إعلان

2017.. الأعنف في حياة الروهينجا منذ عقود

05:15 م الجمعة 29 ديسمبر 2017

تعرضت نساء الروهينجا لاغتصاب على أيدي جيش ميانمار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-عبدالعظيم قنديل:

عاشت أقلية الروهينجا في 2017 سنتها الأعنف في العقود الأخيرة، عندما ارتكبت السلطات في ميانمار ما وصفته الأمم المتحدة بت"تطهير عرقي" بحق الأقلية المسلمة الذين فروا بمئات الآلاف إلى بنغلاديش المجاورة.

واتهمت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير أصدرته منتصف الشهر الجاري، الجيش في ميانمار بارتكاب أعمال ترقى إلى الإبادة العرقية بحق مسلمي الروهينجا، وكشفت عن فرار نحو 655 ألف لاجئ إلى بنجلاديش منذ أغسطس الماضي بسبب الأعمال العسكرية.

وأفادت المنظمة بأنه خلال الشهر الأول من عمليات الجيش في ميانمار، وتم تسجيل ما لا يقل عن6700 حالة وفاة من إجمالي 9 آلاف حالة وفاة تم تسجيلها مرتبطة بأعمال العنف. وينفي الجيش صحة الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب أعمال قتل واغتصاب وتعذيب وتشريد.

"بداية الأزمة في 2017"

وتشهد ميانمار أزمة متفاقمة بين الأغلبية البوذية وأقلية الروهنجا المسلمة، كما أنها ليست وليدة اللحظة في ظل الصراعات العرقية التي نمت منذ عقود.

وقد أجج النزاع في ميانمار هجوما شنه مسلحون من الروهينجا على مواقع للشرطة، في أغسطس الماضي، خلف 96 قتيلًا، وبعدها مباشرة اتهمت الحكومة "جيش تحرير روهينجا أراكان" بالمسؤولية عن الهجمات، وقام الجيش إثره بحملات دهم واسعة على تجمعات الروهينجا، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ونفذت القوات الحكومية في ميانمار عمليات تطهير عرقي، استهدفت في ظاهرها المسلحين، في حين يقول العديد من الناجين إن النساء والفتيات تعرضن للاغتصاب الجماعي، وفق "بي بي سي".

ومن المعروف أن حكومة ميانمار تعتبر "جيش تحرير روهينجا أراكان" منظمة إرهابية في ظل القيود التي تفرضها السلطات المحلية على أقلية الروهينجا.

"إنكار رسمي"

2

وفي ظل تصاعد النداءات الدولية لإنقاذهم من بطش الحكومة المركزية، شرعت الأمم المتحدة في فتح تحقيق بشأن الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان من قبل قوات الأمن، لكن السلطات المحلية منعت لجنة دولية لتقصي الحقائق من دخول منطقة النزاع، حسبما أفادت وكالة "رويترز" الإخبارية، مما دفع المحققين أواخر أكتوبر إلى زيارة مخيمات اللاجئين في بنجلاديش لإجراء مقابلات لمعرفة العدد التقريبي للقتلى.

زعم جيش ميانمار أن حصيلة الضحايا الرسمية للقتلى هي 400 شخص، بينهم 376 من "الإرهابيين" الروهينجا، كما برأ قواته من أي تجاوزات في تحقيق داخلي أجراه، حسبما ذكرت رويترز.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن زعيمة ميانمار أونج سان سو كي لم تحاول الالتفات للتقارير، التي نشرت عن تعرض نساء وفتيات أقلية الروهينجا للاغتصاب من جانب قوات الجيش والشرطة في ميانمار.

"أزمة إنسانية"

3

وأدت موجات النزوح في بنجلاديش إلى امتلاء مخيمات اللاجئين الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة، وأظهر تقارير الأمم المتحدة أن معظم اللاجئين يسيرون نحو 50 إلى 60 كيلومترا وعلى مدى ستة أيام للوصول إلى مناطق آمنة، وهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والميا.

واستمر اللاجئون الروهينجا في التدفق إلى بنجلاديش رغم الاتفاقية الموقعة مع ميانمار لإعادة مئات الآلاف من أفراد الأقلية المسلمة الذين عبروا الحدود، حيث زادت الاتفاقية الموقعة في نوفمبر الماضي، احتمال إعادة 700 ألف لاجئ من مخيمات في جنوبي شرق بنجلاديش إلى بورما، حسب ما أفادت الأمم المتحدة".

وتفيد تقارير عدة بأن الكثير من لاجئي القوارب المنتمين للروهنجا تحولوا إلى عبيد وعاملين بالسخرة في بلدان مجاورة، وباتوا أقرب إلى سلعة يتاجر بها سماسرة حسب مستويات العرض والطلب في أسواق عالم يتشدق من حين إلى آخر بحقوق الإنسان.

"من هم الروهينجا"

4

تاريخًيا، تمتد جذور الأزمة إلى بعد خروج الاحتلال البريطاني من ميانمار (بورما سابقًا)، في ستينات القرن الماضي، ووفق بي بي سي. يتركز الروهينجا في ولاية راخين، والتي تعد من أفقر مناطق ميانمار، حيث يمثلون نحو 10% من إجمال السكان.

وخلف الاحتلال البريطاني صراعات وحروب عرقية حسمها انقلاب عسكري سيطر على إثره مجلس عسكري، عام 1962، وبدأ مجلس عسكري يُسمَّى مجلس الدولة للسلام والتنمية في إدارة شؤون البلاد، تحت قيادة جنرال عسكري يدعى "ني ون" دون سلطة تشريعية أو أجهزة معاونة وبحزب واحد.

وترفض حكومة ميانمار مصطلح الروهينجا، وتصف أبناء الطائفة بأنهم "بنغال". وتقول إنهم هاجروا من بنغلاديش بطريقة غير قانونية، ولذا يجب ألا يصنفوا كجماعة عرقية من جماعات البلاد.

ولا تمنح ميانمار الجنسية للروهينجا وتعتبرهم مهاجرين غير شرعيين، ووفقا لتقديرات منظمة اللاجئين الدولية، يعيش قرابة مليون شخص من الروهينجا المسلمين في ميانمار.

فيديو قد يعجبك: