إعلان

كيف صنع داعش ترسانة الأسلحة والذخائر؟

04:26 م الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الطريقة التي صنع من خلالها تنظيم داعش ترسانته من الأسلحة والذخائر على نطاق صناعي، مُستخدمًا إيّاها في عملياته الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.

واستهلّت الصحيفة تقريرها بالقول: "في نهاية ربيع العام الجاري، عثرت القوات العراقية التي تقاتل تنظيم داعش في الموصل على ثلاث قذائف صاروخية من طراز (آر بي جي) بمواصفات غير معتادة- إذ كانت هناك مادة سائلة ثقيلة تتدفق داخل رؤوس الصواريخ. ووجدت الاختبارات لاحقًا أن الرؤوس الحربية احتوت على على عامل كيماوي منفّط خام أشبه بخردل الكبريت، وهو سلاح كيماوي محظور لما يتسبّب فيه من حرق جلود الضحايا ومهاجمة جهازهم التنفسي".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الصواريخ الكيماوية بدائية الصُنع" كانت أحدث أنواع الأسلحة التي طوّرها داعش خلال فترة رواج تصنيع الأسلحة للمتطرفين، في سابقة لم يشهد لها العالم مثيلًا.

وذكرت الصحيفة أن القوات العسكرية غير النظامية، محدودة الوصول لأسواق الأسلحة العالمية، عادةً ما تلجأ إلى تصنيع أسلحتها بنفسها. لكن داعش رفع هذه الممارسات إلى مستويات جديدة في إنتاج الأسلحة "لم نر لها مثيلًا على الإطلاق" لدى أي قوات غير رسمية، حسبما نقلت عن سولومون إتش. بلاك، وهو مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية معني بتعقّب وتحليل الأسلحة.

وأمّد عمال الإغاثة المسؤولون عن إزالة الألغام، والتقنيون المعنيون بتركيب وتفكيك الذخيرة العسكرية المتفجرة، والمحللون العسكريون العاملون في المناطق التي سيطر عليها داعش، "نيويورك تايمز" بعشرات التقارير، والصور، والرسومات، التي تشرح تفصيلًا الأسلحة التي طوّرها التنظيم منذ عام 2014، عندما أعلن عن تأسيس دولة الخلافة المزعومة في سوريا والعراق.

وتظهر هذه السجلات طريقة عمل الخلية الجهادية، وهي عبارة عن نظام لإنتاج الأسلحة ينطوي على البحث والتطوير، والإنتاج الضخم، والتوزيع المُنظَّم لتعزيز القوة العسكرية للتنظيم وقدرته على التحمُّل.

1

وتنوّعت الأسلحة، التي استخدمها داعش ضد أعدائه المسلحين في جبهات متعددة وضد المدنيين غير الداعمين لحكمه، ما بين الجديد والمألوف. وفي بعض الأحيان كانت الأسلحة "وحشية" على نحو غير مسبوق، بحسب الصحيفة.

ووفق أحد التقارير التي استقتها الصحيفة، فإن مقاتلي داعش، قبل طردهم من مدينة الرمادي العراقية، دفنوا شحنة متفجرات ضخمة أسفل مجموعة من المنازل وأوصلوها بشبكة الكهرباء في أحد المباني.

كان يُعتقد أن المنازل آمنة، حتى عادت إحدى العائلات في أحد الأيام وشغّلت المولد الكهربائي، ليُدمّر منزلهم جراء انفجار هائل، وفقًا لسنور توفيق، مدير عمليات مؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية في العراق، المعنية بإزالة الأسلحة البدائية من المناطق التي رحل داعش عنها. وقال "إن أفراد العائلة لقوا حتفهم جميعًا".

وتحدّث كريج ماكينلاي، وهو مدير عمليات لدى منظمة نرويجية لإزالة الألغام، عن عثورهم على اختراعات عشوائية للتنظيم لا تُميّز بين مدنيين وعسكريين، في مناطق أخرى، من بينها العثور على 4 سخانات مهجورة على ما يبدو، وكذلك مولد كهربائي، بالقرب من مدينة الموصل.

ووُجِدت السخّانات والمولد الكهربائي، وهي أجهزة مفيدة للمدنيين النازحين والمقاتلين على حدٍ سواء، مُعبّأة بمتفجّرات مخفية، بحسب ماكينلاي، مُشيرًا إلى أن إن القنابل وُضِعت على نحو يسمح بانفجارها بمجرد أن يقترب منها أي شخص أو يحاول تحريكها.

2

واستنادًا إلى كل المعلومات السابقة، قالت الصحيفة إن حجم إنتاج أسلحة داعش يُظهِر مخاطر السماح لتنظيم مسلح، عازم على تحقيق أهدافه الإرهابية التخريبية، بالمضي قُدمًا وراء طموحه في مناطق كبيرة غير خاضعة لأي سيطرة.

وأوضحت أن بعض مكونات أسلحة التنظيم، على سبيل المثال، جاءت بمواصفات قياسية، بما في ذلك صمامات الذخائر، الصواريخ التي تُطلق بالكتف، قذائف الهاون، أجزاء القنابل، والألغام الأرضية البلاستيكية التي خضعت لتحسينات عدة. ووأُنتِج الكثير منها على نطاق صناعي.

وأظهرت النتائج نماذج أولية لأسلحة، إما لم يرغب داعش في إنتاجها على نحو واسع أو تخلّى عنها في مراحل تطويرها، بما في ذلك قذائف محملة بالصودا الكاوية وصواريخ تُطلق بالكتف تحتوي على عامل كيماوي منفّط يُشبه خردل الكبريت.

وبينما اقتُلِعت جذور التنظيم في غالبية المناطق في سوريا والعراق، يقول المسؤولون الأمنيون إن تقدّمه يُهدد مناطق أخرى؛ إذ ينتقل أعضاؤه إلى بلاد أخرى، فيما يعود أعضاؤه الأجانب إلى بلادهم، وفي بؤرة كل ذلك يُشكّل خبراؤه في تصنيع الأسلحة شبكة علاقات، ويتشاركون خبراتهم وأساليبهم مع غيرهم عبر الإنترنت.

وفي هذا الصدد، يقول إرنست باراخاس، وهو خبير سابق في تركيب وتفكيك الذخائر البحرية المُتفجّرة، "إنهم ينشرون خبراتهم في تصنيع الأسلحة في مختلف أنحاء العالم". وأضاف باراخاس، الذي عمل مع منظمات لإزالة الذخيرة في المناطق التي سيطر عليها داعش، "هذه الخبرات في طريقها إلى الفلبين، وهي الآن في أفريقيا.. وستستمر في الانتشار".

3

"بزوغ التمرّد"

أحد أسباب بلوغ داعش هذا المستوى من التعقيد تبدو جليّة؛ إذ نمت برامج تسليح التنظيم في خضم التمرد والقتال ضد الاحتلال الأمريكي للعراق في الفترة من عام 2003 وحتى 2011.

أصبحت الجماعات المُسلّحة السُنسّة والشيعية ماهرة في تصنيع القنابل بدائية الصُنع، سواء باستخدام الذخيرة التي تركها الجيش العراقي بعد هزيمته في عام 2003، أو باستخدام مكونات أعدّوها بأنفسهم. ويقول مسؤولون أمريكيون إن "بعض الجماعات الشيعية تلقت مساعدة فنية ومكونات من إيران لتصنيع هذه الأسلحة".

وفي الوقت نفسه، أنتج صانعو القنابل في الجماعات السُنيّة أسلحة كيماوية أيضًا، تارةً عن طريق عن طريق ربط أجهزة متفجّرة بمادة الكلور، وهي مادة سامة ذات استخدامات قانونية، وتارةً عن طريق استخدام الصواريخ الكيماوية المُتهالكة والقذائف المتبقية من برنامج الأسلحة الكيماوية العراقي المنتهي.

وأردفت الصحيفة "بنى تنظيم داعش، الذي خرج من رَحِم تنظيم القاعدة في العراق، ترسانة أسلحته اععتمادًا على الصناعة القاتلة لأسلافه".

ولفتت إلى أن النجاح العسكري الكبير للتنظيم ساهم في تطوير قدرته على تصنيع الأسلحة. فعندما سيطر داعش على مساحات واسعة من المناطق والمدن الكبيرة في عام 2014، استولى أيضًا على متاجر ومصانع، تحتوي على مكابس هيدروليكية، ومُعِدات لطرق الحديد، وآلات تُدار بواسطة الحاسب الآلي، وآلات صب البلاستيك عن طريق الحقن. وعلاوة على ذلك مضى التنظيم يُسيطر على كلية جامعية للتقنية ومعمل جامعة على الأقل. وأحدثت هذه البنية التحتية طفرة في إنتاج أسلحة داعش.

4

ويقف جهاز إداري وراء قُدرات التسلّح لدى تنظيم داعش، ويتولى مهمة الإشراف على تطوير وتصنيع الأسلحة، حسبما بيّن داميان سبليترز، مدير عمليات مؤسسة "أبحاث تسلح النزاعات" في سوريا والعراق، وهي شركة خاصة تراقب وتُحقّق في تصنيع وانتشار الأسلحة وأجرت عملًا ميدانيًا في كلتا الدولتين أثناء الحرب.

وأضاف سبليترز أن "النظام اتسم بالمرونة، فقد بنى داعش أحد مشروعاته، وهو عبارة عن سلسلة من القذائف الصاروخية عديمة الارتداد، بالكامل، نهاية معركة الموصل، شمال العراق، بينما كانت الجماعة المسلحة تواجه ضغوط قتال أعداء عدة على مُختلف الجبهات".

وتابع: "لقد كان التنظيم يواصل تصنيع الأسلحة. يستطيعون تطوير أسلحة حتى إذا كان يفقدون مناطق سيطرتهم".

ونوّهت الصحيفة إلى أن إدارة شؤون التسليح في التنظيم تتسم بالانضباط؛ إذ يقول سبليترز إن "طول فتيل أجهزة التفجير بدائية الصُنع كان يُقاس بالسنتيمتر. وعندما ينفدذ مخزون الأسلحة، تكتب الإدارة استمارة لطلب المزيد، ويُعاد تزويدها بما تحتاجه من مواد".

وكما قال ماكينلاي، إن نظام إنتاج أسلحة داعش "مركزي ومدروس بدقة".

وبينما كان عمال إزالة الألغام يعثرون على أسلحة داعش، يقول ماكينلاي، إنهم كانوا يتعثّرون، بصورة منتظمة، أجهزة بدائية الصُنع مُصممة على نحو يسمح لمقاتلي التنظيم بالاختيار من بين أجزاء موحدة المعايير وتركيبها بسرعة. وصُنِعت الأجزاء المنفصلة بشكل واضح يُسهّل عملية تركيبها قبل استخدامها.

5

وذكر ماكينلاي أن الأجهزة كانت "عبارة عن مجموعة من ألواح الضغط، والشحنات المتفجرة، ومفاتيح التشغيل، وكأنّها مكونات يمكن تركيبها عند الضرورة". وتابع "إنها قدرات ماهرة ومثيرة للإعجاب".

ونوّهت "نيويورك تايمز" إلى أنها تُحجم عن نشر التفاصيل التقنية للأسلحة والمواد المتفجرة المذكورة في هذا التقرير؛ لمنع انتشار هذه المعلومات المفيدة لأطراف قد تسعى إلى تقليدها.

وقال باراخاس إن "تصنيع الشحنات المتفجرة خضع لمعايير موحدة، عبر ما أطلِق وصفة أو (خلطة) التنظيم لإنتاج المواد المتفجرة محلية الصنع على نطاق واسع".

وبحسب بارخاس، فإن الخليط مزيج معروف على نطاقٍ واسع، مُكوّن من أسمدة نترات الأمونيوم والألومنيوم المُستخدم منذ أمد بعيد في العديد من الصراعات، بما في ذلك في العراق، بيد أن داعش حسّن المتفجرات بإضافة مادة أخرى جعلتها أسهل في التفجير.

كانت الصحيفة وثقت في وقت سابق، استيراد داعش لكميات كبيرة من نترات الأمونيوم من تركيا، إلى جانب أجزاء من الأنابيب الثقيلة.

وقال ماكينلاي إن خبراء الألغام عثروا على أشياء أخرى، بما في ذلك، رسوم تكميلية لمدافع الهاون لتوسيع نطاقها، وفتيل مُشترك وقنبلة بدائية الصُنع -يُشير إليها عمال إزالة الألغام على أنها لغم أرضي- بحسب قوله.

6

ونظرًا لأن ألغام التنظيم تُشبه لغمًا إيطاليًا مضادًا للأفراد يطلق عليه اسم (في إس- 50)، وإن كان النسخة الداعشية أكبر بكثير، يُشير عمال إزالة الألغام إليه مجازًا باسم (في إس-500).

ومع مرور الوقت، أصبحت الألغام المُنتجة حديثًا من طراز (في إس-500)، مقاومة للماء بشكل كبير، الأمر الذي يطيل من عمرها في الأرض. وعلى نحو مماثل، فإن فتيلة السلاح المُهاجِم التي أطلقها داعش تظهر علامات على أنها صُنعت مقاومة للرطوبة والصدأ.

وبحسب ماكينلاي، فإن الألغام الأرضية من الجيل الأول لم تكن جيدة. "لم تصمد جيداً"، بحسب قوله. ولكن في الوقت الذي هُزم فيه داعش في مدينة الموصل بالعراق، طوّر التنظيم من التصميم وزوّد أرض المعركة والقرى بأسلحة "تدوم طويلًا جدًا".

وشارك داعش في عمليات كسح مُنظمة، بما في ذلك جمع القنابل أمريكية الصنع التي أسقطتها الطائرات الحربية للتحالف وتغيير استخدام قوتها المتفجرة. وتُظهر مجموعة من الصور قدّمها أحد عمال إزالة الألغام لـ"نيويورك تايمز"، كيف أنشأت الجماعة متجرًا لفتح قنابل الطائرات الأمريكية التي لم تنفجر بعد وإزالة المتفجرات التي بداخلها.

وغالبًا ما تكون هذه المتفجرات أكثر قوةً ويمكن الاعتماد عليها بشكل أكبر من المتفجرات محلية الصنع. وقال باراخاس إن داعش خصّص ما عثر عليه لاستعماله في عملياته التي تحظى بأولوية، والممثلة في "الهجمات الانتحارية".

7

وقال باراخاس" في كل مرة كنت أجري فيها اختبار متفجرات على المعدات الحربية المدفونة في الأرض، إذا وجدت أنها متصلة بمفاتيح الضغط، كانت تكشف نتائج الاختبارات أنها متفجرات محلية الصنع"، لافتًا إلى أن المتفجرات الموجودة في السترات والأحزمة الانتحارية كانت عبارة عن متفجرات مُركّبة، وكانت تشمل مادتين كيماويتين، وهما (آر دي إكس) و(تي إن تي)، وجرى استخراجهما من المعدات الحربية التقليدية.

بيد أن تطويرات داعش في تصنيع الأسلحة لم تكن جميعها فعّالة، وفق الصحيفة، وعندما كانت تفشل تصاميمهم التجريبية ، كان مُهندسوها يُجرون تغييرات أو يمضون قُدمًا في تصاميم جديدة، تاركين إيّاها وراء ظهورهم.

ووفقاً لمسؤول حكومي أمريكي، أجرى فحصًا تحليلًا للقنبلة الصاروخية المليئة بالمادة المُنفّطة، من غير المُحتمل أن تطير الأسلحة، على الأغلب، في مسار دقيق يمكن التنبؤ به. وقال إن "الأشعة السينية أظهرت أنها مملوءة جزئيًا وإنها لم تكن متوازنة".

وعلى نحوٍ مماثل، يبدو أن داعش قاتل بمجموعة من قذائف الهاون الممتلئة بالصودا الكاوية، أو محلول هيدروكسيد الصوديوم، وهو مركب قلوي قوي يُباع في شكل رقائق كثيفة، وأحيانًا ما يُستخدم كمُنظّف للصرف.

وعثر عمال إزالة الألغام في مدينة منبج السورية على العشرات من أسلحة الهاون محلية الصُنع، التي مُلئت بالصودا الكاوية في أواخر عام 2016. وحلّل باراخاس هذا الاكتشاف.

8

وشرح باراخاس أن "الصودا الكاوية شديدة الخطورة. بإمكانها أن تحرق بشرتك. وإذا استنشقتها، فإنها تثسبب الموثت المُحقّق. كما أنها مادة آكالة أيضًا، لدرجة أنها دمرت باطن الأغلفة التي كان يستخدمها داعش في الاحتفاظ بها".

وبيّن أن داعش حاول تعبئة مدافع هاون عيار 120 ملليمترًا بالصودا الكاوية، فيما صدأت الذخائر إلى الحدّ الذي جعل الأملاح تنضح منها، ولذلك لم يكن إطلاقها آمنًا. وقال: "أعتقد أنه بمجرد حصولهم على هذه النتيجة السيئة، صرفوا نظر عن الأمر".

"استخدام وحشي"

لمحت الصحيفة إلى أن العديد من قنابل داعش استُخدِمت ضد القوات العسكرية وقوات الشرطة التي تقاتلها. ونقلت عن آسو محمد، وهو كردي يعمل في التنقيب عن الألغام مع المؤسسة السويسرية للأعمال المتعلقة بالألغام، إن "الأجهزة المتفجرة بدائية الصُنع كانت مسؤولة عن 60 بالمئة من ضحايا جنود قوات البيشمركة الكردية في شمالي العراق"، وفقًا لتقديراته.

فيما جاءت الاستخدامات الأخرى لقنابل التنظيم متسقة مع تجاهله الموثق جيدًا للقانون الدولي والمخاوف الإنسانية الواضحة في عمليات الاختطاف التي أجراها أفراده، فضلًا عن الإعدامات العلنية، وإنتاج مقاطع فيديو لعمليات القتل، وتفجير الأماكن العامة.

وأشارت الصحيفة إلى ما ذكره الجيش الأمريكي في بغداد، في بيان مُفصّل، حول تعافي قوات التحالف وتدميرها لدُمى الدببة المُفخخة. وقالت إن عمال إزالة الألغام والمشرفون عليهم في العراق كثيرًا ما يتبادلون تقارير عن الفخاخ المتفجرة الأخرى التي صنعها داعش، ومن بينها الدمى، والحيوانات المحشوة، والشاحنات البلاستيكية، فضلًا عن أباريق الشاي، وطفايات الحريق، والمصابيح الكهربائية، ونسخ من القرآن الكريم.

وقال اثنان من عمال التنقيب عن الألغام، وهما ستيف كوسير وآسو محمد، من المنظمة السويسرية لإزالة الألغام، إن "أسلحة داعش محليّة الصُنع تطوّرت بطريقة أشرس على نحو مُتوقع".

وأصبحت الأجهزة بدائية الصُنع التي كانت متصلة في السابق بلوحة معدنية واحدة، كان من شأنها أن تتسبّب في انفجار القنبلة، متصلة بعدة لوحات معدنية في وقت لاحق في الحملة، وهو شكل من أشكال التعديل الذي يهدف إلى إبطاء عمال إزالة الألغام أثناء تطهير المباني والطرق والمناطق الوعرة.

وقال كوسير إنه عطّل قنبلة موقوتة "كانت تحمل 4 لوحات ضغط تحيط بالحاوية، تعمل كل لوحة ببطارية 9 فولت". وأشار إلى اتصال كل لوحة بحاوية من المتفجرات القوية محلية الصنع عن طريق دائرة كهربائية منفصلة، كان لديها "جهاز مضاد للرفع" موضوع أسفلها، ما أضفى الفخ المنصوب مزيدًا من التعقيد.

وقال عمال إزالة الألغام إن الهدف وراء مثل هذا الفخ، هو "قتل الناس الذين يسعون لأن يسود الأمن المناطق التي كانت في السابق تحت سيطرة داعش".

 

اقرأ أيضًا:

مسلحو "ولاية سيناء"

تحقيق يكشف.. كيف يجند "داعش" المقاتلين؟

ترسانة المتفجرات

تحقيق "يرصد ويوثق".. كيف يصنع "داعش سيناء" المفخخات من مخلفات الحروب؟

 

فيديو قد يعجبك: