إعلان

"نيويوركر": ترامب وتهديداته الجوفاء.. هل يضرب سوريا عسكريا قريبًا؟

11:01 م الإثنين 09 أبريل 2018

الرئيس الامريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

"ضوضاء العالم تزداد حدة.. هجوم كيميائي جديد في سوريا.. مقتل أكثر من 40 شخصًا وإصابة مئات الآخرين من ضمنهم أطفال في مدينة دوما.. كل هذا ليس بجديد على سوريا، فما يحدث حاليًا أشبه بظاهرة تتكرر كل عام في الوقت الذي تدخل الحرب الأهلية السورية عامها الثامن".

كانت تلك هي المقدمة التي بدأت بها مجلة "نيويوركر" مقالًا لكاتبتها البارزة روبين رايت، والذي حمل عنوان: "لماذا تبدو تهديدات ترامب للأسد بأن يدفع ثمنًا غاليًا جوفاء؟"، وقالت رايت، في مقالها: "كتب الرئيس الأمريكي يوم الأحد الماضي على موقع تويتر، مبينًا غضبه واصفًا ما حدث في سوريا بالفعل الفظيع والمريض، وهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حدث نادر، وإيران كذلك لدعمها الأسد "الحيوان"، كما أنه ألقى باللوم على أوباما فيما يحدث الآن بعد أن سمح للأسد بتجاوز "الخطوط الحمراء" في استخدام الأسلحة الكيماوية بسوريا عام 2012".

وتابعت الكاتبة، أن ترامب وضع إدارته في موقف مماثل، وحذر من أن سوريا ستدفع ثمنًا كبيرًا مقابل الهجوم الكيماوي الأخير، وتبعه في ذلك الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان، وطالبت تسع دول أعضاء في مجلس الأمن باجتماع عاجل، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة هناك العديد من الأهداف في سوريا التي لم تستطع أيًا من روسيا أو إيران إعادة بنائهما على الرغم من تواجدهما الكبير في البلاد.

نفذ ترامب هجومًا صاروخيًا على قاعدة الشعيرات السورية الربيع الماضي، ولكن بعد عدة أيام أعلن الحاكم المحلي أنه تم إصلاح الدمار الذي حدث وتم استئناف الرحلات مرة أخرى.

ولكن - كما تقول الكاتبة - ما تفعله الولايات المتحدة لن يغير مسار الحرب أو نتيجتها، فـ بشار الأسد استعاد السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد مرة أخرى، بمساعدة من الطيران الروسي في الجو وإيران وحزب الله على الأرض، وتواجه قوات المعارضة المحاصرة الآن في دوما والغوطة الشرقية خيارات مستحيلة.

وقال فريد هوف، أحد العسكريين السابقين الذي عمل لإدارات رونالد ريجان، جورج بوش الأب، وباراك أوباما: "أعدت وزارة الدفاع أهدافًا في حالة الطوارئ، إذا وقع شيء مثل هذا، ولكنني لا أعتقد أن أيًا من هذه الأهداف سوف يغير مسار الحرب في سوريا".

روبرت فورد، آخر السفراء الأمريكيين إلى سوريا، قال: "ما سيغير مسار الحرب حقًا هو التدخل العسكري في سوريا بقيادة الولايات المتحدة ضد الأسد، ولكن هذا سيحمل العديد من المخاطر، ولكن مما يبدو الآن فإن الأسد باق في منصبه".

وتابع فورد، حتى دفع الأسد لإيقاف استخدام الأسلحة الكيميائية سيتطلب حملة مستمرة، فإذا شنت الولايات المتحدة هجمات مُوجعة للأسد في كل مرة يستخدم فيها أسلحة كيميائية - استهداف طائرات أو قطع للاتصالات - فقد يؤدي هذا لإجبار الأسد على إيقاف هجماته الكيميائية بعد حين".

ولكن - حسب فورد - قد يستمر الأمر عدة أسابيع أو أشهر قبل أن يغير الأسد من سلوكه السيء، وستضطر سوريا لاحتمال كل هذا، وقد يتوقف الأسد لأسبوع أو أسبوعين ثم يعود إلى ما كان عليه مرة أخرى.

وتجنب كلًا من أوباما وترامب التدخل العميق في الحرب الأهلية السورية، حيث اشتركا فقط في محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على ثلث سوريا وثلث العراق ليكون دولته الإرهابية، ولكن الأسبوع الماضي أمر ترامب جنرالاته بترتيب خروج سريع للقوات الأمريكية البالغ عددها ما يقرب من ألفي جندي، والتي كانت توفر الدعم والنصح لقوات سوريا الديمقراطية التي تحارب داعش في شمال البلاد.

الآن - حسب الكاتبة - يواجه ترامب ضغطًا متزايدًا للتصرف، ويقول ليندسي جراهام، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولينا في لقاء على قناة ABC: "هذه لحظة مميزة في رئاسة ترامب، فإذا لم يلتزم بما قاله في التغريدة التي هاجم فيها الأسد، فسوف يظهر كالضغيف أمام روسيا وإيران، فيجب على ترامب أن يفعل شيئًا لم يقدر عليه أوباما".

ترامب حظي بإعجاب الكثيرين بعد ضربة العام الماضي العسكرية، والتي جاءت بعد الهجوم الكيماوي على المدنيين في بلدة خان شيخون، والذي قتل ما يقرب من 100 شخص وجرح 600 آخرين، وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن سوريا استخدمت غاز الأعصاب المُسمى "سارين"، والممنوع استخدامه طبقًا للمعاهدات الدولية.

وتابعت الكاتبة، منذئذٍ، استخدمت سوريا غاز الكلورين في القنابل التي يتم إسقاطها على المدنيين في أماكن متعددة، ولم ترد الولايات المتحدة على أي من هذه الهجمات، ولكن التقارير التي جاءت من دوما، وأظهرت مقتل العشرات من المدنيين في منازلهم جراء الاختناق، والصور التي يظهر فيها الأطفال يعانون لكي يحصلوا على نسمة هواء، كل هذا صدم العالم.

توماس بوسرت، مستشار ترامب للأمن الداخلي، قال على قناة ABC: "لا يتعلق الأمر بالولايات المتحدة فقط، فهذه واحدة من القضايا التي اتفقت عليها كل الدول وجميع الشعوب منذ الحرب العالمية الثانية، فهذا تصرف غير مقبول"، وبالنسبة للرد الأمريكي، رد بوسرت، أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة الآن، ونحن ننظر في قرار الهجوم الآن، فالصور التي جاءت من دوما فظيعة للغاية.

عزل الجيش السوري مدينة دوما عن العالم الخارجي، مما يجعل التحقق من الأسلحة، عدد المصابين، مصدر الهجوم صعبًا للغاية، وجاءت الصور التي حصل عليها العالم من سُكان دوما، مجموعات حقوق الإنسان السورية، ومنظمة الخوذ البيضاء، وجاء هجوم عطلة نهاية الأسبوع العنيف، بعد انهيار المفاوضات يوم الجمعة بين المتمردين والحكومة لإجلاء مقاتلي دوما خارجها، وإنهاء الحصار العسكري، والسماح للحكومة باستعادة السيطرة مرة أخرى على المدينة.

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أمس الأحد، أن المتمردين وافقوا على التخلي عن آخر موطئ قدم لهم في الغوطة، في الضواحي الشرقية للعاصمة السورية المترامية الأطراف، ويُمكن أن يكون للهدنة الموقعة بين الطرفين تأثير على رد الفعل العسكري الأمريكي.

ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية مزاعم هجوم بالأسلحة الكيميائية بأنه "فرقعة إعلامية" تهدف إلى حماية ما أسمتهم بـ "الإرهابيين"، وتابع بيان الوزارة، "حذرنا من مثل هذه الاستفزازات الخطيرة عدة مرات، الغرض من هذه التخمينات الخاطئة التي لا أساس لها، هو حماية الإرهابيين والمعارضة المتطرفة، التي ترفض التسوية السياسية في الوقت الذي تحاول فيه تبرير الضربات العسكرية المحتملة من الخارج".

وطالبت عضوة مجلس الشيوخ سوزان كولينز، ترامب بالتفكير في قراراه سحب القوات الأمريكية من سوريا، وحثته أيضًا على اتخاذ خطوة غير مسبوقة بفرض عقوبات على موسكو لمساعدتها طويلة الأمد لدمشق، وقد يكون هذا خيارًا يجب علينا النظر إليه الآن، بسبب أنه من المهم للغاية أن يزيد الرئيس من الضغط والعقوبات المفروضة على الحكومة الروسية، وأعتقد أنه بدون دعم روسيا لن يظل الأسد في منصبه طويلًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان