إعلان

الجارديان: أردوغان "العنيد" يتحدى روسيا والولايات المتحدة ونظام الأسد

07:57 م الأحد 21 يناير 2018

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مقامرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا محفوفة بالمخاطر، ومن الممكن أن تتحول إلى تجربة مريرة لبلاده، بعد إعلانه دخول أول قوات برية تركية لمنطقة عفرين السورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات التركية والقوات الموالية لها تمكنت من السيطرة على قرية شنكال بريف عفرين. وأعلن الجيش التركي، مساء أمس، بدء عملية عسكرية في عفرين أُطلق عليها اسم "غصن الزيتون".

كما وصفت الصحيفة البريطانية، في مقال تحليلي لمحرر الشؤون الخارجية، سيمون تيسدال، الرئيس التركي بالرجل "العنيد" الذي يتحدى روسيا والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد سعيًا وراء انتصار حاسم على القوات الكردية بسوريا.

وكان أردوغان تبنى، في عام 2011، بعد اندلاع الحرب السورية، نهجًا مشابهًا لسياسة الغرب، وهو للإطاحة بنظام الأسد، ولكن عندما ظهر تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، أعطت تركيا عضو الناتو الأولوية لهزيمتها، وفق الصحيفة البريطانية التي أوضحت ان انهيار وقف إطلاق النار مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي، عام 2015، أصبح "التهديد الكردي" المنبعث من سوريا والعراق هاجساً كبيراً يؤرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف التقرير أن محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان، في عام 2016، بررت حملة الاعتقالات السياسية ضد الأحزاب المؤيدة للأكراد، في الوقت نفسه عملت أنقرة على عقد تحالفات مع حلفاء الأسد، في إشارة إلى روسيا وإيران، في المقابل، تم قبول أول توغل تركي داخل سوريا في عام 2016.

وبالنسبة إلى أردوغان والقوميين الأتراك، فإن فكرة وجود كيان كردي مستقل، يمتد من شمال العراق إلى مقاطعة هاتاي التركية في الغرب، وربما تحتضن أجزاء من جنوب شرق تركيا، هو كابوس وجودي، حيث ذكرت الصحيفة البريطانية أن أردوغان عمل على تجاوز كل الاعتبارات في سبيل الإطاحة بحلم الأكراد.

وفوق التقرير، سحبت روسيا قواتها البرية لمنع الاشتباكات العرضية، لكنها تسيطر على المجال الجوي فوق عفرين ويمكنها أن تدخل في أي وقت، فضلًا عن غضب الرئيس السوري بشار الأسد، وبالطبع قد تتوافق حليفته طهران، ولذا هددت القوات السورية بضرب الحشود التركية المتوغلة داخل منبج. 

يذكر أن روسيا أعربت، أمس السبت عن قلقها حيال إعلان تركيا بدء هجوم بري وجوي في شمال سوريا بعملية عسكرية حملت اسم غصن الزيتون تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، داعية الطرفين إلى ضبط النفس.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن إيران والأسد وروسيا - يفضلون أن يسيطر الأكراد على مساحات من شمال سوريا أكثر من تنظيم داعش الإرهابي أو المتمردين المناهضين للنظام، لافتة إلى أن حلفاء النظام السوري يروجون إلى خططهم السياسية تمهيدًا لاتمام تسوية ما بعد الحرب، غير أن سلوك أردوغان المتشدد قد يعرض مخططاتهم للخطر.

وكانت الخارجية الإيرانية أكدت أنها تتابع التطورات في مدينة عفرين السورية بقلق بالغ، وأعربت عن أملها في إنهاء العمليات التركية ضد المدينة، التي يسيطر عليها المسلحون الأكراد، على وجه السرعة.

وهناك توترات طويلة الأمد بين الرئيس التركي وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك يرجع إلى عدة أسباب، بما فيها استخدام الناتو للقواعد الجوية التركية، تأشيرات للمواطنين الأتراك، ادعاءات أردوغان بأن انقلاب 2016 كان مدبرا من الولايات المتحدة.

يشار إلى أن تركيا تصنف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا تنظيما إرهابيا وتعتبرها فصيلا تابعا لحزب العمال الكردستاني الإنفصالي.

ووفقًا لـ"الجارديان"، ساهم رفض الولايات المتحدة إنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها واشنطن حليفا فعالا ضد تنظيم "داعش"، دفع العلاقات التركية الأمريكية إلى نقطة الانهيار، ويبدو أن خطة تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألفا تضم ​​من قوات سوريا الديمقراطية، وهو منافس للجيش السوري الحر، جعلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غاضبا بالفعل.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن أردوغان لايعبأ كثيرًا بعزلة موقفه الدولي في سبيل إزالة التحدي الأمني على حدود بلاده الجنوبية، في الوقت نفسه يسعى إلى الحصول على مزيد من الشعبية بالداخل.

فيديو قد يعجبك: