إعلان

كيف كوّنت كوريا الشمالية جيشًا من القراصنة؟ (سؤال وجواب)

11:00 ص الأربعاء 18 أكتوبر 2017

زعيم كوريا الشمالية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

لم يكُن لكوريا الشمالية حظًا وافرًا من التطوّر التكنولوجي؛ فهذا البلد المعزول لا يملك شركات تِقنية عملاقة كما "أبل" الأمريكية أو "سامسونج" الكورية الجنوبية، كما أن مواطنيها مُقيدون في تعاملهم مع شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، حسبما أوردت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

ومع ذلك، دخل نظام كيم جونج أون عالم التكنولوجيا على نحو متزايد، من خلال شنّ هجمات إلكترونية اخترق خلالها أنظمة حاسوبية حول العالم؛ لتحقيق مكاسب مالية وفوائد استراتيجية. فى الأسابيع الأخيرة، وقف قراصنة سيبرانيون تابعون لبيونجيانج وراء سرقة خطط عسكرية أمريكية وكورية جنوبية وزُعِم سرقتهم 60 مليون دولار من بنك تايوان.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى كبح الجِماح النووي لكوريا الشمالية للأسلحة النووية، بات هؤلاء القراصنة أكثر شراسة ومهارة وعدوانية في قِتالهم من أجل الحفاظ على الكرامة العليا للبلاد. وفيما يلي تستعرض بلومبرج، في سؤال وجواب، أبرز المعلومات عن قراصنة كيم جونج أون:

ما هي التكنولوجيا التي تملكها كوريا الشمالية؟

أتاحت كوريا الشمالية لمواطنيها استخدام شبكة الإنترنت العالمية منذ فترة طويلة، على نحو محدود، منعًا للتدفّق المعلوماتي الحر، حتى أن مُعظم مواطني بيونجيانج لا يُمكنهم سوى تصفّح المواقع الإلكترونية التابعة للدولة، بما في ذلك وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الحكومية. وهناك قِلة "مُختارة" لديها صلاحية الوصول الدولي على الشبكة العنكبوتية، فيما تُرصد أنشطتهم الإلكترونية عن كثب.

وعلى مدى أعوام، لم يكُن هناك ما يربط كوريا الشمالية بالإنترنت سوى شركة "تشاينا يونيتيد نيتورك كومونيكاتيونس" المملوكة للدولة الصينية، وهي إحدى كُبريات شركات الاتصالات المتنقلة في العالم. غير أنها ضمنت لنفسها منفذًا آخر للاتصال بالإنترنت، في أكتوبر الماضي، من خلال شركة اتصالات روسية. وقال فيرجوس هانسون، رئيس المركز الدولي للسياسة السيبرانية في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي في كانبيرا، إن البلاد ربما توظف 1700 من القراصنة المدعومين من الدولة ومن أكثر من 5 آلاف من موظفيها.

كيف جاءت بداية هؤلاء القراصنة؟

كيم جونج إل، والد زعيم كوريا الشمالية الحالي كيم جونج أون، كان سبّاقًا لفكرة استخدام التكنولوجيا كسلاح مركزي في الحرب الحديثة، ومن أكثر المؤّيدين لها؛ فقد عمل جيشه على إيجاد طرق لتعطيل أنظمة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، وإطلاق إشارات كهرومغناطيسية قادرة على تعطيل الحواسيب عن بُعد.

ويُعتقد أن كوريا الشمالية شكّلت ما يُعرف باسم "المكتب 121" أو "وحدة 121"، وهي خلية حرب الكترونية متطورة تُديرها وكالة المخابرات العسكرية وتضم عددًا من أكثر خبراء الكمبيوتر مهارة في البلاد، ظهرت قبل نحو عقدين من الزمن كجزء من الجيش في البلاد. وبدأت الوحدة في لفت الانتباه في عام 2004 بدعوى التنصّت على شبكة الاتصالات اللاسلكية التابعة للجيش الكوري الجنوبي واختبار شفرات حاسوبية خبيثة. وفي عام 2011، اعتقلت الشرطة الكورية الجنوبية خمسة أشخاص على خلفية مزاعم بتواطؤهم مع قراصنة كوريين شماليين لسرقة ملايين الدولارات من خلال الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت.

متى أظهروا قوتهم؟

تصدّر قراصنة كوريا الشمالية "مانشيتات" الصحف الدولية في عام 2014، بعد مزاعم باختراق شركة سوني بينما كانت تستعد لعرض فيلم يسخر من زعيم كوريا الشمالية، يحمل اسم "المقابلة"، محاولة من المجموعة التي أطلقت على نفسها "فرسان السلام" حماية صورة كيم جونج أون.

وتسبّبت عملية الاختراق في تسريب خمس أفلام كان من المفترض أن يبدأ عرضها -مثل فيلم "آني"- وانخفاض أسهم بورصة سوني بنسبة 6,6 في المئة، وإعلان الشركة إيقاف عرض الفيلم أو تأجيله، فضلًا عن دفع ما يزيد عن 8 مليون دولار تعويضًا عما تكبّدته من خسائر جراء سرقة معلومات المُستخدمين الشخصية. وبعد أن كشفت الولاايت المتحدة وقوف كوريا الشمالية وراء الاختراق، أنكرت حكومة كيم تورّطها وقالت إن "واشنطن تحاول تشويه سُمعتنا". كما نفت وقوفها وراء هجمات إلكترونية مماثلة.

ماذا يحدث الآن؟

تُكثّف كوريا الشمالية هجماتها السيبرانية وسط تصاعد حِدة التوترات مع الولايات المتحدة وباقي دول العالم. ففي العام الماضي، وُرِدت مزاعم تُفيد بوقوف مجموعة قراصنة مرتبطة بالبلاد وراء سرقة 81 مليون دولار من حساب بنك بنجلاديش المركزي. وفي مايو، ربط باحثو الأمن السيبراني بين هجوم "واناكراي" الفيروسي الخبيث الذي أثّر على أكثر من 300 ألف حاسوب وبين مجموعة قراصنة تابعة لكوريا الشمالية تدعى "لازاروس".

كما يبدو أن قراصنة كوريا الشمالية بذلوا جهودًا متزايدة لتأمين عُملة "البيتكوين" وغيرها من العملات الخفية في هجماتهم، والتي يمكن استخدامها لتجنب القيود التجارية كما العقوبات الأخيرة التي وافقت عليها الأمم المتحدة.

هل يستهدفون جني مكاسب مالية؟

ليس تمامًا. ففي أكتوبر، كشف مُشرّع كوري جنوبي أن قراصنة "كيم" سرقوا خططًا عسكرية طوّرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تحسّبًا لنشوب نزاع مُسلّح. وزعموا أن الخطط اشتملت على غارة سرية للغاية، تُعرف باسم "ضربة قطع الرأس" بهدف قتل الزعيم الكورى الشمالى.

انتقد المُشرّع القوات المُسلّحة الكورية الجنوبية على هذا الخرق الأمني. وقالت رى سول يو، زوجة زعيم كوريا الجنوبية،"ما يثير الإحراج هو أن هذا الاختراق وقع بسبب خطأ سخيف من قِبل جيشنا"، مُضيفة أنه "لم يكن من المُفترض نقل وحفظ هذه الملفات الهامة في أجهزة الكمبيوتر الشخصية". فيما أكّد متحدث باسم الجيش الأمريكي أنه بالرغم من الاختراق المزعوم فان البلاد لديها ثقة كاملة فى أجهزة مخابراتها وقدرتها على التعامل مع كوريا الشمالية.

ما الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المقابل؟

لم تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي. فقبل أن تتصل بالإنترنت عبر روسيا، تعثّر اتصالها الوحيد بالشبكة العنكبوتية عبر الصين، من خلال هجوم "الحرمان من الخدمة الموزّعة"، وهو هجوم إلكتروني يتم خلاله بثّ طوفان من البيانات المُصمّمة بهدف إعاقة وتعطيل أنظمة الحاسبات.

وفى الوقت نفسه انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كيم لتطويره للصواريخ والأسلحة النووية، مُهددًا بإمكانية استخدام القوة العسكرية ضد بيونجيانج. فيما حذّرت كوريا الشمالية من اندلاع حرب نووية "في أي لحظة"، في حال بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريباتهما البحرية المُشتركة.

فيديو قد يعجبك: