام مقبلة لأنها في هذا الحالة ستصبح "وسيط غير نزيه".

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، محمد سالمان، فيقول إن "هذه المبادرة لم يصبح لها أي محل من الإعراب السياسي، ولكن هذا الطرح المرتقب من ترامب ليس له أي علاقة بالمبادرة"، مطالبًا الحكام العرب بإنعاش المبادرة من خلال الترتيبات الأمنية اللازمة.

ويتفق معه في الرأي رئيس قسم العلوم السياسية سابقا بجامعة القاهرة الدكتور إكرام بدر الدين، ويعتقد أن هذا القرار ينهي الحديث عن المبادرة العربية للسلام ويلغي كافة مبادرات السلام بين العرب واسرائيل لأن القدس من قضايا الحل النهائي وبالتالي إلغاء كل فرص السلام.

ويقول الدكتور محمد سالمان في تصريحات لمصراوي، الأربعاء، إن أي قرار من هذا النوع من شأنه أن يعرقل ويعقد أي تسويات سلمية وسياسية، واصفًا الولايات المتحدة بـ"الدولة التي تتطرف وتغالي في بعض الأمور لكنها لا تنفذ".

ويوافقه في الرأي اللواء المقاعد أنور عشقي الذي يستبعد أن يقدم ترامب على هذه الخطوة، ويقول " إذا نقلها للقدس الشرقية المحتلة سيكون مخالفا للقرارات والشرعية الدولية، وإذا نقلها للقدس الغربية يصبح مخالفا لقرار الكونكرس الأمريكي".

كما يشكك أستاذ العلوم السياسية إكرام بدر الدين في جدية ترامب على تنفيذ القرار في الوقت الراهن، متسائلا "هل سيتم تنفيذ القرار فورا أم سينفذ فيما بعد"

فيديو قد يعجبك: