إعلان

انفجار مقديشيو.. جيدي طبيبة صومالية شيع والدها جثمانها بدلا من حضور حفل تخرجها

10:27 ص الثلاثاء 17 أكتوبر 2017

مريم عبدالله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الانفجار الهائل الذي هزّ أرجاء العاصمة الصومالية مقديشيو، كان من أشرس العمليات الإرهابية التي شهدتها المدينة، وراح ضاحيته أكثر من 300 شخص، من بينهم مريم عبدالله جيدي، والتي استيقظت صباح السبت الماضي، وأعدت الإفطار لعائلتها، ثم أخذت كتبها وحاسوبها المحمول وتوجهت لمقابلة المُشرف على أطروحتها في الجامعة، وكانت متحمسة للغاية لأنها ستتخرج بعد أسبوع واحد، وتحصل على شهادة في الطب.

إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، إذ أن والدها الذي قطع مسافة طويلة من بريطانيا إلى الصومال لحضور حفل التخرج، وجد نفسه في جنازة جيدي (24 عاما) بعد وقوع الانفجار عصر السبت الماضي. 

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حصيلة القتلى من المتوقع أن ترتفع مع مرور الوقت، وقال المسعفون إن العديد الحقيقي لضحايا الانفجار ربما لن يُعرف أبدا، لأن هناك أشخاص لم يعد لهم أثر من شدة الانفجار، وهناك من قامت عائلاتهم بدفنهم فورا قبل أن يتم تسجيلهم في بيانات وزارة الصحة.

وقال ادين نور، الطبيب في مستشفى المدينة بمقديشو للصحيفة، إن هناك حوالي 160 جثة لم يتم التعرف عليهم، فقامت الحكومة بدفنهم يوم السبت.

وأشار نور إلى أن المسعفين نقلوا إلى المستشفى مئات المصابين، الذين يعانون من جروح خطيرة.

ومن بين الضحايا، موظفين كبار، ومسعفين متطوعين، وصحفي، إلا أن أغلبهم كان من المدنيين، إذ وقع الانفجار في أحد أكثر المناطق ازدحاما في المدينة.

وبحسب أحد شهود العيان، فإن القنبلة التي يُعتقد أنها استهدفت وزارة الخارجية الصومالية ألحقت الضرر بالمباني الواقعة في المنطقة.

وألقت الشرطة الصومالية القبض على شخصين، يتوقع المسؤولون إنهم على علاقة بالحادث الإرهابي.

وحتى الآن، لم تتبنَ أي جهة أو تنظيم إرهابي الانفجار، إلا أنه من المتوقع أن تكون حركة "الشباب" الصومالية المتطرفة وراءه.

واعترف سائق سيارة صغيرة كانت ممتلئة بالمتفجرات للمحققين، بعد إلقاء الشرطة القبض عليه يوم السبت الماضي، أنه عضو في حركة شباب، ما يزيد من احتمالية أن الحركة المتطرفة هي من نفذت العملية.

وقال مسؤول أمني للصحيفة إن ذلك الشخص أخبرهم بكل شيء، وأنه كان فخورا بمشاركته في العملية، وأنه فعل ذلك من أجل "الجهاد في سبيل الله".

وعلى مدار أيام السبت والأحد، لم تتوقف الجنائز في المدينة المكلومة والتي شهدت عدة انفجارات وعمليات إرهابية منذ بداية العام، وتقول هيندا يوسف، والدة جيدي: "فقدت أقرب شخص إلى قلبي، قتلوا أملي الوحيد، ولا أعلم لماذا قتلوا ابنتي"، ثم تساءلت: "لماذا تفعل حركة الشباب هذا بنا؟ الله يكون في عوننا".

وتابعت يوسف: "ابنتي كانت رائعة، كانت طالبة محترمة، ولم تصطدم بأي شخص في العائلة، أجبها الجميع، وبعد انتهائها من دراستها الثانوية التحقت بالجامعة، وكانت تطمح بأن تصبح طبيبة".

كانت جيدي وأصدقائها في محل لبيع الملابس بالقرب من فندق سفاري الذي وقع عنده الانفجار. وتقول والدتها: "في الساعة الرابعة بعد الظهر، اتصل بيا أحد أقاربنا، وأخبرني إنهم لا يستطيعون العثور عليها، اتصلت بها، ولكن دون رد، حتى أجابني شخص غريب وأخبرني أن هذا الهاتف تملكه فتاة ماتت في الانفجار، وأنهم عثروا على جثتها بالقرب مدخل الفندق".

وكان محمد حسن علمي (35 عاما)، المسؤول عن المساعدات الإنسانية في الصومال، من بين ضحايا الانفجار. وتقول الصحيفة البريطانية إنه عاد إلى مقديشيو منذ 8 سنوات، بعد إنهائه لدراسته في جامعة أوهايو الأمريكية. 

ويقول شقيقه الأصغر، إنه قرر العودة إلى الصومال لمساعدة مواطنيه، بعد رؤية صور الأشخاص الذين يعانوا من نقص الطعام، مُشيرا إلى أنه رفض البقاء مع زوجته وأقاربها في أوهايو وأخبرها بأنه لن يهرب ويترك من هم في حاجة إليه.

فيديو قد يعجبك: