إعلان

سوريا الأسد في عام: التجربة.. الخطأ.. القتل الجماعي

12:58 م الخميس 15 مارس 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير- أيمن شعبان:

انتصف مارس من العام 2012، معلنا عبور ثورة الشعب السوري عامها الأول، الذي مر مخضبا ببحور من الدماء والقتل والتعذيب، والإصرار على الاستمرار سواء من النظام الحاكم بقيادة بشار الأسد، أو الثوريين، فيما لا يزال السؤال الأهم يطل برأسه.. هل ستؤدي المجازر إلى انتهاء الثورة، أم نهاية الأسد؟.

البداية كانت مع ''الشعب يريد إسقاط النظام''.. الشعار الذي رفعه طلاب لم تتجاوز أعمارهم الرابعة عشرة في مدرسة بمدينة درعا السورية فى منتصف مارس الماضى، بعد أن سمعوه ينتقل من تونس إلى مصر وليبيا.. كان مجرد حلم لكن اعتقالهم من قبل نظام بشار الأسد أشعل فتيل الثورة وخرج المتظاهرون يهتفون: ''الله.. سوريا.. حرية وبس''. ورد الأسد على مطلبهم بالرصاص والقذائف والاعتقال والتعذيب.. بينما حافظ المتظاهرون على سلمية ثورتهم.

لكن تصاعد العنف وصمود المتظاهرين دفعا الآلاف من عناصر الجيش إلى الانشقاق والانضمام للثوار.. وتحولت أغلب المناطق السورية إلى ساحات حرب تشهد مجازر يومية من قبل قوات النظام الذى يستهدف المدنيين العزل والنساء والأطفال، فى الوقت الذى يتراجع فيه المنشقون بسبب قلة عددهم وضعف تسليحهم.

فمنذ عام على اندلاع الثورة السورية المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد بات الحل العسكري هو الخيار الأكثر ترجيحاً لحسم مصير الثورة السورية، ووجهت قوات ''الأسد'' ضربات موجعة للمدنيين وقوات الجيش الحر المنشق الذى تشير تقديرات قياداته إلى أن تعداده بلغ 30 ألفا لكن ينقصه السلاح والتواصل مع الخارج، بينما يمثل التسليح الذى طالبت به دول الخليج وترددت بشأنه واشنطن والغرب عاملاً محورياً فى حسم المعارك وإضعاف القوات النظامية. وربما تشهد الأشهر المقبلة هذا الحسم، وحتى يحدث ذلك يتوقع الجميع سقوط الآلاف من الشهداء وتدمير الاقتصاد وإمكانية لجوء ''الأسد'' إلى إنهاء المعركة لصالحه باستخدام ترسانته من الأسلحة بما فيها البيولوجية والكيماوية.

عدد الضحايا وصل إلى نحو 10 آلاف قتيل - حسب موقع قاعدة بيانات شهداء الثورة - والعالم يشاهد ويكتفى بتصريحات الإدانة.. لكن ثوار سوريا مستمرون فى ثورتهم، متعهدون بإسقاط الأسد واسترداد حريتهم حتى لو ضحوا بـ''مليون شهيد'' .

لم يكن عام الثورة الاول اذن عام انجازات بقدر ما كان عاما من التجربة والخطأ والقتل والموت الجماعي. فقد ظل النظام السوري متماسكا على المستوى السياسي والعسكري، ولم يشهد انشقاقات باستثناء وزير في رتبة معاون لوزير النفط، وانشقاقات جنود من المجندين، وواصل النظام 'اصلاحاته' التي اعتبرتها المعارضة والمجتمع الدولي على انها لعب في الوقت الضائع. ومع ذلك لا يزال النظام يحظى بدعم كبرى المدن السورية، دمشق وحلب، ودعم الاقلية العلوية الحاكمة والاقليات المسيحية وسط تردد كردي في الدخول في الثورة السورية.

اهم انجاز حققته الثورة السورية كان الانتصار في الحرب الاعلامية، حيث ملأت المعارضة الفضاء الالكتروني بالافلام البشعة عن ذبح مغني الثورة الحموي ابراهيم قاشوش، وذبح اطفال كرم الزيتون وبابا عمرو وادلب والقصير، كل هذا بدعم من مؤسسات دولية مثل 'افاز' والمرصد السوري وامنستي وهيومن رايتس ووتش، ومحطات تلفزة عربية.

وما تحقق حتى الآن لم يؤثر على المواقف السياسية للدول الداعمة للنظام، وحتى نظام العقوبات الاقتصادية لم يؤد الى عزلة النظام الكاملة بسبب دعم لبنان، وحزب الله وايران ولم يمارس العراق رقابة مشددة وحتى تركيا التي كانت سورية شريكا اقتصاديا لها. والاهم من ذلك لم يتوقف تدفق السلاح للنظام من روسيا الداعم المهم للنظام والمرتبط معه بعقود قيمتها مليارات دولار، حيث زوده بدبابات روسية الصنع وساعد في اقامة نظام دفاع جوي باليستي، ولدى روسيا مصالح عسكرية في طرطوس التي اقامت فيها قاعدة عسكرية.

صفحات التاريخ تقول إن الجيش السوري قام عبر تاريخه 6 انقلابات، أولها فى 1949، أى بعد أيام من إعلان الاستقلال، وقاد حسن حسنى الزعيم الانقلاب بدعم من المخابرات الأمريكية، كما شهد العام نفسه 3 انقلابات متتالية، دفعت الدوائر السياسية العربية إلى التندر بأن من يستيقظ مبكرا من جنرالات الجيش السورى يصبح رئيس البلاد.

أما آخر تلك الانقلابات فقد كان فى 1971، عندما قام الرئيس الراحل حافظ الأسد بما يطلق عليه ''حركة تصحيح'' داخل حزب البعث، ووصل إلى السلطة. ومنذ ذلك الحين أصبح تحصين الجيش السورى من فيروس الانقلابات الذى منى به على مدى السنوات الماضية أهم دعامة فى أركان نظام البعث، الذى مازال صامدا طوال أكثر من 40 عاما، فل يريح الجيش السوري شعبه ويبادر بإنهاء الأزمة؟؟ ذلك أمل بعيد المنال ولكن كم يحتاج من الشهداء كي يتحقق؟.

اقرأ أيضا :

مصر تؤكد ضرورة وقف استهداف المدنيين في سوريا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان