إعلان

أين مصر مما يحدث في لبنان؟

01:24 م السبت 11 نوفمبر 2017

سعد الحريري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي:

ما لبث أن شهد لبنان استقرارًا نسبياً بعد أعوام من فراغ سياسي وفوضى، ليفاجئ رئيس حكومته، سعد الحريري، الجميع بإعلان استقالته السبت الماضي، من العاصمة السعودية الرياض، ليعود البلد، الذي لم يُشفَ بعد من آثار الحرب الأهلية، إلى حالة القلق والتوتر التي سيطرت عليه عقودًا.

وقال الحريري، في خطابه المُتلفز، إن حزب الله الشيعي اللبناني، المدعوم من إيران، بات دولة داخل الدولة، وأن طهران تنشر الخراب أينما حلّت، مُشيرا إلى أن الأوضاع في بيروت الآن تشبه تلك التي اغتيل فيها والده، رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وتفاقمت الأزمة، بعد توجيه المملكة العربية السعودية اتهامات لحزب الله وطهران بأنهما ساعدا ميليشيات الحوثيين الشيعة في إطلاق صاروخ باليستي على الرياض الأسبوع الماضي، وقال المسؤولون السعوديون إن لبنان أعلنت الحرب على السعودية، وفي المقابل اتهم مسؤولون لبنانيون السعودية باحتجاز الحريري، ووضعه قيد الإقامة الجبرية في محل إقامته هناك.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى مُطالبة المملكة ودول خليجية أخرى رعاياها بمغادرة الأراضي اللبنانية في أسرع وقت ممكن.

وردًا على اتهامات السعودية، زعم حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أن المملكة طالبت إسرائيل بضرب لبنان، وقال في كلمة ألقاها أمس إن استقالة الحريري "تدخل سعودي غير مسبوق" في السياسة اللبنانية.

"مصر ليست طرفًا"

ووسط هذه الجلبة، قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"مصراوي"، إن مصر ليست طرفًا فيما يدور بين السعودية وإيران، مُشيرًا إلى أن الحكومة المصرية أعلنت مرارًا وتكرارًا، وفي مناسبات عدة، أنه في حال حدوث أي اعتداء مباشر على دول التعاون الخليجي، ستتدخل مصر، لأن أمنها مرتبط بأمنهم.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد شدد على أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر، قائلاً: "ويجب على الآخرين عدم التدخل في شؤوننا والوصول بالأمور إلى شكل من أشكال الصدام".

وطالب بعدم زيادة التوتر في المنطقة، لكن ليس على حساب أمن واستقرار الخليج.

وقال السيسي في لقاء مع مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام المصرية والأجنبية على هامش منتدى شباب العالم، الذي أقيم بشرم الشيخ، إنه يعارض الحرب، مشيرًا إلى أن مصر لها تجارب صعبة مع الحروب. 

"عصمته ليست بيده"

يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأوضاع السياسية في لبنان حساسة للغاية، إذ تؤدي أي مشكلة بين الفصائل إلى زعزعة استقرار وقلق في البلاد، مُشيرًا إلى أن مشكلة لبنان الرئيسية هي أن "عصمته ليست بيده".

وقال بيومي، لـ"مصراوي"، إن مصر دائمًا ما كانت "محضر خير" في لبنان، تعمل على تقريب الموقف، وتهدئة الأوضاع.

وتابع: "مصر تُشجع على الحوار بين جميع الأطراف، وإعلاء قيمة المواطنة على الحزبية".

"تجهيزات إسرائيلية"

ووسط توقعات الكثير من المحللين والمراقبين الدوليين بإمكانية نشوب حرب في المنطقة، قال هريدي، مُساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إسرائيل تجهز نفسها منذ عام 2006، لجولة عسكرية أخرى ضد حزب الله، من أجل القضاء عليه.

وتابع: "ستختار إسرائيل الوقت المناسب لتوجيه ضربتها لحزب الله"، مُشيرًا إلى أنها لن تستهدفه بمفرده، ولكنها ستستهدف الوجود الإيراني في المنطقة، وتوسع طهران في سوريا، وستبذل كل جهودها للحيولة دون تثبيت الوجود الإيراني في المنطقة بعد القضاء على تنظيم داعش، الذي خسر جل معاقله الرئيسية في سوريا والعراق.

وشهدت منطقة جنوب لبنان وهضبة الجولان المحتلة حربًا قاسية بين حزب الله وإسرائيل، بدأت في يوليو 2006 وانتهت في أغسطس من العام ذاته.

وعن موقف مصر من حزب الله وطهران، يقول هريدي: "مصر لن تتخذ أي إجراءات ضد حزب الله وإيران".

ويتفق ذلك مع تصريحات السيسي لشبكة (سي.إن.بي.سي) الأمريكية، والتي قال فيها إن الاستقرار في المنطقة هش، في ضوء ما يحدث من اضطرابات في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والدول الأخرى، وبالتالي فنحن في حاجة إلى مزيد من الاستقرار، وليس عدم الاستقرار.

ومن جانبه، شدد بيومي على ضرورة الفصل بين حزب الله، ككيان سياسي، وجناح عسكري، قائلاً: "حزب الله سياسيًا شيء، وأن يكون له جناح عسكري، فيصبح جيشًا داخل جيش شيئًا آخر".

فيديو قد يعجبك: