إعلان

رئيس بعثة "أطباء بلا حدود": العالم تخلى عن سوريا

04:41 م الثلاثاء 11 أكتوبر 2016

أطباء بلا حدود

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

لا يتوقف القتال في مدينة حلب السورية، فانهارت بنيتها التحتية وأصبحت أكثر المدن تضررا في الحرب، وازدادت أعداد القتلى والجرحى جراء القصف الجوي المستمر، مما يجعل سكانها في حاجة دائما لكوادر ومعدات طبية تستطيع تحمل هذا الكم من الخسائر البشرية.

وفي المقابل يؤكد كارلوس فرانسيسكو، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في سوريا، على تخلي المجتمع الدولي كله عنهم، "العالم كله يشاهد المدينة تُدمّر، ولا يحرك ساكنا لإيقاف ما يحدث"، ويقول إن هذا هو شعور الأطباء الـ35 من بينهم سبعة جراحيين متبقيين في حلب الشرقية.

بدأ عمل فرانسيسكو في تنسيق مشاريع المنظمة الطبية في سوريا، منذ يناير العام الماضي، لذلك يعد أفضل شاهد عيان على كيفية انحدار الحرب في الأراضي السورية، ووصول الدمار إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة في الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث تصاعدت حدة القصف الجوي السوري والروسي إلى درجة تهدد بتسوية المدينة بالأرض.

لا يقتصر القصف على مواقع المعارضة أو المتمردين السوريين، ولكنه يستهدف أيضا المدارس، والمباني السكنية، والمستشفيات الطبية، فدفع ذلك الأطباء إلى نقل معداتهم في مستشفيات صغيرة تحت الأرض، واختاروا لها اسماء حركية حتى لا تتحول لهدف جديد للقوات السورية والروسية.

بحسب فرانسيسكو، هناك حوالي 250 ألف شخص تحت الحصار، بدون إمكانية لمساعدتهم أو خروجهم من البلد، ويوضح أن القوات ضربت في البداية المناطق المحيطة بالمدينة، ثم ضربت الطرقات المؤدية لها، ثم المستشفيات، وموارد المياه، ثم الأحياء السكنية، ومعدات واليات الانقاذ، ويقول "نتحدث هنا عن مدينة أرهقتها خمس سنوات من الحرب، ولم تتلق أية مساعدات منذ يوليو عندما بدأ الحصار ".

لا يتواجد فرانسيسكو الآن في سوريا، حيث انتقل إلى جنوب تركيا، ويتواصل فريقه بصورة منتظمة مع المستشفيات الثمانية المدعومة من قبل المنظمة في حلب الشرقية.

أرسل الفريق الطبي قبل بدء الحصار إمدادات كل ثلاثة أشهر، ومع ذلك لم تكن تكفي الاحتياجات الهائلة هناك، حتى مساعدات المنظمات الشريكة الأخرى لم تكن كافية، وبعد تضرر المستشفيات نتيجة للغارات الجوية، أصبحوا يتواصلون بشكل يومي مع المستشفيات وعلمنا أنهم ينقصهم كل شيء، ويحتاجون لكل شيء.

العجز والاحباط أصبحوا المسيطران على فرانسيسكو وفريقه، فهم لا يستطيعوا توصيل المساعدات أو الامدادات، ولا يوجد كميات تكفي حاجتهم، بالإضافة لعدم قدرتهم على العودة مرة أخرى لسوريا، بعد سفرهم لتركيا قبل بدء الحصار، فأصبحوا يشاهدون ما يحدث في حلب وهم في جنوب تركيا، "هم هناك يعانون ونحن هنا نبكي" جملة رددها الأطباء أكثر من مرة للتعبير عما يشعرون به.

لم تستطع فرق أطباء بلا حدود السفر إلى حلب وزيارة المستشفيات التي تدعمها منذ أكثر من سنة، ويرى فرانسيسكو أن هذه المدة توضح أنهم فقدوا القدرة على المساعدة بأي طريقة مجدية، كما أن المنظمة لم تتمكن من الحصول على إذن للعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة منذ بداية الحرب، ولكنها عملت في المناطق التابعة لسيطرة المعارضة، بما فيها المناطق الريفية شمال وشرق حلب، في مسقان الواقعة بين حلب والحدود التركية، وفي السلامة، التي تدير فيها مستشفى يقدم الرعاية الصحية الأولية والثانوية.

وأصبح مجال عمل واستجابة المنظمة محدودا أكثر، بعد سيطرة الجيش السوري على مسقان وتضرر المستشفى من القصف، ويؤكد فرانسيسكو أنهم غير قادرين على الوصول إلى سكان المناطق المحيطة بها بعد نزوحهم، ومن الصعب معرفة عددهم، حيث توجه بعضهم إلى إدلب، التي تضم مخيمات للنازحين، إلا أن أكثرهم يعيشون في الحقول وينامون تحت الأشجار، أما سكان حلب الشرقية فلا يملكون حتى خيار النزوح، لأنهم يجدوا أنفسهم عالقين في مدينة تعيش يوميا فظائع الحرب.

يُذكر، أن أطباء بلا حدود استجابت لمساعدة النازحين. فهنالك ما يقارب 100,000 شخص نزحوا من منازلهم بسبب تنظيم الدولة الإسلامية التي تزحف باتجاه الغرب والقوات الحكومية الزاحفة إلى الشمال باتجاه إعزاز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان