إعلان

"الناجون من النار".. شهادات لاجئي الروهينجا في بنجلاديش

04:50 م الجمعة 08 سبتمبر 2017

شهادات لاجئي الروهينجا في بنجلاديش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن مسلمي الروهينجا، وخاصة سكان قرية تولا تولي النائية واجهوا أهوالا غير مسبوقة خلال الفترة الماضية، إذ أن الجنود البورميين حاوطوا القرية وحاصروا الناس على ضفاف النهر الرملية، وأطلقوا النار على بعضهم فورا، ومات الآخرون خلال محاولاتهم بالفرار.

ومن بينهم كان زهير أحمد، الذي تمكن من الاختباء في غابة كثيفة في الضفة الأخرى، ومن وراء الأشجار رأى كيف تتعامل القوات والجنود مع مواطنيه وأفراد عائلته.

يقول أحمد للصحيفة من داخل أحد مخيمات اللاجئين في بنجلاديش، إن القوات البورمية استهدفت المراهقين والبالغين، وأطلقت عليهم الرصاص بالبنادق، بينما كانوا يلقون الأطفال والرضّع من بينهم أصغر بناته، 6 سنوات، في الماء.

وخلال حديثه مع الصحيفة، لم يستطع التوقف عن البكاء خاصة عندما استرجع ما حدث لزوجته وأبنائه، وكيف قتلتهم القوات البورمية بلا رحمة.

الروهينجا

"مقبرة جماعية"

وحتى الآن، ومنذ بدء أعمال العنف خلال الأيام الأخيرة الماضية، نزح أكثر من 160 ألف من أقلية الروهينجا إلى بنجلاديش، والتي تعد إحدى أفقر الدول في العالم.

وبحسب الجارديان، فإن شهادات الناجين من بطش القوات البورمية في ميانمار، وخاصة سكان قرية تولا تولي النائية، فإن أقلية الروهينجا يتعرضون لمجزرة على يد القوات الحكومية، والتي قضت على القرية منذ 30 أغسطس الماضي، وقتلت عدد لا يُستهان به من المواطنين.

وأشار الناجون إلى أن من لم يتمكن من الفرار، قتلته القوات ثم حرقت الجثث في مقبرة جماعية.
وتسببت الاشتباكات بين الروهينجا والبوذيين، الذين يشكلون غالبية التعداد السكاني في ميانمار، في نزوح 140 ألف من الأقلية المسلمة في عام 2012، ووفاة الآلاف إما غرقا في البحر، أو أنهم لم يتحملوا ظروف الغابات القاسية.

وبحسب الأمم المتحدة، فأن ما يواجهه مسلمو الروهينجا الآن يعتبر أسوأ موجة عنف عاشتها الأقلية منذ سنوات، والتقطت الأقمار الصناعية صورا أظهرت احتراق قرى بالكامل.

الروهينجا

"تهديد"

وفي المخيم الذي أقامه سكان تولا تولي يقول خالد حُسين، 29 عاما، للصحيفة البريطانية، إن حوالي 90 مقاتل ذهبوا إلى القرية قبل ثلاثة أيام من وقوع المجزرة، وأمروا أهالي القرية بالذهاب إلى مكان يدعوه باسم "الرمال" نظرا لعدم خصوبة الأرض في هذه المنطقة.

ويتابع: "القائد كان يضع نجمتين على كتفه، وقال لنا إن هناك من ينشر شائعات بأن الجنود يقتلون المواطنين في راخين، ولكن عليكم جميعا أن تواصلوا الزراعة والصيد، وإذا رأى أحدكم الجنود فلا يحاول الهرب، لأنكم إذا هربتهم سنطلق عليكم النار فورا".

وبعد الخطاب، يقول حُسين إن بعض الجنود والذين كان بصحبتهم مواطنين بوذيين ذهبوا إلى بعض المنازل وسرقوا كل شيء ثمين، ذهب، مال، ملابس، والبطاطس والأرز أيضا، وحطموا ثلاثة أو أربعة بيوت وبرروا ذلك بأنها ملك لمن روّج لهذه الشائعات.

"النار التهمت كل شيء"

وكان باتم علي، موزع الأزر، من بين الكثير من أقلية الروهينجا الذين شاهدوا قريتهم ومنازلهم تحترق من الضفة الأخرى للنهر، وساروا ثلاثة أيام حتى يصلوا إلى المخيم في بنجلاديش.

جمع علي أفراد عائلته مرتدين ملابس حضراء داكنة، وانتظروا في الغابة حتى الساعة الثامنة صباحا لكي يتمكنوا من الهروب، ويقول: "حاولت العودة إلى القرية مُجددا لكي ينقذ باقي أفراد العائلة إلا أنه رأى ألسنة اللهب تتصاعد من المنازل، فلم يستطع العودة لإخراج جدته المسنّة من القرية.

التهمت النار منزل علي الخشبي، المكون من 8 غرف، وعاش فيه 16 فردا من عائلته، ويقول: "بعد مغادرة القوات عدت إلى هناك مرة أخرى، ووجدت كل شيء محترق، وفي الطريق وجدت شخصا ميتا جراء اطلاق ناري في صدره، وعندما اقتربت منه تعرفت عليه، واكتشفت أنه جاري أبو شاما، كان في 85 من عمره".

الروهينجا

عندما سمع كبير أحمد، بائع أزر، 65 عاما، أنه القوات بدأت هجومها على القرية قفز في النهر هو ابنيه، 10 و12 عاما.
وخلال الهجوم قُتل 8 من أفراد عائلته، ويقول للصحيفة البريطانية: "كانوا يلقون بالأطفال في النهر، من بينهم حفيدتي ذات الثلاثة أعوام، وحفيدي الذي لم يكمل عامه الأول، كنت اختبئ في الجانب الآخر من النهر واسمع أصوات الصراخ، ومن هناك رأيت القوات تجمع كل أهالي القرية ويأمروهم بترك القرية، وإلا سيطلقون النار عليهم".

وفي تلك الأثناء، كان كبير مع العشرات من المواطنين مختبئين وراء الأشجار، وفي المساء جمعوا كل الجثث التي عثروا عليها في النهر، وحفروا حفرة كبيرة ودفنوهم فيها.

ويتابع كبير: "حدث كل ذلك على بعد 40 متر مني، على الجانب الآخر من النهر، وحرقوا الجثث والمنازل وقضوا على كل شيء على بعد مترين أو ثلاثة من الضفة الأخرى".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان