إعلان

التايم: روسيا أفضل من أمريكا في قيادة عملية السلام السورية

07:57 م الخميس 15 فبراير 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- هشام عبد الخالق:

نشرت مجلة "تايم" الأمريكية، تقريرًا لها اليوم الخميس، لمراسلتها ريبيكا كولارد، قالت فيه إنه مع بداية عام 2018، بدا أن الحرب في سوريا على وشك الوصول إلى النهاية التي لم يردها سوى أقلية في المجتمع الدولي، وعلى الرغم من أن داعش كانت في طريقها للهزيمة كقوة مقاتلة، إلا أن النظام السوري برئاسة بشار الأسد، والذي تدعمه كلًا من إيران وروسيا، أصبح مُسيطرًا على أكثر من نصف البلاد.

وتابعت ريبيكا، بعد مرور سبعة أسابيع على بداية العام، لا يبدو أن الصراع سينتهي قريبًا، حيث تتصاعد شدة الحرب السورية كورمٍ متفاقم في بعض المناطق ويضر بالبلاد المجاورة، وما بدأ كانتفاضة مدنية قبل سبع سنوات يبدو الآن وكأنه صراع دولي تقوم فيه الدول الراعية بتبادل ممثليها.

وأضافت، منذ الثالث من فبراير، تم إسقاط طائرات لأربع دول مختلفة داخل سوريا، حيث تم استهداف وإسقاط مقاتلة روسية من قبل المعارضة السورية، وتقول تركيا إن المقاتلين الأكراد أسقطوا إحدى طائرات الهليكوبتر التابعة لها، وأسقطت دفاعات النظام السوري مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16 بعد تنفيذها لغارات على الأراضي السورية، وتقول إسرائيل إنها أسقطت إحدى الطائرات الإيرانية بدون طيار والتي دخلت إسرائيل من ناحية الحدود السورية.

وفوق كل ذلك، اشتبكت القوات الأمريكية مع المرتزقة الروسيين، الذين هاجموا القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة.

تلك المجموعة المذهلة من الصراعات والتحالفات المتداخلة والمتنافسة، لم يخطط لها أحد عندما بدأت الثورة السورية عام 2011، ويقول جووست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "معظم الصراعات التي تراها الآن لا علاقة لها بسوريا في حد ذاتها، بل صدف أنها وقعت هناك".

وتضيف الكاتبة، مع وجود أكثر من 400 ألف قتيل، أصبح الصراع في سوريا بغرض السيطرة الجيوسياسية، ولم يعد حول مستقبل الأسد أو الشعب السوري أو حتى تنظيم داعش.

اللاعب الأساسي في المنطقة هو إيران -حسب الكاتبة-، والتي وسّعت من تأثيرها ليشمل الداخل السوري، ويقول المحللون إنها تسيطر على مقاليد القوة الآن، وعلقت لينا خطيب، رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد تشاتام هاوس: "دخلت إيران سوريا في البداية لتدعم نظام بشار الأسد، ولكن الأخير أصبح أحد عملاء إيران، والنظام السوري أصبح رهينة لمصالح إيران".

وقالت كولارد هذا كثير على إسرائيل، والتي ترى الوجود الإيراني على حدودها "مخيف للغاية"، وقامت بسلسلة من الهجمات على الحدود السورية يوم العاشر من فبراير، كاستعراض للقوة، وتنفذ إسرائيل هجمات ضد المناطق السورية منذ 2011، وابتعد كلا الجانبين عن زيادة المخاطر، ولكن هذه المرة كانت الأمور مختلفة، حيث أسقطت الدفاعات الصاروخية السورية طائرة إسرائيلية من طراز F-16 أثناء عودتها من إحدى الغارات على الأراضي السورية، لترسل بذلك رسالة مفادها: "إسرائيل لن تتمتع بمجال جوي حر في سوريا".

وتلتزم الدول الأخرى في سوريا بتنفيذ أجنداتها الخاصة، حيث تحارب تركيا وحدات حماية الشعب التركية، والتي ترى أنها خطرًا إرهابيًا، ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - والذي دعا فيما سبق إلى خلع الأسد - أصبح الآن متقبلًا لفكرة بقاء الأسد في السلطة، ويقول سونر كاجبتاي، مدير برنامج البحوث التركي في معهد واشنطن: "تركيا لديها أولوية واحدة في سوريا، وهي محاربة وحدات حماية الشعب".

ويُمثل هذا عقبة كبيرة أمام الولايات المتحدة، والتي ساعدت في تدريب وتمويل مقاتلي وحدات حماية الشعب لمحاربة تنظيم داعش، في عملية تقول عنها إنها مهمتها الوحيدة في سوريا، ولكن يقول البنتاجون إنه سيُبقي قواته على الأرض على الرغم من أن التنظيم الإرهابي أصبح متواجدًا فقط على الحدود العراقية السورية، ويبدو أن الصراع بين حليفي الناتو - تركيا والولايات المتحدة - أصبح واقعيًا الآن بشكل مقلق.

ووسط كل هذه الصراعات يحاول الأسد وحلفاؤه السيطرة على المناطق الخاضعة للمعارضة في الغوطة الشرقية وإدلب، وقالت الأمم المتحدة في السادس من فبراير، إن "سوريا تواجه أحد أسوأ الصراعات التي شهدتها طوال الأزمة"، مع وجود تقارير تفيد بمقتل مئات المدنيين، ولم تحقق مقترحاتها حول مناطق خفض التصعيد أي جديد يذكر.

وتضيف كولارد، سوف يظل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في المنطقة حتى 16 فبراير، لمناقشة القضايا المتعلقة بالصراعات في سوريا، ولكن الولايات المتحدة ليست الدولة الأمثل لسحب سوريا مرة أخرى نحو السلام، حيث أن روسيا هي أفضل الحلول الآن.

واختتمت المراسلة تقريرها قائلة: "روسيا هي الدولة الوحيدة التي تحتفظ بعلاقات ثنائية مع كل الدول التي تشملها القضية السورية، واحتمالات فقدانها لمكانتها في الشرق الأوسط، وحقيقة الصراع بين المواطنين الروس والقوات المدعومة من الولايات المتحدة في ساحة المعركة، كل هذا قد يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاولة التقليل من حدة الموقف، ولكن في الوضع الحالي قد يكون الأمر أصعب مما يتوقع".

فيديو قد يعجبك: