إعلان

هآرتس: كيف تهدد الحرب السورية العالم؟

02:40 م الجمعة 23 فبراير 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

مع تصاعد وتيرة العنف في سوريا، وسقوط مئات المدنيين (من بينهم أطفال ونساء) في الغوطة الشرقية، أحد آخر معاقل المعارضة السورية، تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الحرب تتفاقم، وتهدد بحدوث أزمة عالمية.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن الأوضاع في سوريا ما تزال خطيرة، في ظل حدوث تصعيدات كبيرة، بالرغم من انهيار تنظيم داعش العام الماضي، وقدرة الرئيس السوري بشار الأسد على تحقيق انتصارات كبيرة بمساعدة روسيا.

وذكرت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني أمس الخميس، أن الصراع، الذي يبلغ عمره 7 أعوام في سوريا، تسبب في مقتل مئات الآلاف، ونزوح الملايين من منازلهم، وهدم البنية التحتية، وزعزع استقرار المنطقة، وجذب أطراف أجنبية إلى الداخل وجعلها تستخدم الأراضي السورية كمساحات للتنافس والحرب بالوكالة.

وبحسب هآرتس، فإن الثورة التي قام بها مجموعة من الشباب منذ سنوات تحولت إلى حرب أهلية وحوّلت سوريا إلى موقع عسكري يشهد صراعات وتنافسات جيوسياسية، حيث تتحدى الولايات المتحدة روسيا، وإيران من جهة، وتحارب إسرائيل إيران من جهة أخرى.

وترى هآرتس أن هدف الأسد واضح، وهو استعادة السيطرة على كافة المناطق السورية، واخضاعها مرة أخرى إلى حكمه، وتمكن من ذلك بمساعدة روسيا، والتي ساعدته على تحقيق انتصارات كبيرة، بعد إرسال طائراتها العسكرية إلى سوريا لدعمه في الحرب منذ عام 2015.

وبخلاف روسيا، هناك إيران الحليفة الأخرى المقربة من سوريا، ومليشيات حزب الله الشيعي اللبناني الذي تدعمه لبنان، واللذين ساعدوه أيضا على هزيمة المعارضة وتحقيق مكاسب كبيرة.

إلا أن أكثر ما يبعث على الخوف بحسب هآرتس، هو استغلال فلول وبقايا داعش للصراع الدائر في سوريا، وعدم الاستقرار في البلاد في إعادة بناء نفسها مرة أخرى.

وتقول الصحيفة إن اختلاف الجماعات السورية المعارضة، رغم اتفاقها جميعا على ضرورة التخلص من الأسد، يعرقل أي جهود لإنهاء الأزمة، لاسيما وأنهم يختلفون بشأن شكل وطبيعة البلاد إذا انتهى حكم الأسد، ولا يستطيعون الاتفاق حول ما إذا كانوا يرغبون في تأسيس دولة إسلامية أم قومية علمانية.

وذكرت هآرتس أن تركيا كانت أحد أهم الداعمين لقوات المعارضة، إلا أنها تركز هدفها الآن على القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية، والتابعة لقوات حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، فشنت عملية عسكرية في عفرين من أجل التخلص منهم.

ومع بدء العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد، تقول هآرتس إن القوات الكردية أصبحت محاصرة بين الأتراك من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى، ما يهدد أحلامهم بتأسيس دول مستقلة خاصة بهم.

ولعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في دعم قوات المعارضة المعتدلة والقوات الكردية، وأمدتهم بالأسلحة خلال السنوات الأخيرة الماضية، إلا أنها أولت اهتماما أكبر لقتال تنظيم داعش، كما أنها تحاول تخفيف علاقاتها بالأكراد والتي أثارت غضب تركيا.

كما تحاول الولايات المتحدة في التصدي لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال التدخل في الأزمة السورية، لاسيما وأن طهران تشكل تهديدا كبيرا على حليفتيها الأقرب إسرائيل والسعودية.

وذكرت الصحيفة أن الأجندات السياسية المتعددة في سوريا تسببت في زيادة الانقسامات، مُشيرة إلى أن الأسد وحلفائه يسعون إلى القضاء على المعارضة عن طريق الضغط عليهم في الغوطة الشرقية، وذلك بتشديد الحصار وشن غارات مكثفة، وهي الاستراتيجية ذاتها التي استعملوها في حلب، وحمص وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها المتمردين.

وأشارت هآرتس إلى أن الحروب والاشتباكات تسببت في دفع العديد من المتمردين إلى مدينة إدلب، والمناطق المجاورة لها، والتي تشن عليها قوات النظام غارات جوية مستمرة.

وتتوقع الصحيفة أن تشن تركيا هجوما على القوات الكردية في مدينة منبج، 100 كيلو متر شرق عفرين، إلا أن الوضع مختلف هناك، لانتشار قوات أمريكية في المدينة ذات الأغلبية الكردية.

ووسط الحروب المنتشرة في كل مكان تقريبا في سوريا، تقول هآرتس إن أكثر المناطق اشتعالا في سوريا الآن تقع في الجنوب الغربي، حيث ما تزال المعارضة تسيطر على بعض المناطق القريبة من مرتفعات الجولان المحتلة.

ولفتت الصحيفة إلى أن استمرار القصف والعمليات العسكرية بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية، يثير قلق تل أبيب، والتي أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار الشهر الجاري، بعد اختراقها لمجالها الجوي، وشنت عدة غارات على حدودها مع سوريا، كما أسقطت منظومة الدفاع السورية طائرة إسرائيلية، وقد يتسبب ذلك، بحسب هآرتس، في حدوث تصعيد عسكري بين تل أبيب وطهران قد يتورط فيه حزب الله الشيعي اللبناني الذي تدعمه إيران.

ورجحت هآرتس أن أي حرب قد تنشب بين إسرائيل وإيران ستحتم على الولايات المتحدة التدخل، وقد ينتج عن هذا ما لا يحمد عقباه.

فيديو قد يعجبك: