إعلان

الصحافة الفلسطينية عن المصالحة: إنجاز تاريخي بحاجة لدعم إقليمي ودولي

02:30 م الخميس 12 أكتوبر 2017

الصحف الفلسطينية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

وصفت الصحف الفلسطينية اتفاق المُصالحة بين حركتيّ فتح وحماس الذي وُقّع اليوم، الخميس، برعاية مصرية، بأنه "إنجاز تاريخي" من شأنه إحداث تغييرات جذرية في المشهد السياسي والاجتماعي الفلسطيني، لافتة إلى وجود مخاوف من عدم تطبيقه على أرض الواقع ليُصبح مجرد "حبر على ورق".

وأكّدت الصحف أن نجاح الاتفاق مرهون بدعمه على الصعيدين الإقليمي والدولي، حتى توضع دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية من جديد على خارطة الشرق الأوسط، مُشددة على أن مرحلة "ما بعد الاتفاق" تقتضي رسم خطة للتصدّي لكل القضايا والمشاكل التي راكمها الانقسام.

"مُصالحة تاريخية"

قالت صحيفة "الأيام" إن "اتفاق المُصالحة بين حركتيّ فتح وحماس ينطوي على ضرورات تاريخية من شأنها أن تُحدِث تبديلًا جذريًا في المشهد السياسي والاجتماعي الفلسطيني، ويؤكّد على جديّة وإيجابية الحوار الدائر في الغرف المغلقة، فضلًا عن أنه يُشكّل خطوة جذرية نحو تغيير الحالة الفلسطينية برُمّتها."

ورأت الصحيفة أن "هذه العملية تتسم بجملة من الصعوبات والتعقيدات وتحتاج الى زمن طويل نسبيًا، لأن الأمر لا يتوقف على الاتفاق بين الطرفين أو حتى الاتفاق من قبل الكل الوطني الذي سيلتئم بنهاية هذا الشهر وفي القاهرة أيضًا."

ولفتت إلى أنه "في المرحلة الأولى بعد توقيع الاتفاق لا بد أن ينتبه المسؤول السياسي بضرورة اتخاذ قرارات واجراءات سريعة وملموسة ذات تأثير على أوضاع الناس باستعادة الثقة بينه وبين الناس الذين دفعوا ثمن الانقسام".

"فرحة غزة"

ونشرت وكالة "معًا" الإخبارية صورًا تُظهِر فرحة الفلسطنيين في غزة، في تقرير بعنوان (الفرحة تعم القطاع)، وقالت إن عشرات المواطنين احتشدوا في ساحة الجندي المجهول، عقب الإعلان عن نتائج المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية، حاملين الأعلام الفلسطينية والمصرية وصور للرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وذكرت الوكالة أن المُحتشدين تقدّموا بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي لرعاية المصالحة وتوحيد الشعب الفلسطيني، مشددين أنهم "لم يتفقوا في الحرم ولكنهم اتفقوا في الهرم"، لافتة إلى الحضور القوي للجالية المصرية في ساحة الجندي المجهول احتفالًا بإتمام المصالحة.

"تفاؤل حَذِر"

وكتبت صحيفة "القدس" تقول إن أجواءً إيجابية تُثير التفاؤل، ولو بحذر شديد، في الأوساط الفلسطينية بعد توقيع اتفاق المُصالحة، أملًا في أن تسود الوحدة والعمل المشترك لمواجهة التحديات المصيرية، الأمر الذي لا ينفي وجود شكوك ومخاوف كثيرة من تطبيقه على أرض الواقع؛ "لأن التجارب السابقة علّمتنا الكثير الكثير وما تزال الاتفاقات التي ظلت حبرًا على ورق، تثير هذه المخاوف"، بحسب قولها.

"ماذا بعد؟"

فيما تطرّق الكاتب باسم برهوم، في مقال كتبه بصحيفة "الحياة الجديدة" إلى الحديث عن ما بعد الاتفاق، قائلًا "في مسألة معقدة ومصيرية كمسألة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لا تكفي الرغبات، ولا حتى النوايا الحسنة. صحيح أن كل ذلك مهم، انجاز اتفاق يعالج كل القضايا العالقة هو أمر مهم جدًا أيضًا، إلا ان الأهم هو كيف سنتصرف في اليوم التالي للاتفاق؟".

وأوضح أن "الحسم في ذلك، وبين ما كنا عليه وما يجب أن نكون لينتهي الانقسام فعلًا، هو منهج العمل، والرؤية الجامعة التي يستند لها هذا المنهج، والتي يجب أن تكون واضحة للجميع ومتفق عليها". مُؤكدًا على أن مرحلة ما بعد الاتفاق تقتضي رسم خطة عمل تتضمن كافة العناوين، وتتصدى لكل القضايا والمشاكل التي راكمها الانقسام.

وشدّد الكاتب على أن نجاح هذه الخطة مرهون بدعمها إقليميًا ودوليًا، بما يؤول في نهاية الأمر إلى وضع دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية من جديد على خارطة الشرق الأوسط، قائلًا إن "أي حل إقليمي بدون فلسطين لن يُكتب له نجاح ولن يصمد لفترة طويلة".

فيديو قد يعجبك: