إعلان

تأكيدات دبلوماسية على عقد القمة الخليجية.. ومؤشرات بقبول الدوحة للمطالب الـ13

01:59 م الخميس 30 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

مخاوف عدة ظلت تُحدّق بالقمة الخليجية المُقبلة، على مدى الأشهر الماضية، وسط تكهّنات بتأجيلها أو ربما إلغائها بسبب الأزمة القطرية. فيما بدأت تلوح بوادر "انفراجة" أمس الأربعاء؛ بعد أن وجّهت الكويت الدعوات إلى دول مجلس التعاون، بما فيهم قطر، لحضور القمة السنوية، بحسب مصادر دبلوماسية خليجية.

ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية، عن مصادر دبلوماسية -لم تسمها- أن القمة الخليجية ستعقد على مستوى الزعماء "كاملة النِصاب" في الخامس والسادس من ديسمبر المقبل في الكويت.

وقالت المصادر إن "الكويت وجهت الدعوات إلى قادة الدول الخليجية لحضور القمة الـ 38"، مؤكدًا أن "الكويت لم تتلقَ أي اعتذار عن عدم حضور القمة، كما أنه ليس هناك أي شروط من أي دولة خليجية للحضور".

وأضافت أن "ثمّة مؤشرات وبوادر إيجابية من قبل الدول كافة لحضور القمة"، موضحًا أنه "من المُقرر انعقاد المجلس الوزاري الذي يضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الإثنين المقبل كما هو مقرر له مسبقًا".

وأفادت بأن الكويت "أتمت التجهيزات والتحضيرات اللازمة والضرورية لاستضافة القمة الخليجية، سواء لجهة اللجان العاملة أو الإجراءات اللوجستية الضرورية المواكبة"، بحسب الراي.

وكشفت مصادر لصحيفة "الجريدة"، أن الحجوزات في الفنادق المحلية في الكويت بدأت فعليًا، وأن وزارة الداخلية منعت، اعتبارًا من أمس الأربعاء، الإجازات السنوية والإدارية لموظفيها، وأصدرت قرارًا بحجز القوة كليًا اعتبارًا من أول ديسمبر المقبل، استعدادًا للقمة الخليجية.

ونقلت صحيفة "الوطن" عن مدير مكتب الجزيرة في الكويت سعد السعيدي، إن الكويت تنتظر أن تأتي الردود من الدول الأعضاء في الساعات القادمة حتى يمكن بدء الأعمال التمهيدية للقمة، حيث يتعين عقد اجتماع لوزراء الخارجية الذين سيتولون تجهيز الملفات لرفعها للقادة، وهو ما يحصل قبل كل قمة لدول مجلس التعاون.

وأضاف السعيدي أنه "في حال لم تتلق الكويت موافقات من الدول الأعضاء فستضطر للإعلان عن تأجيل القمة".

وبحسب "الوطن"، نقل مدير مكتب الجزيرة بالكويت عن مصادر دبلوماسية، أن السعودية أعطت فيما يبدو موافقة لحضور القمة الخليجية، وأن الكويت تلقت تأكيدات من الرياض بأنها حريصة على منظومة مجلس التعاون، ومنفتحة على محاولة حلحلة الأزمة الخليجية.

وذكرت هذه المصادر أن هناك موافقة لأن ترفع الكويت تصورًا لحل الخلاف القائم بين بعض الدول الخليجية وقطر، وأن يعرض هذا التصور على جميع الدول الأعضاء.

دلائل "إذعان قطري"

وفي خِضم ذلك، ربط مراقبون وساسة خليجيون بين عقد القمة السنوية في موعدها في ديسمبر المقبل وبين وجود دلائل متزايدة على أن قطر بدأت الإذعان لمطالب الدول الأربع المقاطعة؛ لا سيما وأن الفترة الأخيرة شهدت تحركات مكوكية بين الدوحة والكويت وأبوظبي، قالوا إنها فتحت نافذة لحل الأزمة القطرية، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية.

وأشاروا في هذا الصدد إلى إيفاد أمير قطر مبعوثين إلى الكويت، الأسبوع الماضي، وعلى الإثر أوفد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، الذي يتولى الوساطة، وزير خارجيته، برسالة للملك سلمان.

وزادوا أن تغريدة وزير الدولة الإماراتي، أنور قرقاش، التي أشار فيها إلى أن "التناقض هو التنازل في الظلام وتنفيذ المطلوب في الغرف المغلقة"، تعزز الاحتمالات باستجابة قطر للمطالب الـ13 التي تشترطها الدول الأربع المقاطعة.

وتُشير المعلومات إلى رفض الدول المقاطعة المشاركة في القمة الخليجية حال حضرت قطر قبل إذعانها للشروط المطلوبة.

وأعلن نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، أكتوبر الماضي، استعداد الكويت لاحتضان القمة الخليجية المقرر عقدها في ديسمبر المقبل، مُعربًا عن أمله أن تُعقد في موعدها المقرر.

وقال الجارالله، في تصريح على هامش احتفال السفارة الألمانية بيومها الوطني، بحسب وسائل إعلام كويتية، إنه لم تُجر حتى الآن أي اتصالات مع قادة دول مجلس التعاون بشأن هذه القمة، "لكن الطبيعي أن نكون على أهبة الاستعداد لها"، بحسب قوله.

وحول الوساطة الكويتية لحل الخلاف الخليجي، ذكر الجارالله أنها مستمرة وستتواصل إلى أن "نصل إلى نهاية سعيدة لهذا الخلاف المؤسف".

وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ووزير خارجية البحرين خالد بن أحمد، هدّدا بعدم حضور القمة الخليجية حال حضور قطر.

المعارضة القطرية تدخل على الخط

فيما أكّد الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أحد أفراد العائلة الحاكمة القطرية، ضرورة حضور المعارضة القطرية في القمة الخليجية، مشددًا على أهمية الفصل بين تنظيم الحمدين ودولة قطر في التعامل مع الأزمة الراهنة.

وكتب بن سحيم عبر تويتر: "#لا_قمة_خليجية_الا_بحضور_قطر.. يجب أن لا يخلط بين #تنظيم_الحمدين ودولة قطر، فلا تختزل وتقتصر بالحمدين، فصوت المعارضة يجب أن يكون حاضرًا بالمجلس".

يأتي ذلك في ظل الأزمة الخليجية التي بدأت قبل أكثر من 180 يوم بين قطر والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وسط تعنّت من جانب الدوحة، وقلق دولي وإقليمي من تصاعُد الأزمة وإطالتها، في الوقت الذي تتعثّر فيه جهود الوساطة للحل، وتتزايد دعوات "آل ثاني" لاجتماعات عاجلة لإنقاذ قطر، فيما وصفته صحف الخليج "انتفاضة ضد تنظيم الحمدين".

جدير بالذكر أن الأزمة أخذت في التفاقم، منذ الخامس من يونيو الماضي، بعد أن أعلنت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر على خلفية اتهامات للدوحة بدعم وتمويل الإرهاب، والتدخّل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، وهو ما تواصل الدوحة نفيه بشدة.

فيديو قد يعجبك: