إعلان

اليمن: محاولات لإدخال مكافحة القات في الدستور

02:02 م الجمعة 24 يناير 2014

اليمن: محاولات لإدخال مكافحة القات في الدستور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

'أخذت حملة مكافحة القات في اليمن شكلا أكثر أهمية واحترافية بعد إفلاح القائمين عليها في جعل مؤتمر الحوار يتبني استراتيجيتهم الرامية لتخليص اليمنيين من استخدام القات في خلال 20 عاما'. هذا ما قالته لـ 'هنا صوتك' الناشطة والكاتبة هند الأرياني بمناسبة الحلقة المشتركة بين إذاعة هولندا العالمية وإذاعة الشباب في صنعاء والتي كان محورها الأساسي: الإشكالات الناجمة عن استخدام القات وسط شريحة الشباب تحديدا.

بعد وقفات عديدة أمام البرلمان، وهو أمر يحدث للمرة الأولى في اليمن بحسب الناشطة الأرياني، وبعد محاولة إقناع البرلمان بتبني قرارات ملموسة لمكافحة القات ومنع استخدامه في المؤسسات الحكومية، أفلحت مؤسسة 'إرادة لوطن بلا قات' في جعل مؤتمر الحوار الوطني يتبنى استراتيجيتهم لإنهاء ظاهرة استخدام القات التي حاولوا من قبل دفع الحكومة لتبنيها. واعتبر المؤتمر أن هذه الوثيقة هي إحدى مخرجات المؤتمر مما يتيح فرصة صياغتها في مادة ضمن مواد الدستور اليمني مستقبلا.

حجزت مشكلة القات مكانا دائما في أجندة النقاشات اليمنية سواء على المستوى الحكومي، الاجتماعي أو مستوى منظمات المجتمع المدني المهمومة بمكافحة الظاهرة. فمشكلة القات هي مشكلة اليمن بكامله كما تقول هند الأرياني: 'يتم استخدام نسبة 50 من المياه الجوفية في اليمن لزراعة القات، وحدث تحول كبير من زراعة المحاصيل الغذائية لصالح زراعة القات. يقضي الشباب اليمني 6 ساعات يوميا في المتوسط لتخزين القات. هنالك أيضا انتشار في استخدامه وسط شريحة الأطفال بين 9 و15 عاما. إضافة لذلك فإن إحصائيات منظمة الغذاء العالمية تظهر أن ما يصرفه اليمني على القات يفوق ما ينفقه على التعليم والصحة مجتمعين. لذلك لا تركز حملاتنا على أضراره الصحية، ولكن على تأثيره على البلد بكاملها'.

يقول قيس اليوسفي المسؤول الإعلامي لمؤسسة 'إرادة لوطن بلا قات' إن '72% من اليمنيين يستهلكون القات. والزائر لليمن سيرى من الوهلة الأولى أن ظاهرة تخزينه قد نسجت نفسها في الثقافة اليوميةن بحيث لا يمكن تخيل صيغة لإكرام الضيف والترحيب به غير جلسة تخزين القات'.

العدد الكبير لمستخدمي القات وتغلغله في نسيج الثقافة والعادات يهدد بعزل الذين لا يستخدمونه بشكل من الأشكال، وهو ما دفع مؤسسة 'إرادة لوطن بلا قات' إلى إنشاء ما يسمى 'نادي أصدقاء بلا قات'، وهي واحدة من المبادرات الكثيرة التي أطلقتها المؤسسة في محاولة منها لمعالجة مختلف الإشكالات الناجمة عن الظاهرة.

يقول ناصر الشماع المدير التنفيذي لمؤسسة 'إرادة لوطن بلا قات' بأن التخوف من العزلة الاجتماعية تخوف ليس له ما يبرره، تماما مثل تخيل فشل حفل الزواج دون تخزين القات. هذا ما أظهرته حملة 'أعراس بدون قات'. يقول قيس: 'قد يظن البعض أن حفل زواج بدون قات قد يفشل بسبب عزوف المدعوين عن الحضور للمناسبة، إذا علموا بأنها خالية من طقس التخزين، ولكن ما حدث أن العريس ظل واقفا يتلقى تهاني المدعوين من صلات العصر الى السابعة مساء حيث كان الحضور عاليا لدرجة تشكل ثلاثة أو أربعة اضعاف الحضور في مناسبة الزواج العادية'.

ومع المجهودات الكثيرة التي تبذلها مؤسسة 'إرادة لوطن بلا قات' ومنظمات المجتمع المدني الأخرى المنشغلة في هذا المجال، إلا أن تدخل الدولة هو العامل الحاسم في معالجة ظاهرة استخدام القات بكافة جوانبها مثل تعويض المزارعين نظير تخليهم عن زراعة القات والتحول لزراعة محاصيل أخرى قد تكون أقل عائدا. وخلق بدائل للشباب تسد الفراغ الذي كانت تشغله جلسات التخزين والمساهمة في حملات التوعية وسن القوانين اللازمة لمكافحة الظاهرة، كما ترى الناشطة والكاتبة هند الأرياني.

فيديو قد يعجبك: