إعلان

توقعات باستبدال "بشار".. ماذا وراء زيارة بوتين المفاجئة لسوريا؟

09:52 م الإثنين 11 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

في زيارة مفاجئة وخاطفة لم تستغرق سوى بضع ساعات إلى قاعدة حميميم السورية، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره السوري، بشار الأسد، وأعلن خلالها سحب جزء من القوات الروسية.

زيارة حملت في طياتها رسائل عدة لطرفي الصراع في الحرب الدائرة منذ 6 سنوات "الحكومة والمعارضة"، وفق محللين، الذين رجحوا استبدال بشار الأسد بنائبه لقيادة المرحلة الانتقالية.

ووصل بوتين إلى القاعدة العسكرية الواقعة قرب محافظة اللاذقية، صباح اليوم، حيث كان في استقباله الأسد، ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، وقائد مجموعة القوات الروسية في سوريا الفريق أول سيرجي سوروفكين.

3edf

وفي بيان ألقاه أمام الجنود، أمر وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان العامة ببدء سحب مجموعة القوات الروسية إلى نقاط مرابطتها الدائمة.

ياسر الحلاق، الباحث والمحلل السياسي السوري، اعتبر القرار "إيجابياً" لدفع العملية السياسية قدمًا نحو الأمام، لكنه أشار إلى أن الرئيس بوتين لم يحدد حجم القوات المنسحبة على وجه التحديد، الأمر الذي لا يدل على تقليص العمليات العسكرية.

وقال "الحلاق" لـ"مصراوي" إن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها بوتين عن سحب جزء كبير من قواته بالأراضي السورية، ومع ذلك تستمر الغارات على مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، الأمر الذي أحدث حالة من عدم التوازن بين الجهتين المتحاربتين- على حد قوله.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر في 14 مارس عام 2016، بسحب الجزء الأكبر من القوات العسكرية الروسية، والمنتشرة في سوريا منذ 30 سبتمبر 2015، والتي ساعدت في التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوري على الأرض والتي مكنته من السيطرة على عدد كبير من المناطق.

وقال المعارض السوري إنه يتمنى ألا يكون هدف بوتين من الزيارة الالتفاف على جوهر العملية السياسية التي تجري الآن في "جنيف" للتأثير عليها، مؤكدًا أن تأثير القرار لن يظهر إلا بعد نجاح العملية السياسية، والجولة الحالية من المفاوضات.

ولفت إلى أن زيارة بوتين في هذا التوقيت يُمكن أن تكون تمهيدًا لمفاوضات "سوتشي"، أو لحث الأطراف المعارضة على حضور المؤتمر، بعد أن لاقى اعتراضات كثيرة من كافة الفصائل المعارضة عدا منصة موسكو.

كان الرئيس الروسي، أعلن نيته عقد مؤتمر "حوار وطني" في مدينة سوتشي الروسية، لوضع حد للأزمة السورية، لكن المؤتمر جرى تأجيله أكثر من مرة. وكان أحد المقترحات أن تُستأنف مفاوضات جنيف في 28 نوفمبر الماضي ثم تعلَّق إلى حين مشاركة الأطراف السورية في مؤتمر سوتشي في 2 ديسمبر، على أن تُستأنف الجولة الثامنة من جنيف في 9 من الشهر ذاته، لكن الأمور تغيرت لتصبح الأولوية لمفاوضات جنيف المنعقدة حاليًا.

واتفق مع "الحلاق"، المحلل السياسي السوري، تيسير النجار، إذ يرى أن الرئيس الروسي أراد كسب المعارضة السورية قبل مؤتمر سوتشي الذي يقترحه في الأساس ليصبح بديلاً عن محادثات جنيف.

وقال "النجار" لـ"مصراوي" إن قرار بوتين ليس سحبًا للقوات الروسية في سوريا بالمعنى المفهوم، لكنه فقط "تغيير تموضع".

ثمة مشهد آخر في زيارة بوتين، يشير إليه "النجار"، حينما منع عسكري روسي بشار الأسد من اللحاق ببوتين إلى المنصة. في رأيه فإن المشهد حمل رسالة من روسيا لبشار: "لا قيمة لك، ولا تملك القرار أصلاً في بلدك"- وفق تعبيره.

في رأيه، فإن "روسيا مقبلة على تغيير بشار الأسد. بعض التسريبات تتحدث عن نيتها في تنصيب نائبه فاروق الشرع ليقود المرحلة الانتقالية، وهو من وجهة نظرها مقبول لدى الطرفين".

23ws

فيما يرى عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف السوري المعارض بالقاهرة، أن زيارة بوتين عبارة عن إنذار أخير لبشار الأسد، بسبب ممانعته وإحجامه عن جنيف، بسبب ما فعله وفده في الجولة الجارية من المحادثات، حيث تأخر وفد الحكومة يومًا بعد بدء المحادثات وانسحابه بعد يومين فقط، قبل أن يعود مرة أخرى بعد ضغوط روسية.

كما "علّق الحلواني" على مشهد منع الأسد اللحاق ببوتين، قائلاً إن ما حدث اليوم "يبيّن من هو الأسد بالنسبة لرئيس روسيا"، ويؤكد التسريبات التي تكشف الطموحات الروسية أن يكون فاروق الشرع هو البديل في الفترة الانتقالية.

وأظهر فيديو لوكالة "رابتلي" الألمانية للأنباء، اليوم الاثنين، جانبًا من الزيارة المفاجئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاعدة الروسية "حميميم"، حيث منع أحد أفراد الجيش الروسي، الرئيس بشار الأسد- ممسكًا بيده- من اللحاق ببوتين عندما ذهب الأخير إلى المكان المخصص لإلقاء كلمة.

فيديو قد يعجبك: