إعلان

فورين بوليسي: كيف أصبحت روسيا أفضل صديق لقادة الشرق الأوسط؟

08:04 م السبت 17 مارس 2018

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، السبت، الضوء على تنامي نفوذ روسيا في منطقة الشرق الأوسط، مبررة ذلك بأن الدول العربية وجدت في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصًا جذابًا، في الوقت الذي يشعر قادة المنطقة بالإهمال من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت المجلة، في تحليل للباحث الأمريكي ستيفن كوك، إن تدخل روسيا في سوريا عام 2015 كان مفاجأة للجميع، لاسيما وأن القوة العسكرية لم تنخرط في نزاع خارجي منذ عقود، لكن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد قلب كفة الصراع.

ومنذ ذلك الحين، ظهر مفهومان مختلفان اختلافا جذريا عن القوة الروسية، وفق التقرير الذي أوضح أن هناك العديد من المحللين يفهمون التظاهر الروسي بالسلطة والنفوذ في الشرق الأوسط كمؤشر على التنافس العالمي بين واشنطن وموسكو، في إشارة إلى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، في الوقت ماتزال هناك أصوات تتحدث عن الروس هم في الواقع ضعفاء جداً ، ويفتقرون إلى المقومات الاقتصادية لجعلها قوى عظمى منافسة.

"تنامي دور روسيا"

كما لفتت المجلة الأمريكية إلى أن يوم 26 ديسمبر 1991، كان أسوء يوم في حياة بوتين، ليس لأنه شيوعي متشدد، بل لأنه قومي فخور بأمجاد الاتحاد السوفيتي، والآن حان وقت لاستعادة تلك الأمجاد بعد مرور ثلاثة عقود من إذلال موسكو، حيث اختار الرئيس الروسي الشرق الأوسط كأفضل مكان للبدء منه، خاصة وأن الاستياء يعم بين حلفاء الولايات المتحدة.

وبحسب التقرير، أكد الروس أنفسهم كبديل موثوق للحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، عبر مبيعات الأسلحة والصفقات الاقتصادية والمناورات الدبلوماسية، ولذا تمكنت روسيا من استمالة كل من تركيا ومصر بعيداً عن الولايات المتحدة، ولكن ليس بالكامل، لكنهم أقرب إلى الفلك الروسي، ويبدو أن هناك المزيد من التعاون بين الروس ودول الخليج العربية في محاولة لضمان أن أسعار النفط العالمية مواتية لمصالحهم. حتى الإسرائيليون سلكوا مراراً وتكراراً طريقاً إلى موسكو خلال السنوات القليلة الماضية على أمل إقناع بوتين بالاعتناء بمصالحهم في سوريا.

وأضاف التقرير أن الشرق الأوسط انتقل من منطقة كانت فيها الولايات المتحدة مهيمنة بشكل كبير إلى منطقة تنافس بين واشنطن وموسكو، حيث أظهر الروس إرادة سياسية واصرار على البقاء في السلطة، لافتة إلى أن هذا الأمر أكثر أهمية من مؤشرات الاقتصاد الروسي.

"التقارب مع روسيا"

ووفقًا لـ"فورين بوليسي"، ما الذي يجب على الولايات المتحدة فعله حيال روسيا في الشرق الأوسط؟ قبل القيام بأي شيء، يجب على واضعي السياسات أن يدركوا الحقيقة: الروس لا يبتعدون، ولديهم استراتيجية لإضعاف الغرب، ويبدأ ذلك في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، لم يعد لدى موسكو الامتعة الأيديولوجية للشيوعية، مما يجعل من السهل عليها أن تحقق غزوات في المنطقة.

ويضيف التقرير، الأتراك والمصريون والإسرائيليون والسعوديون والإماراتيون مراقبون جيدون للسياسة الأمريكية، وهم يدركون أن الخلل السياسي في واشنطن يمكن أن يؤثر على العلاقات الثنائية، على مدى العقد الماضي ، أصبحت مصر والمملكة العربية السعودية وإسرائيل موضع انقسام في الولايات المتحدة.

وأشارت المجلة إلى سبب آخر يدفع قادة الشرق الأوسط إلى التقارب من روسيا، فالمهام الروتينية للمؤسسات الأمريكية وتباطء القرارات، ولذلك بدأوا في السعي، ولو بشكل مؤقت، إلى خيار آخر - موسكو، وبالتالي ، فإن أحد أفضل الأشياء التي يمكن للأميركيين القيام بها لمواجهة الدور الروسي في الشرق الأوسط هو تجنّب الصراعات الحزبية التي تضعف الولايات المتحدة وتزعزع استقرارها، ولكن ما لم يتفهم الكونجرس والبيت الأبيض تحديات التهديد الروسي ، فإنهما سيعطيان أجزاء من الشرق الأوسط إلى موسكو في ما سيكون بالتأكيد أحد أكبر الأخطاء في السياسة الخارجية الأمريكية.

"واجبات واشنطن"

وتحتاج واشنطن إلى إعادة صياغة سياستها في الشرق الأوسط، بما في ذلك الالتزام بأمن أصدقائها وحلفائها، حتى لو تطلب ذلك قدرا معينا من التنازل الأخلاقي، وفق التقرير الذي أوضح أن ذلك يعني اتخاذ قرارات صعبة مثل قبول ودعم الموقف التركي ليس فقط على العمال الكردستانيين. حزب (حزب العمال الكردستاني)، ولكن ضد وحدات حماية الشعب أيضًا، الذي كان بمثابة حليف واشنطن الرئيسي في الحرب ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

وأوضح التقرير أن استئناف المساعدات العسكرية إلى مصر وإعطاء الإسرائيليين الضوء الأخضر للقيام بما يعتقدون أنه ضروري لحماية أنفسهم من إيران وحزب الله في سوريا ولبنان يساهمان في تعزيز علاقة واشنطن بحلفاءها، فضلًا عن امكانية استخدام القوة العسكرية الأمريكية لتدمير قدرة الإيرانيين والحوثيين في اليمن التي تهديد أمن السعودية، مما يسمح للسعوديين بالخروج من صراع مدمر، لأن ترك السعوديين ينزفون في اليمن ليس مجرد مكسب استراتيجي بالنسبة لطهران، ولكن أيضا لموسكو، التي ستكون سعيدة للغاية لرؤية حلفاء واشنطن وهم بحاجة إلى حبل نجاة صانعي السياسة الأمريكيين.

 

فيديو قد يعجبك: