إعلان

أطباء بلا حدود: العائدون إلى الموصل يواجهون مستويات هائلة من الدمار

12:50 م الخميس 19 أكتوبر 2017

صورة ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

سيطرت حالة من الصدمة على العراقيين الذين عادوا إلى مدينة الموصل، وذلك بعد نزوحهم منها عقب استيلاء تنظيم داعش عليها، وإعلانها جزء من خلافته الإسلامية، إذ أنهم وجدوا معالمها متداعية وغير صالحة للسكن، أما منازلهم فكانت مزروعة بالألغام والمتفجرات، حسبما أفادت منظمة أطباء بلا حدود الخميس.

قالت المنظمة في بيان إن تدمير البنية التحتية، خلال المعارك بين القوات العراقية وتنظيم داعش، فرض على العلائلات العائدة العيش في منازل خالية من المياه النظيفة والكهرباء، والرعاية الصحية، خاصة في غرب الموصل.

واستطاعت القوات العراقية، مدعومة بغارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، استعادة الموصل في يوليو الماضي، وذلك بعد إطلاق عملية "تحرير الموصل" أو "قادمون يا نينوي" في أكتوبر الماضي، وتمكنت في النهاية من محاصرة مقاتلي التنظيم في مساحة تقل عن كيلو متر مربع.

1

وأشارت مريم برجر، مُنسقة برامج أطباء بلا حدود في غرب الموصل، إلى تزايد أعداد المصابين بالالتهابات المعوية بعد شرب المياه الملوثة، والمصابين بالتسمم الغذائي بسبب نقص الكهرباء والغاز الضروريان للتبريد والطبخ، وقالت: "إن ما تشهده عيادات أطبّاء بلا حدود هي مؤشرات على الظروف المعيشية في الخارج".

وبحسب برجر، فإن هناك آخرين، لا سيما الأطفال، يعانون من مشاكل الجلدية والطفوح، بسبب انعدام النظافة العامة، واللعب في مياه الصرف الصحي حول الأنابيب المفتجرة.

وألحق داعش أضرارا جسيمة بالموصل، ثاني أكبر وأهم مدينة عراقية، إذ قدرت مصادر عراقية نسبة الدمار في الموصل بنحو 80 في المئة، وقالت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية إن الدمار في المدينة تجاوز الخراب الذي حل بأي مدينة عراقية أخرى، منذ استيلاء داعش على مساحات من الأراضي.

2

ووفقا لوسائل إعلام عراقية، فقد تم تدمير ما يزيد عن 63 دار عبادة -مساجد وكنائس- من بينها الجامع النوري الذي أعلن داعش خلافته المزعومة منه، و308 مدارس، و12 معهدا، وجامعة الموصل وكلياتها، بالإضافة إلى سرقة وتهريب الآثار القديمة التي تعود إلى فترة حكم الآشوريين.

وبخلاف ذلك، يواجه العائدون إلى الموصل مشكلة الذخائر غير المنفجرة والفخاخ، والتي أودت بحياة الكثيرين منهم، وتقول أطباء بلا حدود إن عائلة عراقية مكونة من خمسة أفراد خسرت شابَين مراهقَين بعد محاولتهما رفع قذيفة مزروعة في غرفة المعيشة.

وقُتلت طفلة على الفور وأُصيب شقيقها الأكبر سنًا بعد أن مسكت لعبة مليئة بالمتفجرات. وكانت العائلة قد عادت لتوّها إلى منزلها للمرة الأولى منذ انتهاء القتال في غرب الموصل.

3

وتسبب خلاء المدينة الناتج عن القتال والمعارك، في انتشار العقارب والأفاعي، والتي اتخذت المباني منازل لها، وتقول المنظمة إن عيادتها تردد عليها عدة حالات تعرضت للدغ، والقرص.

وكان وزير التخطيط العراقي، سلمان الجميلي، قد أعلن في مايو الماضي، خطة إعادة إعمار الموصل بعد تطهيرها من تنظيم داعش، مشيرا إلى أنها ستتكلف ما يزيد على 100 مليار دولار، على مدار 10 أعوام.

ورغم الصعوبات التي يواجهها السكان، إلا أن بعضهم تمكن من إعادة فتح المحلات والدكاكين، كما يمارسون الآن الأعمال التجارية، وبدأت شاحنات الإسمنت تتقاطر الى المدن، والجيران يتعاون لإعادة إعمار الأحياء منزلاً منزلاً.

فيديو قد يعجبك: