إعلان

التايم: هل يحقق بوتين وعوده الانتخابية بعد تنصيبه رئيسًا؟

09:46 م الجمعة 16 مارس 2018

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت مجلة "التايم" الأمريكية، تقريرًا حول الانتخابات الرئاسية الروسية، المقرر عقدها في الثامن عشر من الشهر الجاري، وعن الوعود التي قطعها الرئيس الحالي والمرشح المستقل فلاديمير بوتين في حملته الانتخابية.

وبدأت المجلة تقريرها بالقول: "الإشاعات تقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عانى بشدة لتجميع حملة انتخابية قويّة في الطريق إلى الانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع، وهذا في الغالب بسبب استمراره رئيسًا لمدة 18 عامًا، ولكن تثير الاستطلاعات التي يتفوق فيها بوتين عدة أسئلة: لماذا تترشح للرئاسة إذا ما كنت فائزًا بالفعل؟ فيما يلي النقاط الأربعة التي يتحدث عنها بوتين في برنامجه الانتخابي، وما يتجنبه أيضًا".

1- رفع مستوى معيشة المواطنين الروس:

مثل جميع المرشحين الذين ينافسون على إعادة انتخابهم، فإن أول ما قاله بوتين هو إقناع الناخبين بتحسُّن حياتهم اليومية تحت قيادته، وبالنظر إلى تولي بوتين السلطة في أواخر التسعينيات في وقت كانت تعاني فيه روسيا، واستطاع تحويلها إلى دولة ذات اقتصاد حر، فمن السهل على بوتين أن يظهر للناخبين مدى تحسن الحياة المعيشية تحت رئاسته.

في عام 2000، كان يعيش ما يقرب من 42 مليون روسي تحت خط الفقر، الآن انخفض عددهم ليصل إلى أقل من 20 مليون، وكان متوسط عمر الشخص الروسي عام 2000، 65.5 سنة، أما اليوم يصل إلى 73 سنة، وأيضًا تحت رئاسة بوتين ازداد الحد الأدنى للأجور بشكل جوهري، وسوف يرتفع مرة أخرى في مايو المقبل.

وتابعت المجلة، تُعد هذه انتصارات شرعية بالنسبة للرئيس بوتين، ولكن تظل المشكلة قائمة في عدد الروسيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، والبالغ عددهم 20 مليونًا تقريبًا، وهو رقم ليس بالقليل، ووعد بوتين بتخفيض هذا الرقم.

زيادة الحد الأدنى للأجور كان شيئًا محوريًا بالنسبة لبوتين خلال عقده الأول في السلطة، ولكن حتى هذا انخفض في السنوات الأخيرة، وفي الوقت الذي يمثل ارتفاع متوسط عمر الشخص شيئًا جيدًا، إلا أن هذا يعني أن الحكومة ستضطر لدفع المزيد من المعاشات، في وقتٍ لا تسير فيه الأمور المالية للحكومة بشكل جيد.

2- الحفاظ على انخفاض نسبة البطالة والتضخم:

تمثل الأزمة المالية الحالية مشكلة كبرى بالنسبة لبوتين، ففي عام 2000، كان الناتج المحلي الإجمالي لروسيا ما قيمته حاليًا 260 مليار دولار أمريكي، والآن يمثل 1.28 تريليون دولار، بنسبة 5 أضعاف، وهذا وحده يضمن إعادة انتخاب بوتين لفترة أخرى ماعدا حقيقة أنه يتم محو ما يقرب من تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي منذ انخفاض قيمة الروبل في 2013، وهو نتيجة ربط الثروة الروسية باحتياطاتها من النفط والغاز، وكان كل هذا مناسبًا حينما كان ثمن برميل النفط 100 دولار، ولكن أصبحت الأزمة أسوأ عندما انخفضت الأسعار لتصل إلى متوسط سعر 60 دولارًا للبرميل.

وعلى الرغم من هذا، انخفضت نسبة البطالة من 10.6% عام 2000، إلى 5.3% الآن، والأكثر إثارة أن التضخم، والذي كان عند نسبة 21% عام 2000، استقر الآن عند 4% عام 2017، ولكن تبقى المشكلة في اعتماد روسيا الكبير على النفط والغاز في إصلاحاتها الاقتصادية، وتعتمد الدولة بأكملها على موسكو في التمويل الفيدرالي، وفي 2017، أعطت 14 حكومة محلية من الحكومات البالغ عددها 83 في روسيا، موسكو، أموالًا أكثر مما أخذت منها، وهذه تمثل مشكلة كبيرة عندما تبني اقتصاد دولة في القرن الحادي والعشرين من المفترض أن يكون قويًا وحديثًا.

3- استعادة سمعة روسيا كقوة عظمى:

استطاع بوتين - حسب المجلة - أن يستعيد ثقة الروسيين وفخرهم بدولتهم، وهو ما انخفض كثيرًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.

استيلاء بوتين على أراضي القرم، ودعم الانفصاليين في منطقة الدونباس بأوكرانيا، أزاحا أي خيار واقعي بأن تنضم أوكرانيا إلى الناتو، فتوسع حلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق يمثل مصدر قلق كبير لروسيا، وقرار بوتين بدعم بشار الأسد في سوريا، أوصل إلى العالم أجمع أن روسيا ما زالت لاعبًا أساسيًا في الشرق الأوسط، وجعل من المستحيل إنهاء الحرب في سوريا دون التحدث مع موسكو، كما أن الهجمات الإلكترونية التي قامت بها روسيا في سبيل التدخل بالانتخابات أثبت أن موسكو مازالت قوة جيوسياسية لا يُستهان بها.

4- جعل روسيا تنافس "وادي السيليكون" الأمريكي

من المعروف أن "وادي السيليكون" الأمريكي هو موطن كبرى الشركات التكنولوجية، وبالنظر إلى خطاب "حالة الاتحاد" الروسي منذ عدة أسابيع، فإن بوتين تحدث عن أسلحة نووية لا تقهر، مع عرض فيديو لمحاكاة عسكرية لإطلاق أسلحة صاروخ نووي نحو فلوريدا.

وبالنسبة لبوتين، تتشابك كلًا من التكنولوجيا والأمن، وبالنظر إلى تلك السياسة التي يتبعها الرئيس الروسي، نجد أن الجيش هو من ازداد إنفاقه بشكل كبير في الفترة الأخيرة، فالتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين ليست رفاهية، بل هي شيء يجب امتلاكه، خاصة عندما يوجد ما يقرب من 350 ألف روسيّ هاجروا من بلادهم في 2015 فقط، بزيادة مضاعفة عدة مرات عن أرقام 2010.

ما لا يتحدث عنه بوتين في حملته الانتخابية؟

من الممكن استنتاج الكثير مما لم يقله بوتين في حملته الانتخابية التي تدخل أيامها الأخيرة، فهو لا يتحدث عن الفساد بسبب تفشيه في الدولة (حيث حلت روسيا رقم 135 في مؤشر الفساد العالمي عام 2015، جنبًا إلى جنب مع كلًا من المكسيك وهندوراس)، ولا يتحدث كثيرًا عن تأثير الصين المتصاعد في نفس المنطقة الأورو - آسيوية، والتي ناضل فيها بوتين بقوة من أجل اتحاد اقتصادي، وهو الطموح الذي سيكبر فقط في حالة تخلي بكين عن خطتها للبنية التحتية الطموحة والتي تحمل اسم "طريق الحرير الجديد".

ولكن - حسب المجلة - فإن أكبر مشكلة يواجهها بوتين هذا الأسبوع في الانتخابات، نقص الحماس لدى الناخبين الروسيين، ومن غير المتوقع أن تشارك نسبة 70% في الانتخابات، وعلى الرغم من ذلك ستكون نسبة المشاركة لصالح الرئيس بوتين ما يقرب من 70%، تطبيقًا لسياسة بوتين (70/70).

واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "قد لا يحب بوتين هذا، ولكنه سيقبل بنسبة 70% من الأصوات، فهو يبدو قليل الحيلة في هذه النقطة، وكذلك المواطنين الروسيين الذين لا بديل قوي أمامهم سواه".

فيديو قد يعجبك: