إعلان

الإيكونوميست: تزايد عدد من يتركون الإسلام في أمريكا

07:12 م الجمعة 16 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

"عندما ترجّل مهد علاد من الطائرة المتجهة إلى كينيا في إجازة عائلية، كان يعرف أن هناك شيئًا غريبًا".. بهذه الكلمات بدأت مجلة الإيكونوميست البريطانية تقريرًا لها حول ارتفاع أعداد الأمريكيين الذين يتركون الإسلام.

"مهد علاد، نموذج لشاب أمريكي من أصل أفريقي، مثليّ الجنس، لم يعد يؤمن بالإسلام كديانة فنبذها، والدته من عائلة محافظة وتقيّة وتؤمن بالوهابية للغاية.. شكّت والدته في تصرفات نجلها مثليّ الجنس، واكتشفت عائلته التي هاجرت منذ فترة كبيرة إلى الولايات المتحدة، أفعاله التي تعتبرها مشينة، من نبذٍ للإسلام وكونه مثليّ الجنس، وكانت الإجازة بمثابة حيلة ابتدعتها العائلة للتدخل وإنقاذ روحه.

وتقول المجلة إن علاد أبلغ بأنه سيترك الجامعة وسيتم تسليمه إلى بعض رجال الدين المسلمين ليعتنوا به ويستعيدوا إيمانه في دينه، ويقول علاد: "كنت واعيًا للغاية من حالات الرعب التي يعيش فيها الأشخاص في مثل تلك المخيمات، حيث تُقام وسط مكان مجهول حتى لا يمكنك الهرب، ويعرضونك للضرب المبرح، التجويع، والتصرفات القاسية".

حاول علاد الاتصال بالسفارة الأمريكية ولكنها لم تستطع إرسال المساعدة بسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة في المنطقة، ولحسن حظه تمكن من الهرب في أواخر الليل بالتسلل إلى غرفة والدته وسرق جواز سفره منها، ونُقل على أيدي جماعة كينية ملحدة إلى السفارة الأمريكية، التي أعادته أخيرًا إلى الولايات المتحدة بأمان، ولم يتحدث إلى عائلته منذ ذلك الوقت.

تضيف المجلة: "على الرغم من أنه لم تفد إلينا مثل هذه القصص المرعبة، إلا أن مئات الآلاف من الأمريكيين المسلمين قد يرون فيما قاله علاد أشبه بتجاربهم الشخصية، وفي الوقت الذي ازداد فيه عدد الأمريكيين المسلمين بنسبة 50% في العقد الأخير، ازدادت أيضًا نسبة من تركوا إسلامهم."

وطبقًا لمركز بيو للأبحاث، فإن 23% من الأمريكيين الذين نشأوا كمسلمين، لا يعترفون بدينهم بعد الآن، وأغلبهم من شباب للمهاجرين الذين رفضوا دينهم بسبب آبائهم، وكان آخرون أكبر سنًا، متزوجون من مسلمين ورعين، ويذهبون بأولادهم إلى المساجد في عطلة نهاية الأسبوع لحفظ القرآن.

"أغلبية اللادينيين، سواء كانوا كبارًا أم صغارًا يظلون صامتين حول خيانتهم، ويحكي أحد طلاب الجامعات، أنه عاد مرة إلى منزله مخمورًا وواجهه والده بذلك، ليعترف أمامه بأنه مُلحد، وعندئذٍ كشف والده أنه أيضًا فقد إيمانه منذ عدة سنوات، ولكنه عاتب ولده على عدم إخفائه السر."

وتقول المجلة إن ترك الإسلام بشكل علني أمر صعب للغاية، لأن العديد من المسلمين يعيشون في مجتمعات ضيقة الخناق، ويعيش أغلب المرتدين بشكل منبوذ من المجتمع، لذلك يفضل أغلبهم عدم الكشف عن ذلك، حتى لا يعرضوا علاقاتهم مع آبائهم للخطر، خاصة مع اعتمادهم بشكل كبير في تلك المجتمعات على هؤلاء الآباء.

تنقل المجلة عن أحد المرتدين عن الإسلام الذي لم يجهر بعد بارتداده: "أكثر شيء خطر في هذا الأمر، هو اضطرارك للعيش طبقًا لمجموعة لا تنتمي لها حقًا، ومعرفة أن حياتك مرتبطة بهذه المجموعة".

وتختلف الرِدّة عن اللامبالاة الدينية، وتشير التقارير الحديثة إلى ازدياد الأخيرة أيضًا بين المسلمين، وبين المؤمنين الذين ترتفع أعمارهم عن 55 عامًا. قال 53% منهم إنهم يؤدون الصلوات الخمسة اليومية وهو أمر ليس من السهل تنفيذه، بالنظر إلى أن الصلاة الأولى يجب أن تتم قبل شروق الشمس، وبين المسلمين في الجيل الجديد، تقل هذه النسبة لتصبح 33%، وقد يتم اعتبار أحد هؤلاء الشباب منبوذًا لتفويته صلاة أو عدم صيام شهر رمضان، خاصة إذا كانت هذه الأفعال في العلن.

وعلى نطاق واسع، هناك نوعان من الأشخاص الذين تركوا الإسلام، هؤلاء ممن انحدروا من عائلات متدينة بشكل غير كاف، وانحرفوا عن طريقهم، ويواجهون تداعيات أقل.

تقول إحدى الفتيات التي توقفت عن صلاتها منذ أن كانت في الثامنة بعد أن لاحظت عدم حدوث شيء بعد تفويتها صلاة واحدة: "لقد كان هذا بمثابة تقدم"، وبدأت بعد ذلك في تناول الوجبات الخفيفة أثناء نهار رمضان، ثم اتّجهت إلى المشروبات الكحولية والجنس قبل الزواج، وعند بلوغها الثامنة عشر، أعلنت إلحادها، بحسب المجلة.

ويميل الأفراد الذين ينحدرون من عائلات متدينة، بحسب الإيكونوميست، إلى أن يكون لديهم إدراك مفاجئ بالواقع، في الوقت الذي يدرسون فيه القرآن أو الحديث النبويّ، وتكون الآيات التي تُحفز هذا الإحساس التي تتحدث في الغالب عن العبودية أو الرق أو النوع، ولا يستطيع أفراد العائلة والأئمة في الجوامع تفسيرها بشكل واضح.

ويكون لدى كتابات أيان حرسي علي، ريتشارد دوكينز، وكريستوفر هيتشنز، نفس التأثير غالبًا، حيث يشعر بعض الأشخاص بالغيظ من التحيز الجنسي الواضح أو رهاب المثلية. تقول إحدى المسلمات اللاتي تخلين عن دينهن، ولكنها لم تخبر أحدًا بهذا: "أتذكر في أحد أعياد الهالووين، لم يكن مسموحًا لي بالاحتفال بل بقيت في المنزل لتنظيف المائدة بعد الغذاء، وعلى العكس خرج كل إخوتي الذكور وأقاربي للاحتفال".

ويحاول بعض الأشخاص من المتخليين عن دينهم، أن يتأقلموا عن طريق الإنترنت، ويجدون ملاذهم في المنتديات الغامضة، وإحدى تلك المنتديات على موقع "Reddit" يشترك به ما يقرب من 30 ألف عضو، حيث يشارك المسلمون السابقون قصصًا حول العائلات التي تطرد أولادها بعد أن يعترفوا بعدم إيمانهم، ولكنهم أيضًا يتفاخرون بما يفعلونه مثل أخذ الصور أثناء شربهم الخمر وأكل لحم الخنزير في نهار رمضان.

وعلى الرغم من ضغط العائلات والمجتمع - حسب المجلة - فإن عدد المسلمين السابقين الذين يتخلون عن دينهم علنًا في ازدياد، وتدافع منظمة "مسلمو أمريكا الشمالية السابقين"، عن من يعترفون علنًا بعدم إسلامهم، وتقول سارة حيدر مديرة المنظمة: "الهدف من المنظمة مشاركة الخبرات حتى لا تضطر المنظمة للاستمرار بعد الآن".

وفي الوقت الذي تكون عواقب الرِدة كبيرة في الغرب، فإنها أكثر حدة في العالم الإسلامي، ففي باكستان الإعلان عن الكفر يُعاقب بالموت، وفي بنجلاديش، تم تقطيع الكتاب الملحدين إربًا من قبل مُقتصّين يحملون سواطير، وفي مصر، تم طرد أحد الملحدين من برنامج تلفزيوني أثناء مناقشة مع أحد شيوخ الأزهر السابقين.

وتختتم المجلة بقول علاد، الذي وُلد في مخيم للاجئين بكينيا، ورأى كلا العالمين كيف يفكران: "ممتن للغاية لأنني أعيش في دولة بإمكاني ان أحظى فيها ببعض الحماية على الأقل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان