إعلان

بسبب الغاز.. هل تشعل قبرص "مواجهة كبرى" بين تركيا وأوروبا؟

09:52 م الجمعة 16 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:

رأى مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي، المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، أن احتدم الصراع بين تركيا من جانب وكل من قبرص اليونانية ومصر من جانب آخر، في الآونة الأخيرة، حول ثروات الغاز في البحر المتوسط قد يكون نقطة انطلاق للصراع بين قوى أوروبية وتركيا.

وكانت شركة "إينى" الإيطالية أعلنت، الجمعة الماضية، توقيف سفينة، في طريقها لموقع بحري يعرف باسم "بلوك 3"، من قبل بوارج تركية بحجة وجود نشاطات عسكرية في المنطقة المقصودة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الاسبوع الماضي، إن اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر وقبرص "غير قانونية" وإن ليس من حق أي دولة القيام بأي أبحاث أو تنقيب في هذه المنطقة.

ونصح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطابه أمام البرلمان، الشركات الأجنبية التي تقوم بفعاليات التنقيب قبالة سواحل قبرص، بأن لا تكون أداة في أعمال تتجاوز حدودها وقوتها من خلال ثقتها بالجانب القبرصي الرومي.

وردًا على التصريحات التركية، حذرت وزارة الخارجية المصرية من أي مساس بـ"حقوق مصر السيادية" في هذه المنطقة.

وقال التقرير إن العملية العسكرية التركية في سوريا لم تمنع اشتعال صراع التنقيب على الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، لافتًا أن واقعة منع السفن الحربية التركية لسفن شركة "إيني" الإيطالية تعد المرة الأولى فى التاريخ الحديث التى تعطل فيها تركيا مرور سفينة أوروبية.

وعلى الرغم من البحرية الإيطالية قررت ارسال واحدة من فرقاطاتها العسكرية إلى المنطقة المتنازع عليها، لكن قائدها قد أمر بتفادي المواجهة المباشرة مع السفن التركية التي تعرقل عمليات التنقيب للشركة الإيطالية.

ولفت المركز الأمريكي إلى أن عرقلة المصالح الاقتصادية لتكتل الطاقة الرئيسي، في إشارة إلى مصر وقبرص واليونان، من قبل دولة أجنبية سوف تسترعي بالتأكيد انتباه الحكومات الأخرى، منوهًا أن موقع قبرص لا يزال يشكل مخاطر استراتيجية على موقف تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب التقرير، إن تزايد احتمالات نشوب مواجهة عسكرية بين تركيا وإيطاليا تعد سابقة تاريخية، وحتى تتفادى أنقرة ذلك عليها إقامة مساحة عازلة أكبر في حدودها البحرية من الغرب، ولذا تتوقف سيطرة تركيا في شرق البحر المتوسط على قبرص.

ووفقًا لـ"جيوبوليتيكال فيوتشرز"، إذا فتحت قبرص أبوابها أمام أوروبا الغربية للاستفادة من مواردها الجديدة، فإن تركيا ستواجه معضلة كبيرة، حيث ستنجرف قوى أوربية عديدة إلى بسط سيطرتها على منطقة شرق البحر المتوسط بما يتوافق مع مصالحها الاقتصادية، علاوة على الانخراط الفعلي لليونان.

وإذا قررت إيطاليا الانخراط في مواجهة بحرية ضد تركيا، وفق التقرير الذي رجح أن أنقرة ستتراجع وتحاول التفاوض على تنازلات من عمليات الغاز الطبيعي قبالة السواحل القبرصية، مع الحفاظ على ادعائها بأن قبرص الشمالية (التركية) دولة ذات سيادة مع حقوق إلى منطقته الاقتصادية الخالصة.

وأضاف المركز الأمريكي أن تطور المواجهة مرهون بمواقف تركيا، فضلًا عن حاجة إيطاليا وأوروبا الغربية في الحفاظ على وجودها في شرق المتوسط، ومع ذلك، من غير المرجح أن تؤدي المواجهة الحالية إلى صراع وشيك بين تركيا وأوروبا الغربية. وبدلا من ذلك، ستستخدم تركيا هذه المواجهة لإقامة تنازلات سياسية واقتصادية من قبرص.

فيديو قد يعجبك: